والله زمااااان ...
نمرّ على الدّيار ديار "شمّر" () نقبّل ذا الجدارَ وذا الجدارَ
وما حبّ الدّيار شغفن قلبي () ولكن حبّ من سكن الديارَ
كم هو جميلٌ ومؤلمٌ في آن واحد أن تمرّ على مكان عايشته لفترة من الزمن وتركت فيه شيئاً مهمّاً من ذاكرتك وجزءاً لا يتحزّأ من ذكرياتك .
الجميل ... هو أنك علمت أن "لا حدّك الشوق واشتقت" بإمكانك أن تأتي إلى هنا لتملأ "خزّان" ذاكرتك من محطة وقود الماضي الجميل فتتقوى على السير في طريقك نحو غرفتك المظلمة .
المؤلم ... هو أنّك ترى عوامل تعرية الزمن قد أكلت وشربت من هذا المكان الذي أحببته حتى بات عليك أن تضع في حسبانك الجهد الذي يجب أن تبذله لتتصفح بعض المواضيع القديمة والمتمثل في إزاحك كومة تراب الجفاء الذي طمر تلك المواضيع ...
هناااا كتبت ... هنا كان ردّ فلان ... هنا نلت مخالفة .... هنا فزت بوسام ... هنا اختلفت .... هنا اتّفقت .... هنا اتّهمت ... هنا اتُّهمت ... هنا كنت صاحب الدّار ... هنا أنا اليوم غريب الشّامِ واليمنِ .
هنا كان لنا المكان كجبل التوباد حيّاه الحيا ...
هنا رضعنا الأدب والحب ... فكان نعم المرضع ...
هنا بكل بساطة ... حضارة سادت ،،، فهل يا تُرى بادت ؟!
هنا حضرت لأقول للجميع بدون استثناء ... تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير ... وعيدكم مبارك ...
المفضلات