[align=justify]على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وعلى قدر أهل الكرم تأتي المكارم ، وعلى قدر الأمنيات تأتي الإحباطات ، وعلى قدر توقع ردّ الجميل يأتي ألم النكران ، وعلى قدر "الهقوات" تأتي الصدمات ، وعلى قدر خذلان "الرّفيق الموالي" تأتي "غسلة" اليد من "نايد" النّاس .
ليست المشكلة قطعاً في أن يظلمك الظالم المستبدّ الذي لا يرقب فيك إلاًّ ولا ذمّة ، لكن المشكلة تكمن في أن يظلمك من توقّعت منه الإنصاف والعدل والوقوف معك والحيلولة دون ظلمك من قبل الآخرين ، وحينها يكون ذاك الظّلم أشدّ وقعاً على النّفس من ضرب الحسام المهنّدِ .
ورقة توت تسقط ، تتبعها ورقة توت ، تتبعها ورقة توت ، حتى أصبح لزاماً علينا مشاهدة عورات مبادئكم التي أصبحت عاريةً إلا من مزيد تكسّب على جراحات الآخرين ، لنتأكّد مع كل ورقة توت تسقط بأنه "ما يستر الرّجّال ملبوس ثوبه" وأنكم تتسترون بمبادئ كاذبة لا تقيكم الحرّ ولا تقيكم بأس النقد الصادق .
تزدحم قاعة "راشد" الباحث عن وطن لا يحوي فساداً ، وتبدو قاعة "حكيم" الباحث عن "قشّة" وطن في كومة "حرمان" ، خاويةً إلا من جدران صمت ستظلّ شاهدة على ازدواجية المبادئ لديكم ، وأنّ الكرامة التي تبحثون عنها هي كرامة قد فصّلت على قدر أجسادكم أنتم فقط ، وأنّ العدالة التي تنشدون موصدة الأبواب في وجه من لا تريدون ، وأنّ سيارة مطالبكم لا تحتمل "اثنين راكب" !
تقضّ مضجعكم صورة لطفلين مكبّلين من أرجلهما ؛ لأنّكم أردتم للمشهد مزيد إثارة ، بينما تنام أعينكم ملء جفونها عن صور أطفال قد كُبّلت أرجل أحلامهم منذ عقود فباتت لا تقوى على السير خطوة نحو الأمام ، وقيّدت أيدي أمنياتهم فباتت لا تقوى على التلويح للمستقبل القادم ، حتى أصبحوا يعشقون أرصفة الدوارات والمستشفيات ليبيعوا للمارّة قليلاً من أحلامهم ، وكثيراً من نظرات حرمانهم ، فعن أيّ مبدأ تتحدثون ؟!
تتفاخرون بصور "خوات الرجال" على حدّ تعبيركم ، و "حرائر الكويت" على حدّ وصفكم ، وأنّهن يعدلن "شوارب" فقط لأنّهن حضرن مسيرة أو اعتصام ، بينما تعجز عدسات كاميراتكم عن التقاط صور لنساء اتّشحن بالسّواد الذي يعكس لون واقعهنّ المؤلم ، وافترشن رصيف سوق تيماء المركزي ، يعرضن بضاعتهن للمارّة ، ليعطين درساً لأصحاب الملايين مفاده كيف يكون الكسب الحلال ، ويعطين درساً لمن باع ضميره بحفنة دنانير أنّ العمل الشريف رفعةٌ لا سُبّة ، ويعطين درساً لهواة توزيع الألقاب مفاده من هنّ "خوات الرجال" حقّاً ، فعن أيّ مبدأ تتحدثون ؟!
لا أشكّ لحظة في أن تناقض المرء دليل على خصلة سوء فيه حاول إخفاءها عن النّاس ولكنّه نسي أنّه "وإن خالها تخفى على النّاس تعلمِ" ، وأنّ التناقض وحده كافٍ لتعرية المبادئ الهشّة ، وأنّ المرء مالم تدنس من التناقض مبادئه فكلّ رداء رأي يرتديه سيكون جميلاً ، وأنّه لا شيء أقسى من حكومة ظالمة إلا تناقض من يدّعي العدل .[/align]
المفضلات