[align=justify]عام جديد .. وجرح يتجدد !

قد تبدو الأيام مملة ومؤلمة جدّاً حين يكون اليوم يشبه الأمس والأمس يشبه الذي قبله والغد لا يختلف كثيراً عن اليوم ، حتى ينتابك شعور بأنك لست سوى ممثل كومبارس في مسرحية فاشلة يعاد عرضها يوميّاً والمطلوب منك تأدية ذات الدور بلا خروج عن النصّ .لكن الأكثر مللاً وإيلاماً أن تنام في ليلتك وأنت ترجو أن يطلع صبح يوم جديد وسعيد فإذا به يسيمك سوء الأحداث أشد من أخيه الذي سبقه ، حتى تجد نفسك باكياً على أمسك الذي كنت تبكي منه قبل ذلك !.
أيام تتلوها أيام ، وسنون تتلوها سنون ، هي بمثابة محطات انتظار لقطار يسير في درب السعادة لبعض الناس ، لذلك تجدهم يفرحون بتعاقبها وتواليها ، فكل عام يمرّ فإنه يدنيهم من محطة سعادة جديدة ، لحين وصول قطار أعمارهم إلى بلاد الفرح ، ولكن نفس تلك الأيام والسنين هي لبعض الناس وقوف على جمر الألم تغلي منه أدمغة العقلاء ، وسير ببطء إلى مقصلة تدك أعناق الأحلام وتنفذ حكماً جائراً لاغتيال الأمل ، فيعيشون بلا أمل وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .
سنون تمضي وتلتهم معها وعوداً هي إلى الكذب أقرب منها للصدق ، ليتناقص يوماً بعد يوم عدد المصدّقين لها والداخلين ضمن أفواج المحبطين ، ويتزايد معها عدد سنين الصبر القاحلة التي تنتظر عاماً فيه يغاث الناس وفيه يفرحون ، لنعدّل من خطاباتنا التي تتسول تعاطفاً ونعدّل من أرقام السنين فيها لنثبت للمتلقين أننا أكثر دقة وحرقة .
كنا نعدّ ثلاثة أجيال من البدون تعاقبت على هذه البلاد وتعاقب الظلم عليها ، ثم دخلنا في الجيل الرابع الذي بدأ يرفض الظلم ويردد لدي حلم لكن أحداً لم يسمعه ، وها نحن نسير نحو جيل خامس نخشى أن يكون شعاره : ليس لديّ ما أخسره ! .
عام جديد وجروح عديدة تتجدد لكن جرح البدون الغائر يبقى هو الجرح الأبرز والأكثر إيلاماً والذي يرفض أن يندمل على الرغم من مرور خمسة عقود ولا زالت "الحسّابة بتحسب" !


‏‫منصور الغايب
twitter : @Mansour_m[/align]