استعدت العائلة الانجليزيه لاستقبال الطالب الجديد الذي سوف يسكن معهم حسب ما اخبرتهم بذلك مسؤلة السكن لطلبة الجامعه في احد المدن الانجليزيه .وكانو سعداء جدا بذلك .
ليس لحضور طالب عربي لديهم ( وهـــذا مفروغ منه فنحن نعرف أن الاوربيين والامريكان ما يستغنون عن العرب ابدا ) ولكن لان ايرادات ماليه جيده ستدخل عليهم من الجامعه بشكل اسبوعي لقاء إسكان طالب لديهم .
وفي المساء كانت العائله الانجليزيه الصغيرة العدد والكبيرة سنا في انتظار الضيف الجديد القادم من مطار هيثرو بلندن الى مدينتهم الصغيره التي تبعد 250 كــم .
وعندما حانت الساعه 10 مساءا . وهذا الوقت يعتبر لمدن بريطانيا الصغيره ولمحلاتها ومتاجرها وخبابيزها وبناشرها متأخر جدا
( لاتشتمل البارات والمراقص الليليه والديسكوات والنايت كلوب على هذا النظام )
طرق باب العائله سائق التاكسي وقال بالانجليزي طبعا :
اهذا منزل اللاند ليدي فلانه ؟؟ الطالب الذي سوف يسكن معكم انه معي بالسياره .
فتحت الباب أم العائله وكانت في الــ52 من عمرها مرحبتن بالطالب الذي دخل المنزل.
وكان الطالب من اليمن وعمره 29 عاما ولغته الانجليزيه ليست متواضعه بل هي في الدرك الاسفل من الميح
وأسمه عمار .
أستقبلته الام ( اللاند ليدي ) بترحاب بليغ وتتحدث معه وبجانبها اولادها الاثنين وأخذته في جوله داخل المنزل للتعرف على مرافقه وإعلامه بموقع غرفته ( وما يجوز أن يستخدمه ومالايجوز من مرافق المنزل )
كل هــــذا وصاحبنا اطرش في الزفه ولم يفهم أي شي قيل له . ولولا ماكان معه عنوان المنزل لما استطاع السائق ايصال له . . وقد احست ام العائله انه ( رايح فيها ). ولانها تعودت على استقبال العديد من الطلاب
الذين لايملكون لغة قليله فهي تتفهم هذا الشي وتحاول الحديث والشرح لهم بابسط العبارات مع القليل من الاشارات لكي توصل لهم المعلومه . لكنها رات أن هذا الطالب بالذات يحتاج له مدة شهر حتى يفهم ماتقوله .
لانه في وضع مأساوي لغويا .
توجهت به الى الغرفه وهي تلقى عبارات الترحيب والتعارف واسماء ابنائها وكيفية نطقه لاسمها ....الــخ
وقالت : هاذي غرفتك مكونه من سرير ومكتب صغير وتسريحه ودولاب وهي جميله تطل على بيت جيراننا ...الــخ
تستطيع الان أن ترتب ملابسك وكتبك وتنام لان الوقت متأخر حتى تستطيع أن تستيقظ ميكرا نشيطا للذهاب الى معهد اللغه بالجامعه ....( ها ف أ نايس داي ) يعني طابت ليلتك .
واغلقت الباب ونزلت الى الصاله
لمتابعة التلفزيون بعدما عرضت عليه تناول عصيرا وقطعة ساندويش .
للعلم وللحقيقه وللتاريخ ان هذا الطالب لم يتفوه بإي كلمه انجليزيه منذ دخل المنزل الى ان دخل غرفته... فقد كان يكتفي بهز رأسه علامة الموافقه والأوكي وهو ما يدري وين كورتهم مسطحه
وبينما الطالب في غرفته والاولاد في غرفهم نائمون والام في الصاله الارضيه سمعت الام اصواتا غريبه
من داخل غرفة الطالب . اصواتا كاصوات الضرب ( طوخ طيخ طع طووع طنق طونق طيق طااخ طوخ طييخ ) . فهرعت السيدة الام مسرعة الى الطابق العلوي حيث غرفة الطالب عمار وبدات تطرق غرفته وهي تصرخ : عمار ... عمار .... ماذا حدث ..... ؟ افتح ياعمار .... ارجوك افتح الباب ... ماذا حدث ...؟ بالانجليزي طبعا
وبعد قليل من الوقت فتح عمار الباب وبدا وكأنه انتصر لنفسه وللام وللعائله ونافخا صدره اعجابا بنفسه ورفع يده وهو ممسك بفار ابيض من ذيله وقال : ( باللغة العربيه ) لقد قتلته .... لقد رايته على السرير ولم يستطع الخروج من الغرفه فسهل لي صيده وقتله
وقعت هذه الكلمات على الام الانجليزيه كالصاعقه وبدأت تصرخ وتبكي وهي منهاره وتقول :
لماذا فعلت هذا .... ؟ ماذا فعل لك .... ؟ انت دموي .... انت قاسي انت لا تعرف الرحمه .... أخرج من بيتي أخرج من بيتي لا اريدك معنا هنا ... هيا أخرج ... أخرج .
ثم دخلت الى غرفته وفتحت شباك النافده واخرجت ملابسه وكتبه وادواته والقتها من النافذه خارج المنزل ..
ثم سحبته من يده الى باب المنزل والقته خارج البيت وهي تقول صارخة في وجهه :
الا تعرف أن أن هذا الفار له شهادة ميلاد مثلك مثله .
طبعا هو مذهولا ولا يعرف وش السالفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
هذه القصه حقيقيه رواها لي الشاب اليمني نفسه كأبرز المواقف التي واجهته في الايام الاولى له
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــول
المفضلات