الحمد لله (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) و(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً*وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد :أيها الأحبةُ في اللهِ حديثي إليكم في هذا اليوم المُبارك ،بارك اللهُ فيكُم ، عن القرءانِ الكريم ، وعن تلاوتِهِ وتدبُرِهِ ، في هذا الشهرالكريمِ المبارك خصوصاً ، وفي بقيةِ الأشهُرِ عُموما ، ففي الحديثِ عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّهُ عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ e يقولُ { اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ } [ أخرجه مسلم ]فما هوَ حالُنا مع القرءانِ ، كان داودُ الطائيُّ رحمه الله ، يَستفُّ الفتيتَ، يأكلُ فُتاتَ الطعامِ، ويقولُ: بَينَ سفِّ الفتيتِ ، وأكلِ الخبزِ قراءةُ خمسينَ آيةً ،انظر كيف كانَت هِمّتُ السلفِ رحمهُم الله ، كانوا أشدَّ الناسِ بخلاً في أوقاتِهم ، فماذا يقولونَ لو اطّلَعُوا علينا ، ورأوا كيف نُضَيّعُ أوقاتَنا، في هذا الشهرِ المباركِ خاصةً ، وفي سائرِ أيامِ السنةِ عامةً ، فَماهو حالُنا مع القرءانِ ؟ في شهرِ القرءانِ ، الّذي قالَ اللهُ فيه ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيْنَاتٍ مِّن الْهُدَى وَالْفُرْقَان ) ما هوَ حالُنا في رمضانَ وفي غيرِ رمضانَ ،مع الكتابِ الذي قالَ اللهُ فيه (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: من الآية89)وقالَ فيهِ المصطفى e : { كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ أخرجه الدارمي ]ويقولُ فيه تعالى (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) لقد فرحَ أصحابُ رسولِ اللهِ r بالقرءانِ ، فرحاً شديداً ، وأَقبَلُوا عليهِ ، فَما شَبِعُوا من تلاوتِهِ ،وأمّا بعضُ المسلمين اليوم ، فلسانُ الحال أبلغُ من المقال ، وأهلُ مكةَ أدرى بشعابِها ، فَمِن النّاسِ من لا يقرأُ من القرءانِ ، إلاَّ مايقرأُهُ في صلاتِهِ فقط ، ومن الناسِ من الأخيار من يَختمُ القرءانَ كلَّ ثلاثةِ إيامٍ ، في رمضانَ وغيرِهِ ،وذلكَ فضلُ اللهِ يؤتيهِ من يشاء ، إنَّ هذا القرآنَ العظيم ، بيّنَ اللهُ جل وعلا شأنَهُ فيكتابِهِ الحكيمِ ، وكفى ببيانِ اللهِ بياناً ، وكفى بوصفِهِ وصفاً ، فهو جلّ وعلا الحكيمُ الخبيرُ العليمُ ، الذي لا تخفى عليهِ خافيةٌ ، ولا يَبلغُ الخلقُ مهما أُوتوا من وصفِ ، ومهما اجتَمَعُوا من صَفٍّ ، أن يَصِفوا الكتابَ كما وصفَهُ اللهُ جل وعلا ، فوصَفَهُ بأنَّه كريمٌ ، وبأنَّه عظيمٌ ، وبأنَّه مجيدٌ ، وبأنَّه مباركٌ ، وبأنَّه هُدَى ونورٌ وفرقانٌ ، وبأنه ذكرٌ ومبينٌ ، وبأنه تبيانٌ لكلِ شئٍ ، وموعظةٌ ، وشفاءٌ لما في الصدورِ ، وبأنه مُصدقٌ لما بين يديهِ من الكُُتُبِ ومُهيمنٌ عليه ، وقالَ عز وجلَّ فيه: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) وكفى بذلكَ عظمةً ، كيف لا وهو كلامُ اللهِ عز وجل ، وقد تحدى اللهُ المكذبينَ من العربِ ، وهم زعماءُ الفصاحةِ والبلاغةِ ، إن يأتوا بمثلِ هذا القرانِ ، أو بعشرِ سورٍ مثلِهِ ، أو بسورةٍ واحدةٍ ، أو بأقلِّ من ذلك ، قالَ الله عز وجل (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) فعجزوا عن ذلك ، إنَّ هذا القرانَ مجدُكم ، إنَّهُ مجدُ هذه الأمةِ ، وعِزُّها وكرامتُها وسعادتُها في الدنيا والآخرةِ ، من طلبَ المجدَ بغيرِهِ خُذِلَ ، ومن طلبَ العزةَ بغيرِه ذُلَّ ، ومن طلبَ الكرامةَ بدونِهِ أُهينَ ، ومن طلبَ السعادةَ بسواهُ شَقي ، يقولُ ابن مسعودٍ رضي الله عنه: "إذا سمعتَ اللهَ جل وعلا في كتابِهِ يقولُ: ﴿يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا﴾ فأرعْها سمعَكَ يعني أصغِ إليها ، فهي إما خيرٌ تُؤمرُ بهِ أو شرٌ تُنهى عنه"، وقِراءةُ القرآنِ شَرفٌ لكَ ما بَعدَهُ شرفٌ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ في الحديثِ [المتفقِ عليه ] من حديثِ عائشةَ رضي اللَّهُ عنها { الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران } وفي الترْمذي وقالَ : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ] منْ حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً } وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ e يقولُ : {يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا }[ أخرجه مسلم ]
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أما بعد : في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود ، أن النبيeقال لعبد الله بن مسعود: "اقرأعلي". فقال عبدالله رضي الله عنه: "أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ " قال النبي r { فإني أُحِبُّ أن أسْمَعُهُ مِنْ غَيري}يقولُ: فقرأتُ عليهِ سورةَ النِّسَاء حتى إذا جئت قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَامِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِشَهِيداً﴾، قال لي رسول اللهeأمسك ،فنظرةُ فإذا عيناه تذرفانبكاءاً من تأثرهeبماسمع ،وها نحنُ في هذا الشهر الكريم ، وكتابُ اللهِ يُتلى فيه بين أَظهُرِنا، ويَتَردَدُ في أسماعِنا، وهو القرآنُ الذي لو أُنزلَ على جبلٍ لرأيناهُ خاشعاً يتصدعُ، كما قال تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ولكِنَّ الرَّانَ قد رانَ على القلوبِ ، فلا قلوبَ تَخشعُ ، ولا عُيونَ تَدمعُ ، كم تُتلى علينا آياتُ القرآنِ ، وقلوبُنا كالحجارةِ أو أشدُّ قسوةً، واللهُ عزَّ وجلَّ يقُولُ ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وكم يتوالى علينا من رمضانٍ ، وحالُنا فيه كحالِ أهلِ الشَّقوةِ،الّذين يقولون (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ) أين نحنُ من قومٍ إذا سمعوا داعيَ اللهِ أجابوا الدَّعوةَ ؟ وإذا تُليتْ عليهم آياتُ اللهِ وَجِلتْ قلوبُهم وزادتْهم إيمانا، وإذا صاموا ، صامتْ منهم الألسنةُ والأسماعُ والأبصارُ، يقُولُ تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)يقولُ عبدالله بن الشّخير " رأيت رسولالله eيصلي بنا ، أي يصلي بالصَّحابةِ رضي اللهُ عنهُم ، يقول وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، أوليسَ لنا فيهم اقتداءٌ وأُسوةٌ ؟اللهم اجعل القرءان الكريمَ نُوراً على درب حياتِنا ، وحبِّب إلينا وإلى أبناءِنا تلاوتِهِ وحفظه والتمسكَ به ، اللهُم اجعلْهُ ، ربيعَ قلوبِنا ، ونورَ صدورِنا وجلاءَ أحزانِنا ، وذهابَ همومِنا وغمومِنا ، وسائِقَنا ودليلَنا إليكَ وإلى جناتِكَ جناتِ النعيمِ ، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم علمنا منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نُسِّينا ، اللهم اجعلْه حجةً لنا لا علينا ، اللهم ألبسْنا به الحللَ ، وأسكنَّا به الظللَ ، وادفعْ عنا به النقمَ ، واجعلنا به عندَ الجزاءِ من الفائزين ، اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
المفضلات