أقاتلتي ! تبكينَ وصـلاً تعذرا؟
فكيفَ لهُ في لُجّةِ الصدِ معبرا
تريدينَ منـي أن أصـونَ مودةً
وانتِ اللتي منكِ الصفاءُ تكدّرا
رأيتُ زُعافَ الصرم يسري بعرقها
كسـمٍ بعرقٍ في لديـغِ إذا سـرا
عهدتُ الهوى منكِ الجديد لباسَهُ
وعهدي هيامٌ ثابتٌ قد تجذّرا
وعهدي بذاكَ الحبِ في رأسِ قمةٍ
فما للهوى من سفحهِ قدْ تحدّرا؟
اليست دموعُ الشوقِ تجرى صبابةً؟
فما للجوى بعد الصبابةِ خُدّرا
فكيفَ لهيبَ الشوقِ امسى رمَادَهُ
يُـذرُّ بعيني لا يسؤكِ منظرا ؟
وقتل الفتى بالسيفِ اهونُ عـندَهُ
من القتلِ في سيفِ الفراقِ إذا فرا
هجرتِ كأنّ الهجرَ فيكِ سجية
وهل انا ممن يهجرونَ فأُهجرا !؟
اينقصكِ التمييزُ بين سهولها ؟
وبين الثرياء والسفوحِ مع الثرى؟
اذا كنتُ في عينيك بعضَ سحابةٍ
بصيفٍ اتت فوق الخيامِ لتمطرا
لعمركِ قد اخطأتِ حتى تخرمت
حبالُ الهوى جوراً وكادت تبتّرا
سألتكِ بالرحمن جل جلاله
وفالق اصباح النهارِ ومن ذرا
فلستُ بمجبورٍ على الحبِ ساعة
كفاكِ وعينيكِ عليَّ تجبُّرا
فإن يكُ حبي شافعا إن ذكرتِهِ
فأوبي فعيني فارفت لذة الكرى
والا فـوالله اللذي ليس غيره
اكون مثال الصابرين من الورى
فإني عهدتُ النفسَ مني صبورةً
ساصبرُ صبراً ليس فيه تصبّرا
المفضلات