قالتها لي أحدى الصديقات والنظرة المستجدية الخجولة تتسلل حذرة من عينيها نظرت إلى وجهي الذي ارتسمت عليه الدهشة وشعرت بالغربة عن ذاتي بحثت عن رد في عالم تائه في زمن أختلطت فيهالمفاهيم حتى ضاعت المعاني منها عدد هائل من الباحثات عن الشريك عدد كبير من العوانس يشير إلى تراكم الأخطاء الأجتماعية التي تنذر بتقويض أركان هامة من مجتمعاتنا العربية والأسلامية وما أستغرب له حقيقة تجاوز أصحاب الأقلام الواعية ومفكري هذه الساحة عن هذا الموضوع وغيره من القضايا التي تهم المراة وصب جل أهتماماتهم على القضايا السياسية منها . ومن قال أن الأوضاع الأجتماعية لا تصنع الهياكل السياسية . . . .؟ فالشكل السياسي هو مفرز اجتماعي وهذا أمر حتمي ومؤكد والنتيجة امامنا من أشكال انظمة الحكم في الوطن العربي بعمومه ، وكنت اتوقع ان أرى مداخلات أو مقترحات وحلول على موضوع (الأخ الظبياني )في موضوعه الهام الذي تناوله حول العنوسة والأحصائيات الخطيرة التي رافقت هذا الموضوع والتي ترصد الواقع بدقة وسؤال أطرحه على الجميع ...؟ (( أيــــــــن يكمن الحـــــــــــــــل )) وهل حقيقة يستطيع الأباء أن يخطبوا لبناتهم . . . ؟ وكأن ديننا ورسولنا الكريم أستشرف آفاق هذا الواقع من آلا ف السنين وهل يستطيع أب او أخ أن يخطب لأبنته او أخته في زمن الجاهليــــــــة هذا . . . ؟ لا أعتقد بأن الإجابة ستكون مرضية ... فكلا الطرفين لم يصل إلى درجة من الوعي والإيمان وبعد النظر لأتيان خطوة جبارة كهذه فلا الخاطب يستطيع التخلي عن كبريائه ولا المخطـــــوب عن صلفه وعنجهيته وخاصة أن العرف السائد في مجتمعاتنا ان الرجل هو صاحب المبادرة دائما وهذه المبادرة مستمدة من السلطة التي منحها له المجتمع وبيده مفاتيح الحلول وعلى هذا فإنني أراه مسببا رئيسا لهذه المشكلة لأعتبارات كثيرة منها : 1- توجه الشباب للزواج بأجنبية لأعتبارات كثيرة أهمها أن عدد كبير من شبابنا (( مبهور بالمستورد من البضائع )) 2- سعي الرجل للمرأة الأنثى الصغيرة ... المغناج الدمية متجاهلا عوامل ( التكافىء الفكري والعلمي ) الذي يخلق جوا من التوازن المطلوب بين الزوجين . 3- قلة تكاليف الزواج بأجنبية قياسا لبنت البلد التي لا تنتهي طلباتها وطلبات أهلها وكأن البنت سلعة تباع وتشترى ولاشك ان هذه المعضلة يمكن حلها بالوعي والتوعية عبر القنوات المختلفة لأي دولة أو المؤسسات الأجتماعية ومن أصحاب السلطة أنفسهم وأعني ( الرجال ) ومن المفيد أن أنوه أن في الكثير من الدول العربية أهل البنت يساهموا في تجهيز الفتاة ومساعدتها للعيش في استقرار وتأمين الستر مع شريك تختاره ويختارها . 4- ولعل أخواتنا وبناتنا يشكلن سببا هاما في زيادة نسبة العنوسة في تطلعهن الأرعن للشكليات والتمسك بالقشور دون الجوهر والبحث عن الفارس بالحصان الأبيض ولن نقبل لو كان رماديا . وأخص بشكا أدق المجتمعات القبلية التقليدية ولا نستطيع أن نغفل الكارثة التي ستحل على مجتمعاتنا العربية المسلمة كنتيجة حتمية لهذه الظاهرة المرضية ولو أقتصر الأمر على عدم الزواج وحده لهانت المسألة ولكن الخوف من مفرزاتها المعقدة والتي تقود للتمرد والتحدي وقد لاحظت من خلال التماس مع بعض الشرائح الأجتماعية السعي للأستقلال المبطن ولو جزئيا او الموافقة على زواج المسيار حتى لو كانت من دول عربية أخرى وهذه الحالات وإن لم تكن قاعدة إلا أنها تشكل ظاهرة في مجتمعاتنا المسلمة العريقة في عاداتها وتقاليدها وبالتالي أي سلوك كهذا يعتبر خروج على المأوف والمقبول ، وطالما أن الحلو تكمن فينا فلماذا لا تسعى لإيجاد الحل . . .؟ وقد يبادر أحدهم إلى القول أن المشكلة تنتهي ( بالتعدد ) سأجيبه فورا بقولــــــــــي : المشكلة تنتهي بتنظيف عقولنا مما علق بها من شوائب التربية الخاطئة والمقاييس المقلوبة لمفهوم المرأة الشريك ... الحل في النظرة المتطورة للمرأة الشريك تقوم على التعاون بين شريكين وفي النظرة الراقية للمرأة على أنها ند وليست دمية لللهو ولن نستطيع الوصول لمجتمعات متقدمة ومتطورة إلا إذا حسُنت العلاقات الأنسانية فيه ولن نصل إلى أنظمة حكم عادلة مبنية على الحرية والعدالة والديموقراطية إلا إذا أعددنا أفراد المجتمع إعدادا سليما متوازنا فمنه سيخرج حكامنا والأستيراد في هذا المجال مستحيل وإلا لكنا فعلنا . أتمنى من الأقلام الحرة المشاركة وأبداء الرأي فقد تكون العانس أختي أو أختك ، أبنتي أو أبنتك فلنتق الله وبجهودكم المخلصة يرتقي الوطن .
منقوووووووووول
عن
الآميره الغدوره
المفضلات