خطبة جمعة
بعنوان
( إستئصال الشر الحوثي )
بتاريخ
7-6-1436
كتبها وضبطها
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
أيها الإخوةُ المسلمون :
لقد توالتْ على أمةِ الإسلامِ مؤامراتٌ ونكباتٌ وويلاتٌ ، تدبَّجُ في الخفاءٍ ، وتحاكُ في السراءِ ، ولم يعدْ خافياً على الناسِ جميعاً ، صغيرِهِم قبلَ كبيرِهِم ، عِظَمُ المؤامرةِ ، وجسامةُ الخبثِ الذي يحاكُ للإسلامِ والمسلمينَ ، ولأهلِ السنةِ خاصةً ، من الرافضةِ وأذنابِهِم ، في كلِّ مكانٍ ، لأنَّ لكلِّ خيانةٍ ومكرٍ ، أذنابٌ من بني جلدتِنا ، ولم ينعدمْ هذا الأمرُ حتى في عهدِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قال شيخُ الإسلامِ بنُ تيميةَ في الفتاوى ، الرافضةُ أشدُّ خطرا على الإسلامِ من اليهودِ والنصارى ، فتاريخُ الروافضِ على مدى الأيامِ ، حالكٌ أسودٌ ، فهم الذي حاربوا الإسلامَ وأهلَهُ ، بالتحريشِ واشعالِ الفتنِ الطائفيةِ ، وهم الذين انتزعوا الحجرَ الأسودَ من بيتِ اللهِ وبقي عندَهُم قرابةَ عشرينَ عاماً ، وهم الذين يعتقدونَ كفرَ صحابةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ الذين بشَّرَهُم النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بالجنةِ ، هم يعتقدونَ كفرَهُم ، ويعتقدونَ أنَّ القرآنَ الذي تكفلَ اللهُ بحفظِهِ ومحفوظٌ في صدورِ الحفاظِ والمصاحفِ ، منذُ زمنِ الصحابةِ ، يعتقدونَ أنهُ ناقصٌ وعندَهُم هم ما يُسمَّى مصحفُ فاطمةَ ، ثلاثةُ أضعافِ القرآنِ الذي عندَناَ ، هم الذين يعتقدونَ الفُحشَ والزنا في أُمِّ المؤمنينَ ، عائشةَ الطاهرةِ العفيفةِ ، التي برَّأها اللهُ في وجهٍ كاملٍ من سورةِ النورِ ، هم الذين يقولونَ أنَّ أبا بكرٍ وعمرَ رضي اللهُ عنهُما هما صَنَما قريشٍ وهما الجبتُ والطاغوتُ ، عليهم من اللهِ ما يستحقونَ ، وكلُّ ذلكَ بل وأكثرُ منهُ وأشنعُ مذكورٌ في كتُبِهم ، فهم يُبطنونَ خلافَ ما يُظهرونَ ، وعندهُم عقيدةُ التقيَّه ، ويقولونَ مَن ليسَ له تُقيَّه فليسَ بشيعيٍّ وليس برافضيٍّ ، ويقولُ الهالكُ الخمينيُّ : إنَّ لأئِمَتنا منزلةً لا يبلُغُها ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ ، فالرافضةُ معلومٌ شرُّهُم وخطرُهُم ، وسعيُهُم لهدمِ أصولِ الإسلامِ ،
أيها المسلمونَ : أماَّ في السنواتِ الأخيرةِ فقد استطالَ شرُّهُم ، واستفحلَ ضررُهُم ، وبلغَ تطاولُهُم على بلادِ المسلمينَ ، وبلادِ العربِ كالعراقِ والشامِ ولبنانَ ، والآنَ في اليمنِ ، فهم لا يخوضونَ حرباً معَ أحدٍ ولكنَّهُم يخوضونَ حروباً بالوكالاتِ ، بالتحريشِ واستمالةِ ولاءِ بعضِ ممَّنْ هُم على مذهبِهِم منَ الأقلياتِ الشيعيةِ في بلادِ السنةِ ، يدعمونَهُم بالأموالِ الطائلةِ ، والسلاحِ ، ثمَّ هم من بعيدٍ يحرضونَ ويَعِدُونَهُم بنُصرَتِهم والوقوفِ مَعَهُم ، وهكذا أدخلوا بلادَ المسلمينَ في دواماتٍ من الصراعِ والإقتتالِ ، فهم يعتقدونَ أنَّ بقاءَهُم مرهونٌ بضعفِ أهلِ السنةِ وإحداثِ الفوضى في بلادِ أهلِ السنةِ ، فهم لا يحفظونَ حُسنَ جِوارٍ ، ولا يرقبُونَ إلاًّ ولا ذمةً ، ولا يُتمُّونَ عهداً ولا ميثاقاً ، وكذلكَ فعلَ الحوثيونَ مع رئيسِ اليمنِ الشقيقِ ، هؤلاءِ الفرسُ الذي يتحكَّمُونَ في إيرانَ وشعبِهِ وأهلِ السنةِ فيهِ حتى أنَّ طهرانَ العاصمةَ لا يُوجدُ بها مسجدٌ لأهلِ السنةِ قط ، فيها معابدُ لليهودِ ، ولكنْ ، مسجدٌ لأهلِ السُنَّةِ في طهرانَ ممنوعٌ ، هؤلاءِ الفرسُ لا يُشكِّلونَ إلاَّ ثُلثَ سكانِ إيرانَ أو أقلَّ ، فيشاركُهم فيها الأحوازُ العربُ في الجنوبِ ، والأكرادُ والبلوشُ ، والآذاريونَ ، والتركمانُ والجيلاكُ وأعراقٌ أخرى ، وهم في صراعاتٍ ومشاكلَ داخليةٍ ، لكنَّهُم مع ذلكَ يسعونَ في تصعيدِ المشاكلِ في بلادِنا ، وبلادِ أهلِنا وجيرانِنا ، ومجتمعاتِنا السُنِّيةِ ،
وواللهِ أيها المسلمونَ : إنَّ ولاةَ أمرِنا حفظَهُم اللهُ على ما لمِسْناَ منهم طِوالَ السنينَ الماضياتِ ، يدرؤونَ بالحسنةِ السيئةَ ، ويدفعونَ بالتي هي أحسنُ ، حتَّى حيالَ ما يقومُ بهِ المغرَّرُ بهم في هذه البلادِ ، ويبتعدونَ عن المشاكلِ والصراعاتِ ، حفاظاً على أمنِ هذهِ البلادِ واستقرارِها ، لكنَّ الأمرَ بلغَ المُنتهى ، والسيلَ بلغَ الزُّبى ، فالحوثيونَ وأذنابُهُم ممن تدعَمُهُم إيرانُ ، تَعِدُهم وتُمنِّيهِم ، وما تَعِدُهُم إلا غُرورا ، اليمنُ لأهلِ اليمنِ الشرفاءِ ، ليسَ لحفنةٍ منَ المأجورينَ أنْ يستبِدُّوا بِحُكْمِ اليمنِ تحتَ سطوةِ السلاحِ ،وتوجيهاتِ ملالي إيرانَ ، أقولُ ذلكَ لأنَّ الأمرَ أصبحَ واضحاً جلياًّ ، أمهلَهُم أهلُ اليمنِ وأمهلَهُم الرئيسُ الشرعيُّ وأمهلتهُم الدولُ ، علَّهُم أنْ يستجيبوا لدعواتِ العُقلاءِ ، وحلِّ مشاكِلِهم بالحكمةِ والسلمِ ، لكنَّهُم ينظرونَ إلى أهلِ اليمنِ مِنْ فوقِ السحابِ ، أربعُ سنواتٍ واليمنُ في فوضى واضطرابٍ ، وهُم يتحالفونَ مع مَنْ هُم على شاكِلَتِهم ، ممن لا تهُمُّهم إلا مصالِحُهُم الشخصيةُ ، ويضربونَ بأمنِ اليمنِ واستقرارِه ووحدتِه عرضَ الحائطِ ، إنقلبوا على الرئيسِ الشرعيِّ بقوةِ السلاحِ وقتلوا مَنْ يقفُ في وجهِهِم من الشعبِ المغلوبِ على أمرِه ، هؤلاءِ الشرذمةُ الحوثيونَ الذين يُسمُّونَ أنفُسَهم ( أنصارَ اللهِ ) هُم حركةٌ فكريةٌ عسكريةٌ باطنيةٌ متمرِّدَةٌ ، نشأَتْ في صعدةَ شمالَ اليمنِ ، وانشقتْ فكريًّا ومذهبياً عن المذهبِ الزيديِّ ، وسارتْ على نفسِ الطريقِ والمنهجِ الذي سارَ عليهِ حزبُ اللهِ في لبنانَ ، ذو المرجعيةِ الفكريةِ والدينيةِ والسياسيةِ ، المواليةِ لطهرانَ ، تجمَّعُوا وتشبَّعُوا بأفكارِ وعقائدِ الرافضةِ الإثني عشريةِ ، فهم يتبرؤونَ من الخلفاءِ الراشدينَ الثلاثةِ ، ويكفِّرونَ غالبَ الصحابةِ ، بل إنَّ كبيرَهُم بدرَ الدينِ الحوثي يؤمنُ بتكفيرِ الصحابةِ ، ويقولُ ولدُهُ حسنُ الحوثيُّ أنَّ كلَّ سيئةٍ في هذهِ الأمةِ وكلَّ ظُلمٍ ومعاناةٍ وقعتْ في الأمةِ فالمسؤولُ عنها أبوبكرٍ وعمرُ وعثمانُ ، فهم يَدْعُون إلى سبِّ أصحابِ الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ويلعنونَ أمهاتِ المؤمنينَ ، ويُحرِّضُونَ على قتلِ واستحلالِ أموالِ أهلِ السنةِ ، وقد اعتدوا على حدودِ المملكةِ الجنوبيةِ قبلَ خمسِ سنواتٍ تقريباً وتمَّ دحرُهُم ، وهاهُم في اليمنِ منذُ زمنٍ وهم يعثونَ فساداً في اليمنِ ويسفكونَ الدماءَ البريئةَ ، ويتلفونَ الأموالَ ، ويدمِّرونَ المساجدَ ودورَ القرآنِ ، والمعاهدَ والجامعاتِ ، ويستهدفونَ الدعاةَ والخطباءَ والأئمةَ وأصحابَ الفضلِ والرأيِ ، مما جعلَ رئيسَ اليمنِ يطلُبُ النجدةَ لأنقاذِ اليمنِ من عبثِ هؤلاءِ .
أيها المسلمون : ونظراً لخطورَتِهم على استقرارِ دولِ الجزيرةِ العربيةِ عموماً ، فإنَّ إضعافَ شوكتِهِم وضربَ معاقِلِهُم العسكريةِ هو حمايةٌ لبلادِنا من تهديداتِهم وكفٌ لشرِّهِم عن أبناءِ اليمنِ الشقيقِ ، قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ ( المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه ) وقال تعالى ( وإنْ استنصروكُم في الدينِ فعليكُم النصر )
فلقد هبَّتْ دولُ التحالُفِ الخليجيِّ بقيادةِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ، بشنِّ هجماتٍ على معاقلِ هؤلاءِ لاستئصالِ شرِّهِم ، وتمَّ وللهِ الحمدُ الحظرُ الجويُّ على أجواءِ اليمنِ والحظرُ على سواحلِ اليمنِ ، حتى يعودَ الأمنُ والإستقرارُ والشرعيةُ لليمنِ ، فأهلُ اليمنِ هم إخوانُنا ديناً وأصلاً وعروبةً ، هم الطيبونَ الشرفاءُ ، وستعودُ اليمنُ بإذنِ اللهِ لأهلِها الذين يُريدونَ لها الخيرَ والإستقرارَ ، ولا يلزمُنا اليومَ جميعاً إلاَّ أنْ نكونَ صفاً واحداً ، قال تعالى ( واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذ كنتم أعداءً فألفَ بين قلوبِكُم فأصبحتُم بنعمتِهِ إخواناً )
بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم ،
ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ،
أقول ماسمعتم ،
وأستغفر الله لي ولكم ،
ولسائر المسلمين من كل ذنب ،
فاستغفروه وتوبوا اليه ،
إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أيها المسلمون : اتقوا اللهَ واعلموا أنَّهُ في مثلِ هذهِ الظروفِ تُنشرُ الشائعاتُ التي تُوهنُ الأمةَ وتفتُّ في عَضُدِها فيجبُ علينا الحذرَ منها والإلتفافَ حولَ قيادتِنا والسمعَ والطاعةَ لولاةِ أمرِنا ، وأخذُ الأخبارِ من مصادِرِها الموثوقةِ ، وكونوا جميعاً أيها المسلمونَ جنوداً لدينِكم ومقدساتِكم وأوطانِكم وأمتِكم .
أيها الشباب :
ياسواعدَ الأمةِ ،يا بُناةَ المجدِ ، ياأتباعَ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، كم من حاقدٍ حاسدٍ ، مفسدٍ فاسدٍ ، لنعمةِ اللهِ جاحدٌ ، لا يهنأهُ العيشَ ، ولا يطيبُ له النومَ ، وهو يرى قوةَ ترابُطِ المسلمينَ جميعاً ، وعظيمَ رحمتِهِم ، وكريمَ عيشتِهم ، واستتبابَ أمنِهِم ، يسعى لأنْ يضربَ القلوبَ ببعضِها ، ليجنيَ ثمرةَ ذلكَ ، والضحيةُ أنتم أيها الشبابُ ، والأمةُ كلُّها ، فاللهَ اللهَ بالحفاظِ على ولائِكم لدينِكم وولاةِ أمرِكم وبلادِكم ، والإحتراسِ لأفكارِكم ، من أنْ تُدنَّسَ ، وادرأوا الشُبَهَ ، بسؤالِ الراسخينَ من أهلِ العلمِ ، وفَّقَنا اللهُ وإياكُم وهدانا وهداكُم ، لطريقِ الفضيلةِ والرشادِ ،
ألا وصلوا وسلموا على خير البرية محمد......
المفضلات