الْكَلِمَةُ الطَّيِّبـَـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــةُ
الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، والصَّلاةُ والسّلامُ عَلَى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ والْمُرْسَلِينَ ، وَبَعْدُ :
قَالَ تَعَالَى ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ)) [ سُورةُ فاطِر:10 ]
فِي هَذهِ الآيةِ مِنَ الدُّروسِ : أَنَّ مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَكُون عَزِيزًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلْيَلْزَمْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى فَإِنَّهُ يَحْصُل لَهُ مَقْصُودُهُ، لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى مَالِك الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَهُ الْعِزَّة جَمِيعًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))
وَفِي هَذهِ الآيةِ مِنَ الدُّروسِ : أَنَّ الْكَلِمَ الطَّيَبَ يَشْمَلُ ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى وَدُعَائَهُ وَتَمْجِيدَهُ وَتَقْدِيسَهُ ، فَعَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلَامِ ، وَهُنَّ مِنَ الْقُرْآنِ ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ) رَواهُ مُسْلِمٌ
وَفِي هَذهِ الآيةِ مِنَ الدُّروسِ : أَنَّ الْقَوْلَ الطَّيّبَ لا يَرْفَعُهُ إلّا الْعَمَلُ الصَّالِحُ الطَّيّبُ ؛فَمَنْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى وَلَمْ يُؤَدِّ فَرَائِضَهُ رُدَّ كَلَامُهُ عَلَيْهِ
وَفِي هَذهِ الآيةِ مِنَ الدُّروسِ : أَنَّ الْكَلِمَ الطَّيّبَ بِعُمُومِهِ يَرْفعُ دَرجاتِ صَاحِبِهِ ،وَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ،كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْبِئْنِي بِعَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ؟قَالَ أَفْشِ السَّلامَ ، وَأَطِبِ الْكَلامَ ، وَصِلِ الأَرْحَامَ ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ)
رَواهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الشِّيْخُ أَحْمَدُ شَاكِر.
قالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِياضٍ : سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : لَوْ رَمَيْتُ رَجُلاً بِسَهْمٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَهُ بِلِسَانِي ، لِأَنَّ رَمْيَ اللِّسَانِ لا يَكَادُ يُخْطِئُ .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
حرر في رمضان 1438 ه
المفضلات