من مناقب البوليل
(امير ضيغمي يبحث عن اماكن آمنه)
بعد سقوط حايل على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله
قرر البعض من أمراء آل الرشيد أن يخرجوا خارج المملكة خوفا على أرواحهم
ومنهم أمير من آل الرشيد - الذي خرج من حايل – تاركا وراءه مجدا خالدا لكن
حلقاته انتهت بالأفول ؟؟؟؟
إلا أن هذا التاريخ كان ألمعيا ذكيا حافلا بالمكرمات ؟؟
لأنه ارتسم وضاء بوشائج من مجد فريد ....وكان له قدم السبق – قبل الأفول ....
فقد كُتِبَ ذلك المجد الشمري بحروف من نور – ترفرف في جبين الدهر وعلى مر
العصور .....بقيت وستبقى منار شموخ ... يهتدي إليها السائرون إلى العلياء .....
يتناقلها الأبناء عن الآباء والأجداد في كل زمان ومكان .
- خرج هذا الأمير الشمري يضرب طول الأرض بعرضها على وجل ...
لا يلوي على شيىء .... خائفا يترقب ؟؟؟
وذلك بعد أن قد ضاقت الأرض على سعتها أمام هذا الأمير الرشيدي بعد
سقوط حايل –وبعد عز ومجد وسؤدد ......لكنها الأيام ...... كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان ؟ ؟؟؟
ولا شك بأن الأيام والزمان يجري بقدر من الله تعالى مالك الأكوان ؟؟
نعم ؟؟؟؟؟؟ أخذ يبحث عن مناطق وأماكن آمنة – يلملم فيها شتات ما تفرق
من أمره ؟؟؟؟ تُرى إلى أين حمله القدر ؟؟؟؟؟؟
لقد حث به سيره قاطعا الفيافي والقفار وغياهب الصحارى والوديان
– وبين جوانحه أمل يحدوه أن يلتقي بأقارب له سبقوه منذ عشرات السنين ؟؟؟
تعددت أسباب خروجهم - ( والضيم واحد ) ؟؟؟؟
لعلهم ينفضون عن كاهله ما علق عليه من غبار السفر – ووحشة الحال
- والحرمان ؟؟؟؟ - لقد حمله القدر بوحي من تفكيره ؟؟؟؟؟ متجاوزا قبائل شمرية
كثيرة كلها أبية عزيزة مرهوبة الجانب - كانت ستفتح قلوبها – قبل بيوتها .....
مرحبة به ؟؟؟؟؟ تحتضنه بقلوبها قبل صدورها ....- لكن شيئا من ذلك لم يكن ؟؟؟؟
- فقد وضع عصا الترحال في وادي نهر الفرات الخالد وعلى ضفته اليمنى –
فلعل نسمات هوائه الأصيل ولعل هواءه الرقاق العليل – ولعل أحبته الذين اختارهم
على من سواهم - أن ينسيه هموم الماضي وآهات الليالي ولو قليلا ؟؟؟
وكانت المفاجأة التي تناغم طيفها ابتهاجا في كل بيت شمري – بمجرد أن وطأت قدماه –
تلك العشيرة الأبية التي ما عرفت الخنوع يوما ما ؟؟؟
إنها عشيرة البوليـــل
أحفاد راعي المرقاب ؟؟؟ أحفاد العلي ؟؟؟؟ أحفاد الضياغم .. أحفاد الطنايا ...السناعيـــــس
الذين حافظوا على مجد عشيرتهم – رغم غربتهم بين العقيدات ؟؟؟
وإذا بالأمير الشمري – ضيفا عزيزا كريما على باب ديوان .... وأي ديوان ...
على أبواب بيت .. وأي بيت ؟؟ !!!
تُرى من هو صاحب الحظ السعيد الذي سيحتضن هذا الوافد الأبي ...
لقد حط عصا ترحاله عند ابن عمه الشمري
( الشيخ موســـى أبو الهيـــــال)
شيخ عشيرة البوليل الضيغمية الشمرية – وسرعان ما رحلت همومه
وتبددت كسحابة صيف ؟؟؟ وتماثل للراحة تماما . بعد أن أثقله عناء السفر ..
وبعد أن تفاعل مع حرارة وصدق اللقاء ؟؟ ونيران الشوق ؟؟
- توافد أبناء العمومة بزيارة الضيف والسلام عليه بحفاوة منقطعة النظير
يهنئونه بسلامة الوصول - ومما أدلى به عند وصوله قوله لأبي الهيال :
- لم أجد خارج السعودية من هو أقرب منك لي يا بن العم حتى أذهب لعنده –
فرد عليه موسى أبو الهيال : أبشر انت بين اهلك وعشيرتك بقى الأمير الشمري ....
قرابة السنتين والنصف تقريبا ..متنقلا بين عشيرة البوليل في دير الزور –
وعشيرة البوليل في – حلب – عند الشيخ – سلطان الشويطية – شيخ عشيرة البوليل
هناك في حلب...... وقد مرت عليه تلك السنتان وكأنها طيف حبيب عابر ألم به الهوى
فلم يرتوِ بعد من لقاء محبوبته ؟؟؟وقد أخذ عنه المرحوم - صالح الموسى
– الابن الأكبر لأبي الهيال --- الكثير من المعلومات الخاصة بنسب شمر والبوليل
وحفظ منه العديد من القصائد المتعلقة بتاريخ شمر والرشيد والتي تصف الكثير من
أمجادهم وحروبهم وبديع خصالهم –وبقي الأمير السنعوسي العبدي الشمري بين أهله
وذويه في منتهى الحفاوة والتكريم – لكن أمرا طارئا قد حدث ؟؟
وغير مسار الأمور .. فها هو الأمير يعود أدراجه من حيث رحل ....؟؟؟ !!!!!
فقد صدر عفو ملكي من الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله عنه وعن مجموعة أخرى
من رجالات آل الرشيد الذين غادروا الديار ... وتركوا الأطلال ؟؟
يطلب منه العودة إلى المملكة ---- جاءت رسل الملك عبد العزيز .... تطلب عودة الأمير ؟؟؟
لكن أبا الهيال رفض الطلب ورفض التسليم ؟؟؟؟؟؟ وظن أن ذلك خدعة من قبل الملك ؟؟؟
- فقال أبو الهيال للرسل – أبلغوا الملك عبد العزيز – أن الأمير – بجواري وبحمايتي
- ذلك أن الذين جاءوا من قبل الملك عبد العزيز – جاؤوا بطلب شفوي ؟ عادت الرسل
أدراجها إلى المملكة فارغة اليدين ؟؟؟ ولما استطلع الملك عبد العزيز حقيقة الأمر ؟؟؟
- أرسل بطراش ورسل آخرين ومعهم كتاب رسمي موقع من الملك عبد العزيز –
وجاءوا وهم يحملون كتاب العفو مع فرس وذلول لتحمله إلى بلاده وأهله ...
بعد غياب سنتين ؟؟؟
- وحينها ترك أبو الهيال القرار والخيار للأمير – فإن بقي بقي بين أعز أهله
أو أن يرجع إلى حائل ..
- فاتخذ الأمير قرارا بالعودة .... رغم مرارتها ؟؟؟؟ هكذا هو قدر الله ؟
لقد ترك بصمات جلية بين أعمامه البوليل دخلت سجل الخالدين .
تلك هي أقدار الرجال .
يمم وجهه تجاه صبا نجد - مدارج الصبا .. وحنين الذكريات ؟؟؟
وكأن لسان حاله يقول :
يا قسوة الدمعة على خد رجال........فيها تحس الموت زاد اقترابــــه
فيها تحس إن الزمن جاك .. يختال ...... يسوق لك خيله وطعنة حرابه
يسوق لك جوره على صوت موال ....... يقلب لك الدنيا دمار وخرابة
هنا ..أنا واقف على شرفة الجال ......هنا..صدى صوتي وأحس بعذابه
هنا .. وقفت أستعرض قصار وطوال........ هنا أترجمها بشعر وكتابة
في ذمتي ما كنت في يوم محتال.......ولا مشيت بدرب غيري مشابـــه
ولا شقى قلبي عنا قلة المال ...... نسيت همه يوم غيري شقابـــــــــه
يزول هم وهم باقي ولا زال ....... همٍ سطا في خافقي وإلتجابــــــــــه
همي حياة أخلاقهم والزمن طال.........والوقت ياخذهم بصمت ورتابة
تباعدت خطواتهم عني أميال ...... بالعمد جوها ليه ؟ يا للغرابـــــــــة
حزني عليهم بدّل أحوالي أحوال ........ وخوفي عليهم ما حديهم درابه
جالس حزين وعلقم الهجر قتّال ....... وزوّد على حزني ونين الربابة
ولو تاقف الدنيا على موت رجّال.... كان وقفت عصر النبي والصحابة
................................................................................ .............
ترى من الأمير الذي ترك عموم شمر الأبية – ولجأ إلى عشيرة البوليل ؟؟؟
إلى أبي الهيال ؟؟
إنه الأمير عبيد الجبر العلي الرشيد
- وهكذا انتهت حلقة سيرة هذا المشهد الذي حمل بين طياته دلالات واعتبارات
وإشارات – من بينها – العراقة – والأصالة – والعزة – والشهامة والإباء
والنخوة - ؟؟؟
نقلا عن الاستاذ صالح العبيد عن ابيه الذي عاصر تواجد الامير في تلك الفترة
نقلا عن الشيخ المرحوم صالح الموسى عن ابيه الشيخ موسى ابو الهيال
المفضلات