إليكم غزوة الحكاك
لقد إجتمع كبار القوم من رجالات غزوة الحاشي وعلى رأسهم سعيد ومبروك وحبش وخميس ولفيف من كبار المحاربين وقرروا المغزاء في خطط وتقنيات جديد وقد إختير عدد من الرجال لتنفيذ مهمات صعبة ومحددة حيث إختير البطل حبش لكي يجيب الأبل والبطل خميس يجيب الخيل ومبروك يجيب الغنم بعصاه ومرزوق يجيب عدل التمر والبقية الباقية من الرجال يكونون بالقرب بإنتظارهم لحمايتهم ومكاسبهم.
وفي أحد أيامهم السوداء بداء سعيد ورفاقه المغزاء حاملين كمية قليلة من المؤنة أغلبها طحين ومشوا نحوا ديار مذكورة لهم ولدى وصولهم مضارب تلك العربان إجتمع كبار القادة لوضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ خططهم المعينة وجاءت على النحو التالي:
حيث قيل لحبش تروح لشجرة الطلح حيث يوجد هناك خشبة يابسة عادة تتحكك فيها الإبل وتضع رقبتك على هذه الخشبة للإحتكاك حتى تأتيك الإبل وتكسبها وتجيبها لنا إلا إنه صار يتحكك حتى إنقطعت رقبته ومات شهيداً رحمه الله.
وقيل لخميس تذهب لعلف الخيل وتختبي فيه حتى تربط الخيل ثم تطلق ربطها وتأتينا بها ولكن لسؤ حظه كانت العرب تسقي الخيل من حليب الإبل قبل إعلافها وربطها وعنما حلبوا لها أصبحت الرغوة تغطي الحليب وتمنع الخيل من شرب الحليب فصار الذي يحلب للخيل ينادي هل من راغب في رغوة الحليب فأجابه السيد خميس نعم أنا ياعمي وظهر من العلف من أجل الرغوة وإستيسره الراعي وما أدري ويش صار عليه.
أما المحظوظ مبروك أخفى نفسه حتى نام صاحب الغنم وحاشها تحت الليل ولامن شاف ولامن دري ولكنه للأسف تذكر قول كبارالقادة سعيد ورفاقه جيب الغنم بعصاه فرجع مع غنمه لصاحب الغنم وايقضه يسأله عن عصاء الغنم ولما علم صاحب الغنم بأنه قوماني أجهز عليه وذبحه.
بقي المقرود مرزوق حيث دخل أحد البيوت الكبيرة لسرقة التمر فوجد عدل حشية تمر بها فوق ال 100 صاع فعجز يشيلها فحفر حفرة من أجل أن يشيلها على ظهره ولكن أن العدل طاحت عليه بالحفرة وطنب بالصياح يطلب النجدة فمسكوه وخاب سده.
إنتظر سعيد ورفاقه حتى قرب الفجر ولم يجيهم أخبار عن رفاقهم وخافوا أن يصبحون فينكشف أمرهم فهربوا راجعين أدراجهم وفي الطريق وجدوا بئر ماء فقالوا نبي نضع الطحين في هذا القدر لكي نعمل عشانا ونستريح وقاموا يصوطون الماء بإنتظار العصيدة ولكن لاشيء يبدو في الأفق فطلبو من أحدهم أن ينزل يشوف السالفة إلا إنه لم يعود ثم طلبوا من الثاني والثالث وإتهموهم بأنهم طاحوا بالحكاك في قاع القدر وصاروا يتطابحون الواحد تلو الآخر ولم يبقى إلا قائدهم سعيد.
هنا سعيد شك في الأمر ودلته فطنته بأن الجماعة قد صابهم مكروه وصار في حيرة من أمره بحيث أصبح يحاكي نفسه بقوله إن رحت من هنا كلاني الذئب وإن رحت من هنا كلاني الحصني وإن رحت من هنا كلتني الخنفسا وسكرة في وجهه جميع الإتجاهات وأظلمت الدنيا في وجهه وقال لنفسه طريق الفتى طريق رباعه وطبح بالقدر وإنتهت غزوة الحكاك في هذه النتيجة المأساوية.
وأنتم سالمين وغانمين.
المفضلات