[align=justify]
لكلّ فعل ردّة فعل مساوية له في القوّة ومضادّة له في الاتّجاه ، هكذا علّمنا نيوتن ، وهكذا تعلّمنا في مدارسنا ، وهكذا ينبغي أن يكون عليه الحال ، لكنّ أحداً لم يخبرنا بأنّ ردّات الأفعال ربّما تكون مزاجيّة خاضعة للمحسوبية بعيدة عن صدق المبادئ غير تابعة لقاعدة عامّة ومطّردة .
يعلن ائتلاف المعارضة عن اعتصام يومي في ديوان النائب السابق مسلّم البرّاك يستمرّ إلى يوم إعلان الحكم عليه حول خطابه الشهير الموسوم بـ "لن نسمح لك" ، وقد بدأ الاعتصام بالفعل ، وهنا لا عتب على النّائب السابق مسلّم البرّاك إذ لا أحد يجد هذا الدعم الهائل والتعاطف الكبير ثم يقول للنّاس لا تتعاطفوا معي لا سيّما وأن يوم الحكم عليه سيكون يوماً تاريخيّاً وربّما سيكون مفترق طرق في المسيرة السياسية للكويت ، ولكن العتب كل العتب على ائتلاف المعارضة الذي قام بهذه الخطوة غير المسبوقة والتي تبين بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ الازدواجية في التعاطي مع الأمور والنظر للأشخاص وللقضايا بمنظارين هما الثغرة التي ينفذ منها أي نقد للحراك المعارض في البلد وهما السبب الرئيسي لافتقاد ذاك الحراك مزيداً من المؤيدين مع كل قضية جديدة ، كما أنّ شباب الحراك ممن رحبوا بالفكرة وبادروا بالحضور يلحقهم جزء غير يسير من ذلك العتب إذ إن الأولى بهم أن يبيّنوا للائتلاف بأنّ الجميع يجب أن تكون ردّات الأفعال تجاه ما يتعرّضون له سواء .
هناك في الجانب الآخر ، يختفي عبدالله فيروز الناشط الحقوقي لفترة من الزمن ثم يتبين بعدها أنه قد تم اعتقاله بسبب شكوى قدّمت في حقه بناء على تغريدة كتبها هي بحسب اصطلاح القوم "قضيّة رأي" ! ، لكنّ أحداً لم ينطق ببنت شفة ، واعتقال يفوت ولا حدّ يموت ! ، ومادام الأمر بعيداً عن أشخاص معينين فإن الموضوع سيمرّ برداً وسلاماً ولن يعلم عنه إلا قلّة من المتابعين للوضع فيي البلد .
أنا حينما أنتقد مثل هذه الأمور لدى شباب الحراك المعارض غالباً ليس من باب أن خصومهم هم أكثر منهم التزاماً بمبادئهم ، كلاّ !
ولكنّ لأنني أؤمن بقول الشّاعر :
ولم أرَ في عيوبِ النّاسِ عيباً
كنقص القادرين على التّمامِ
ولأنني أعلم بأنّ الضرب في الميّت حرام فلن أتحدّث عن تناقض اولئك ولكنّني سأركز دائماً على تناقض هؤلاء .
[/align]