« بركة أعمار أمة محمد ﷺ »
محمد بن سليمان المهوس / جامع الحمادي بالدمام
22/8/1446هـ
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ خَصَّ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِخَصَائِصَ كَثِيرَةٍ شَرِيفَةٍ ثَابِتَةٍ بِنُصُوصِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَصَحِيحِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 111].
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ» [صححه الألباني].
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ»
[صححه الألباني].
وَمَعَ أَنَّ اللَّهَ خَصَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِمَا يَجْعَلُهُمْ فِي خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ عِبَادَاتٍ وَنُسُكٍ وَأَخْلاَقٍ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَّرَ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ أَنْ تَكُونَ أَقَلَّ الأُمَمِ عُمْرًا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَبَقَاءً فِيهَا؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]
وَمَعَ أَنَّ أَعْمَارَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ فِي الْغَالِبِ، إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ عَوَّضَهَا بِأَعْمَالٍ يَسِيرَةٍ وَبِأُجُورٍ كَثِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ تَفُوقُ بِهِ الأُمَمَ قَبْلَهَا الأَطْوَلَ أَعْمَارًا؛ كَالأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ الْمُرَتَّبَةِ عَلَى التَّوْبَةِ النَّصُوحِ؛ فَمَنْ تَابَ وَأَقْبَلَ عَلَى رَبِّهِ وَأَنَابَ، جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَهُ مُضَاعَفًا؛ بِأَنْ أَعْطَاهُ أَجْرَ تَوْبَتِهِ، وَمَعَهَا تَبْدِيلُ السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 – 70].
وَمِنَ الأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -:
النِّيَّةُ الصَّالِحَةُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «فَمَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ...» [متفق عليه].
وَمِنَ الأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: السُّنَّةُ الْحَسَنَةُ الَّتِي تَكُونُ سَبَبًا فِي انْتِشَارِ الْخَيْرِ فِي الْمُجْتَمَعِ، وَكَثْرَةِ الْعَامِلِينَ فِيهَا؛ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً؛ فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ...» [رواه مسلم].
وَفِي قَوْلِهِ: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً». قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أَيْ: أَحْيَا سُنَّةً قَدْ مَاتَتْ، فَنَشَرَهَا وَبَيَّنَهَا لِلنَّاسِ. اهـ. [انظر «الفتاوى» 28/150].
بَلْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ هُنَاكَ بَعْضَ أَعْمَالِ خَيْرٍ يَسْتَمِرُّ ثَوَابُهَا وَأَجْرُهَا حَتَّى بَعْدَ مَوْتِ الإِنْسَانِ، وَهِيَ فِي قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» [قال الألبانيُّ: حسنٌ لغيرهِ].
وَمِنَ الأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: مُضَاعَفَةُ صَلاَةِ الْفَرِيضَةِ وَالنَّافِلَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْنَّبَوِيِّ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
وَمِنَ الأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -:
قِيَامُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: ﴿لَيْلَةِ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [الْقَدْر: 3]،
فَالْعَمَلُ الَّذِي يَقَعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ خَالِيَةٍ مِنْهَا، وَهَذَا مِمَّا تَتَحَيَّرُ فِيهِ الأَلْبَابُ، وَتَنْدَهِشُ لَهُ الْعُقُولُ؛ حَيْثُ مَنَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي هِيَ أَقَلُّ الأُمَمِ أَعْمَارًا بِلَيْلَةٍ يَكُونُ الْعَمَلُ فِيهَا يُقَابِلُ وَيَزِيدُ عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ، وَهُوَ عُمْرُ الرَّجُلِ الْمُعَمَّرِ الَّذِي بَلَغَ ثَلاَثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ تَقْرِيبًا.
اللَّهُمََّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ الْـمَسْأَلَةِ ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ ، وَخَيْرَ الثَّوابِ ، وَخَيْرَ الْخِتَامِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنَ الأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: كَثْرَةَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ الْقَائِلُ : « مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا» [رواه مسلم].
فَمَنْ دَعَا اللَّهَ بِأَنْ يُثْنِيَ عَلَى نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَلأِ الأَعْلَى مَرَّةً وَاحِدَةً، أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَهَذَا فَضْلٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَعَطَاءٌ .
فَاشْكُرُوا رَبَّكُمُ الَّذِي أَكْرَمَكُمْ وَجَعَلَكُمْ وَإِيَّانَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ فَهِيَ وَاللَّهِ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ رَبِّنَا عَلَيْنَا الَّتِي تَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ الدَّائِمَ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَالتَّفَاؤُلَ وَالاِسْتِبْشَارَ,
وَهِيَ نِعْمَةٌ لَهَا تَبِعَاتٌ وَمَسْؤُولِيَّاتٌ عَظِيمَةٌ؛ فَخَيْرِيَّةُ هَذِهِ الأُمَّةِ حَقٌّ ثَابِتٌ، وَالْمَسْؤُولِيَّةُ مُلْقَاةٌ عَلَى أَبْنَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ لِيُرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ خَيْرًا، فِي عَقَائِدِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ وَأَخْلاَقِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ.
هَذَا؛ وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللهُمَّ أعزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الـشِّـرْكَ والمُـشـْرِكِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين.
اللهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَنِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ إمَامَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ لِما فِيهِ عِزُّ الإِسْلامَ وَصَلاَحُ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَإِخْوَانَه وَأَعْوَانَه لِما تُحِبُّهُ وتَرْضَاهُ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ جَمِيعَ وُلاَةِ الْمُسْلِمِينَ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَتَحْكِيمِ شَرْعِكَ.
اللهُمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ وَرِجَالَ أَمْنِنَا، وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْمُغْتَصِبِينَ، وَبِمَنْ حَقَدَ مِنَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِجَمِيعِ أَعْدَاءِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ اكْفِنَا شَرَّهُمْ بِمَا شِئْتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نَقِمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
المفضلات