( الْعِــلاجُ الْعَجِيـــــب )
الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، والصَّلاةُ والسّلامُ عَلَى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ والْمُرْسَلِينَ ، وَبَعْدُ :
قالَ تَعَالَى((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ .. الآية )) [ البقرة : 196 ]
فِي هذهِ الآيةِ مِنَ الدُّرُوسِ : أنَّ الصَّدقةَ سببٌ لِلشفاء من المرض، حيث جعلها الله مقابلَ المرض في هذه الآية ، وجعلها طهارةً وزكاة، وهذا يشمل الطهارة المعنوية، والطهارة الحسية، ومنها المرض كما سورة التوبة في قوله تعالى ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [ التوبة : 103 ]
وقد روى أبو الشيخ وابو داود في المراسيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( داوُوا مَرْضَاكُم بالصّدَقَةِ )) والحديث حسنه الألباني
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ، يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ .. الحديث )) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم كما في خطبة الكسوف
( فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا .. الحديث )) متفق عليه ، وفي هذا إشارة منه صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تدفع البلاء والذي منه المرض .
وجاء في صحيح الترغيب والترهيب أن الإمام الحاكم أصابت قرحة في وجهه، قريباً من سنة، فتصدق على المسلمين بوضع سقاية على باب داره فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وظهر الشفاء وعاد وجهه أحسن ما كان ، يقول ابن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله" أخرجه البيهقي في الشعب .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين 16/9/1438
المفضلات