بسم الله الرحمن الرحيم
سمعنا كثيراً وشاهدنا أناس عاديين وكذلك شخصيات مرموقة في المجتمعات العربية وصفوا بأنهم أكرم من حاتم الطائي بل أن البعض يصفهم شعرا أو نثرا أو عن طريق اﻻعﻻم المرئي والمسموع بأنهم ﻻيقاسون بحاتم وﻻيوجد مجال وﻻمقارنة وﻻتنافس بينهم وأن حاتم ﻻيمثل ذرة أمامهم بدون خجل وﻻحياء وبدون مراعاة لمشاعر اﻵخرين والتي ضاقت بها اﻷنفس وتهامست بازدراء المتعجب .
لن أسرد سيرة حاتم الطائي والذي عرفته اﻷمم العربية والغربية وذاع صيته في مشارق اﻻرض ومغاربها وضرب أروع اﻻمثال بقصصه العجيبة والتى جائت بمكارم اﻻخﻻق
وأصبح حاتم وسيبقى رمزاً ومضربا للمثل منذ 1500 سنة والذي ﻻينافسه أحد عدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.وهو أفضل منه بﻻشك .
جميع المقلدون لحاتم أو المتحاتمون خسروا ولم ولن يصلوا إلى ماوصل إليه وإلى يوم الدين مهما فعلوا ، فشتان بين مقارنة اﻻثنين ، فالزمن ليس الزمن والمال ليس المال والحال ليست الحال والظروف ليست الظروف .
فلو حقاً مايقولون أنهم أو الذين يمتدحونهم أنهم أكرم من حاتم فلماذا لم يبرزوا وينسى اسم حاتم ويحلون محله
فكل المقلدون لحاتم ماهم إﻻ تﻻميذه ولعلهم يحسنون اﻷدب ويحفظونه لمعلمهم .
ﻻأنقص من قدر اﻷجواد والكرماء الشرفاء الذين يفعلون الكرم بمحض إرادتهم وبإقتناع رغم ظروفهم فهوﻵء قدرهم معلوم ومحفوظ ولهم الراية البيضاء
لكننا نتعجب ممن يأتي ويتعالى على اﻷعراف القبلية ويحاول تسلق أمجاد اﻵخرين ومورثاتهم الشعبية لحسابه الشخصي أو لحساب شخصيات أخرى.
إن كرم حاتم ﻻيشوبه شائبة أو أدنى شك في أنه فعل هذا الفعل واتصف بهذه الصفات بقناعة تامة ومروءة وشهامة عربية أبية مثلها لﻻجيال من بعده وحفر صورة العربي اﻻصيل للعالم أجمع .
لقد نال حاتم الطائي أعلى وسام أبدى وأعتلى رأس الهرم في الكرم
وقد ورثت القبيلة والمنطقة أجمل ماورثت منه
وهي مكرمة إلهية قدرها الله سبحانه
فهو اﻷب الروحي لقبيلة طيء ولمنطقة حائل الحاضنة لعظماء التاريخ
والتى عاش في أكنافها وأشتهرت المنطقة كلها من قديم الزمان بالكرم العربي اﻷصيل والذي توارثه اﻷبناء إلى يومنا هذا .
وهو كرم طبيعي غير مصطنع وعلى الفطرة
كلما ذكرت منطقة حائل وذكر أهلها وصفاتهم الجميلة يتبادر الى الذهن حاتم الطائي
فلذلك الشرفاء من العرب وأهالي المنطقة وقبيلة شمر هم المعنيون بالدفاع عن هذا الرمز والقدوة الحسنة .
إن التقليل من شأن حاتم الطائي هو تقليل من شأن القبيلة والمنطقة وإعتراض ومحاربة لمكارم اﻻخﻻق العربية واﻻسﻻمية والتي أقرها اﻹسﻻم .
ومع ضعف صوت القبيلة وإعﻻمها في بعض الدول وتهميش الكيانات القبلية وإضعافها
قد أوجد طريقأ وثغرة للبعض وتجرؤا بالتقليل من رمز الكرم والتعالي عليه لحساباتهم الشخصية أو لحسابات اﻻخرين
بدون أي ردة فعل قبلية رسمية
أو بردود فردية على استحياء ﻻتجلب الفائدة في ردع مثل هؤﻻء .
إن أي محاولة لصنع مجد جديد بالتسلق على أمجاد اﻵخرين ومحاولة سلب ألقابهم وموروثهم وتجييرها لصالحهم يعد بﻻشك فعل يخالف العقل وممقوت ومنبوذ لدى الشرفاء من العرب وستﻻحق كل من يفعل هذا الفعل لعنة التاريخ .
فيا أحفاد حاتم ومحبوه ويا أحفاد طيء
ويا أهل المنطقة هذه أمجادكم فﻻ تتهاونوا بالسكوت
.
فليس من الوفاء الرضى بما يقال
14-4-1435
.
.
المفضلات