خطبة
عيد الفطر المبارك
للعام 1440 هـ
كتبها
عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
وكل عام وأنتم بخير
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد
الحمدُ للهِ مَا صَامَ صَائِمٌ وَأَفْطَرَ، وَمَا ذَكَرَ ذَاكِرٌ وَاسْتَغْفَرَ، وَمَا سَبَّحَ مُسَبِّحٌ وَكَبَّرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّناَ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ : فَأُهَنِّئُكُمْ بِعِيدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ، جَعَلَهُ اللهُ عِيدَ خَيْرٍ وَبَرَكَةٍ ، وَنِعْمَةٍ وَشُكْرٍ، ثُمَّ أُهَنِّئُكُمْ بِإِتْمَامِ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، فَنَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَنَشْكُرُه، وَنَسْأَلُهُ الْقَبُولَ وَالرِّضَا عَنْ أَعْمَالِنَا وَسَعْيِنَا، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَناَ وَتَقْصِيرَنَا.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : اليَوْمَ فَرْحَةٌ ، وَمَا أَجْمَلَ فَرْحَةً تُتَوِّجُ صِيَاماً وَقِيَاماً وَزَكَاةً ، وَتَنْطَلِقُ مِنْ صَلَاةٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَحْمِيدٍ ، فَحُقَّ لَكُمْ أَنْ تَفْرَحُوا ، فَأَنْتُمْ سَائِرُونَ عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ وَالفَلاَحِ ، تَقْتَفُونَ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا، فَمَا صُمْتُمْ وَقُمْتُمْ إِلاَّ اْبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، وَرَجَاءَ جَنَّتِهِ ، وَاتِّقَاءَ نَارِهِ، مَا سَهِرْتُمْ لَيَالِيَ رَمَضَانَ، وَلَيَالِيَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ رُكَّعاً سُجَّداً ، إِلاَّ لإِيمَانِكُمْ بِمَا عِنْدَ اللهِ ، مِنْ عَظِيمِ الأَجْرِ، وَجَزِيلِ الثَّوَابِ ، فَأَبْشِرُوا بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، فمَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَمَنْ قَامَهُ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ كَماَ بَيَّنَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لِبْسُ الجَدِيدِ يَوْمَ العِيدِ تَيَمُّناً بِبَيَاضِ الصَّحِيفَةِ ، وَنَقَاءِ السَّرِيرَةِ ، وَمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَتَجْدِيدِ العَهْدِ مَعَ شَرِيعَةِ اللهِ ، فَاجْعَلُوا مِنْ بَيَاضِ ثِيَابِكُمْ ، صَفَحَاتٍ بَيْضَاءَ جَدِيدَةً فِي حَيَاتِكُمْ، إِرْضَاءً لِرَبِّكُمْ ، وَاقْتِدَاءً بِنَبِيِّكُمْ، لِتَزْكُوَ نُفُوسُكُمْ، وَتَطِيبَ سَرَائِرُكُمْ ، فَالتَّقْوَى هِيَ المَقْصُودُ مِنَ الصِّيَامِ حِينَمَا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ ، وَأَمَّا الأُلْفَةُ وَالمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ ، فَهِيَ وَللهِ الحَمْدُ تَسُودُ بَيْنَنَا ، عَلَى اْخْتِلَافِ بُلْدَانِناَ وَأَوْطَانِنَا ، فَنَحْنُ إِخْوَةٌ فِي الدِّينِ (إِنَّما المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، جَمَعَناَ الإِسْلَامُ ، جمَعَناَ القُرْآنُ الكَرِيمُ ، وَسُنَّةُ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ التَّرْبِيَةَ فِي زَمَانِناَ هَذَا عَظُمَتْ وَثَقُلَتْ ، إِذْ اْتَّسَعَتْ آفَاقُ الخَلَلِ ، وَكَثُرَت سُبُلُ الضَّيَاعِ ، مَعَ هَذَا الكَمِّ الهَائِلِ مِنْ القَنَوَاتِ وَالفَضَائِيَّاتِ وَالإِنْتَرْنِتْ ، وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَالجَوَّالاَتِ وَتَطْبِيقَاتِهَا ، فَتَخَالَطَتْ المَفَاهِيمُ وَتَمَازَجَتْ الثَّقَافَاتُ ، وَكَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ لاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ طَيِّبِهَا وَخَبِيثَهَا ، لِأَنَّ المُغْرِضِينَ يَدُسُّونَ السُّمَّ فِي العَسَلِ ، وَالمُوَفّقُ مَنْ إسْتَعْمَلَهَا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَكِنَّ غَالِبَهاَ أُسْتُغِلَّ فِي نَشْرِ الفَسَادِ ، ، وَبَثِّ الرَّذِيلَةِ ، وَالأَفْكَارِ الهَزِيلَةِ ، وَالتَّشْكِيكِ بِمُسَلَّمَاتِ الدِّينِ.
أَصْبَحَ أَبْنَاؤُنَا وَبَنَاتُناَ وَنِسَاؤُنَا فِي خَطَرٍ عَظِيمٍ، إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ وحَمَى، فَاجْتَهِدُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ بِتَحْصِينِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ، وَغَرْسِ الوَازِعِ الدِّينِيِّ وَبِنَاءِ الْقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ لَدَيْهِمْ، فَلاَحِظُوا أَبْنَاءَكُمْ ، وَكُونُوا عَيْناً تَرْقُبُهُمْ ، بَلْ كُونُوا أَصْدِقَاءَ لَهُمْ، إِبْنُوا جُسُورَ التَّوَاصُلِ وَالحِوَارِ مَعَهُمْ، دَعُوهُمْ يَبُثُّونَ هُمُومَهُمْ لَكُمْ ، وَيَشْكُونَ مَشَاكِلَهُمْ إِلَيْكُمْ ، بَدَلاً مِنْ أَنْ يَكُونُوا فَرَائِسَ لِلْمُتَرَبِّصِينَ، وَصَيْداً لِلْمُغْرِضِينَ، وَ(كُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلٌّ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ أُمَّةَ الإِسْلَامِ اليَوْمَ أُقحِمَتْ فِي فِتَنٍ وَحُرُوبٍ ، تَشَرَّدَ المُسْلِمُونَ ، وَخَافَ الآمِنُونَ، وَأَعْسَرَ المُوسِرُونَ ، وَهَذِهِ الفِتَنُ لا يَخْفَاكُمْ مَصَادِرُهاَ وَمُؤَجِّجَاتُهَا ، وَهِيَ تَمْحِيصٌ وَابْتِلاَءٌ (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاْنَتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) ، نَعَمْ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، هِيَ غَمَامَةٌ عَظِيمَةٌ، لَكِنَّهاَ سَتَنْجَلِي بِإِذْنِ اللهِ ، كَمَا إِنْجَلَتْ غَمَامَاتٌ قَبْلَهاَ، وَسَيَنْبَلِجُ النُّورُ بَعْدَ الظَّلاَمِ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ لُحْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَدٌ وَاحِدَةٌ، جَمَعَكُمْ اللهُ عَلَى هَذَا الدِّينِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ قَبَائِلَ مُتَنَاحِرَةً أَهْلَكَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، فَاحْمِدُوا اللهَ الذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ، وَعَضُّوا عَلَى أَمْرِكُم هَذَا بِالنَّوَاجِذِ، وَ(أَطِيعُوا اللهَ وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمْرِ مِنْكُمْ) ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِمَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ ، فَهَذَا هُوَ مَنْهَجُ سَلَفِكُمْ الصَّالِحِ ، وَأَنْتُمْ أَثْبَتُّمْ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ تَمَاسُكَكُمْ وَالْتِفَافَكُمْ حَوْلَ قِيَادَتِكُمْ وَوُلاَةِ أَمْرِكُمْ ، فَالإِئْتِلاَفُ وَالإِجْتِمَاعُ وَعَدَمُ الفُرْقَةِ ، سَبَبٌ لِلْأَمْنِ وَالإِسْتِقْرَارِ وَالقُوَّةِ ، فَالْزَمُوا دِينَكُمْ وَصَبْرَكُمْ وَإِيمَانَكُمْ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِدِينِ اللهِ وَاعْتَصَمَ، كَفَاهُ اللهُ وَوَقَاهُ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
يَوْمُ العِيدِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: يَوْمُ فَرْحَةٍ وَتَوَاصُلٍ، وَتَرَاحُمٍ وَتَكَافُلٍ، فَأَشْهِرُوا مَظَاهِرَ الفَرْحَةِ بِلاَ سَرَفٍ ، وَالسَّعَادَةَ بِلَا طُغْيَانٍ ، فَمَا شُرِعَ العِيدُ إِلاَّ لِإِظْهَارِ الفَرْحَةِ وَالسُّرُورِ ، زُورُوا أَقَارِبَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ ، وَارْحَمُوا أَيْتَامَكُمْ ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ (أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الجَنَّةِ)، وَادْعُوا لِأَمْوَاتِكُمْ ، وَادْعُوا لِلْمَكْرُوبِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، أُدْعُوا اللهَ الفَرَجَ لِأَهْلِكُمْ فِي سَائِرِ بِلاَدِ المُسْلِمِينَ التِي بُلِيَتْ بِالْإِحْتِرَابِ وَالفَوْضَى وَانْفِلاَتِ الأَمْنِ وَالإِسْتِقْرَارِ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : كُونُوا أَهْلاً لِحَمْلِ رِسَالَةِ الإِسْلَامِ، وَالإِسْلَامُ بَرِيءٌ مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يُشَوِّهَهُ بِالتَّفْجِيرِ وَالتَّدْمِيرِ ، وَتَرْوِيعِ الآمِنِينَ وَقَتْلِ المُسْلِمِينَ، وَزَعْزَعَةِ الأَمْنِ وَإِشَاعَةِ الفَوْضَى وَبَثِّ الرُّعْبِ ، الإِسْلَامُ دِينُ الرِّفْقِ وَالرَّحْمَةِ، أَمَرَناَ بَدَعْوَةِ الكَافِرِينَ لِدِينِ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ يَأْمُرْنَا بِقَتْلِ المُسْلِمِينَ وَالمُسْتَأْمَنِينَ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ عَنْ نَبِيِّهِ : (وَمَا أَرْسَلَنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). ، فَمَنْ أَرَادَ حَمْلَ لِوَاءِ الدِّينِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى الإِسْلَامِ فَلْيَكُنْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قُدْوَتَهُ ، يَسِيرُ عَلَى خُطَاهُ، فَمَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَّ قَاتِلاً وَلاَ خَائِناً وَلاَ نَاقِضاً لِلْعَهْدِ وَلاَ فَظًّا وَلاَ غَلِيظاً وَلاَ مُتَجَهِّماً وَلاَ قَاسِيَ القَلْبِ، إِنَّماَ كَانَ رَحِيماً شَفِيقاً، وَقَدْ تَجَاوَزَ حَتَّى عَنْ المُنَافِقِينَ حَتَّى لَا يُقَالَ إِنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ، وَعِنْدَمَا فَتَحَ مَكَّةَ قَالَ لِأَهْلِهاَ الذِينَ آذَوْهُ ، وَحَاصَرُوهُ فِي الشِّعْبِ وَنَابَذُوهُ ، وَأَخْرَجُوهُ وَقَاتَلُوهُ : إِذْهَبُوا فَأَنتُمُ الطُّلَقَاءُ، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
بَاَرَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وِامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أَنْتُنَّ أَتْبَاعُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُسْوَتُكُنَّ بَعْدَ نَبِيِّ الهُدَى أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابِيَّاتُ الجَلِيلَاتُ، إِلْزَمْنَ العِفَّةَ وَالحِجَابَ ، وَاحْذَرْنَ الفُجُورَ وَالسُّفُورَ وَلَا تَخْدَعْكُنّ دَعَوَاتُ تَحْرِيرِ المَرْأَةِ ، وَمَا أَعْظَمَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، وقالَ سبحانَهُ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
وصَلّوا وسلِّموا عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً بِكُمْ، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَارْضِ اللهُمَّ عَنْ صَحَابَتِهِ، الذِينَ عَمِلُوا بِسُنَّتِهِ وَاهْتَدَوْا بِهَدْيِهِ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ وُلاَةَ أَمْرِنَا وَوُلاَةَ أَمْرِ المُسْلِمِينَ، وَأَعِزَّ مَنْ أَعَزَّ الدِّينَ، وَأَذِلَّ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، عِيدُكُمْ مُبَارَكٌ وَسَعِيدٌ، وَعَسَاكُمْ مِنْ عُوَّادِهِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وَغَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بخيرٍ.
المفضلات