الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفَعَّالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، أشهد أن لا إلهَ إلا هو وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِ بالقرآنِ المجيدِ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ ) وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) : أما بعد : أيها الأخوةُ في الله ، أستأذنُكُم في رسالةٍ لأهلِ الشَّامِ ، الذين يعيشونَ في ليالي الطُغيانِ السّودِ الحوالكِ ، والظلمِ البهيمِ ، فَلا بُدَّ مِنْ زرعِ الأملِ بالتبشيرِ بالوعدِ الحقِّ ، وهو نصرُ المؤمنينَ وتمكينُهُم ، كي لا يَتَسرّبَ اليأسُ إلى النفوسِ، فقدْ كانَ النبيُّ e يبشّرُ العُصبةَ المؤمنةَ بالنصرِ والتمكينِ ، وهم تحتَ وطأةِ التعذيبِ ويقولُ: { إن اللهَ زوى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها، وإن أمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوي لي منها} أخرجَهُ مسلمٌ من حديثِ ثوبانَ y فَأَبَشِّرُوا يا أهلَ الشامِ ، ببزوغِ فجرِ النصرِ، في أفقِ العزِّ والشرفِ والكرامةِِ ، توشِكُ أنْ تُشرقَ شَمسُ النصرِ ، فتحرقَ خفافيشَ ظلامِ الأجرامِ والعدوانِ ، فجنودُ اللهِ التي ينصرُ بها أولياءَهُ كُثرٌ، ففي غزوةِ بني النضيرِ كانَ الرعبُ جندياً من جنودِ اللهِ، وفي غزوةِ بدرٍ ، كانت الملائكةُ والنعاسُ والمطرُ والحصى من جنودِ اللهِ ، وكانت الريحُ والعنكبوتُ وغيرُ ذلك من جنودِ اللهِ، وصدقَ اللهُ : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ )فالنصرُ يأتي في شدةِ انتفاشِ البغيِ والظلمِ وتسربِ اليأسِ إلى قلوبِ الرسلِ فضلاً عنِ المؤمنينَ ،يقولُ سُبحانه (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214].فقولُهُ: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ) يدُلُّ على شدةِ ما أصابَهُم وزلزَلهََم من البأساءِ والضراءِ ، وقولُهُ: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) بشارةٌ منَ اللهِ بالنصرِ في شدةِ الكربِ، ووعدٌ منَ اللهِ لا يُخلِفُهُ وسيحقِّقُهُ لأوليائِهِ على أعدائِهِ. وقولُهُ تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [الرعد: 110].فالنصرُ يأتي عندماَ يتسربُ اليأسُ إلى نفوسِ أفضلِ المؤمنينَ يقيناً ، وهمُ الرسلُ ، ويُنزلُ اللهُ بأسَهُ الشديدَ بالمجرمينَ ، جزاءً بما كانوا يعملون ،وقد كتبَ اللهُ العِزَّ والعزَّةَ لِرُسلِهِ والمؤمنينَ ، والذلَّ والذلةَ والصغارَ على أعدائِهِ: فقالَ سُبحانَهُ (كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 20].وسيحققُ اللهُ وعدَهُ للمؤمنينَ بنصرِهِم ، فَنَصرُ المؤمنينَ حقٌّ على اللهِ أكدَهُ ، وكررَ تأكيدَهُ ، لتقويةِ يقينِهِم بهذا الحقِّ الذي تفضلَ بهِ ، وفتحَ بابَ التفاؤلِ لهَم ، ليستمروا في جهادِهِم وصبرِهِم ، وثباتِهِم على ذلكَ.قالَ اللهُ سبحانَهُ: (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47].وقال الله سبحانه: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7]فنصْرُكُم يا أهلَ الشَّامِ ، عندَ أرحمِ الراحمينَ ، والذي فضلُهُ ونصرُهُ وتوفيقُهُ أقربُ إليكُم من حبلِ الوريدِ ، وكلماَ ازددْتُمْ لهُ قرباً بطاعتِهِ وتقربتُمْ إليهِ بتحقيقِ عبوديتِهِ ، ازدادَ النصرُ والفلاحُ والفوزُ قُرباً إليكُم.قال اللهُ: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [ الأنفال: 10].قال أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جريرٍ: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ)، يقولُ: وما تُنصرونَ على عدوِكُم -أيها المؤمنونَ- إلاَّ أنْ ينصرَكُمُ اللهُ عليهِم, لا بشدةِ بأسِكُم وقواكُم, بل بنصرِ اللهِِ لكُم, لأنَّ ذلكَ بيدِهِ وإليهِ, ينصرُ من يشاءُ من خلقِهِ. (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) يقولُ: إنَّ اللهَ الذي ينصرُكُم، وبيدِهِ نصرُ من يشاءُ من خلقِهِ ، عزيزٌ لا يقهرُهُ شيءٌ , ولا يغلِبُهُ غالبٌ , فالنصرُ لا يأتي إلا منْ عندِ اللهِ ، وخاصةً عندما يكونُ المؤمنونَ أحوجَ ما يكونونَ إليهِ، وعندما يتبرأُ الناسُ مِنْ حولِهِم وقوتِهِم ، ويلوذونَ بحولِ اللهِ وقوتِهِ، وعندما تُغلقُ الأبوابُ في وجوهِهِم، وتنقطعُ الأسبابُ دونَهُم ، فعندَ ذلكَ ينزلُ النصرُ. وهذه قضيةٌ عقائديةٌ تكررتْ مراتٌ عديدةٌ في القرآنِ ، وفي تاريخِ المسلمينَ.واستمعْ إلى التكبيرِ ، الذي يجلجلُ في ملاحمِ الشامِ ، وما يقذفُ اللهُ في قلوبِ الطغاةِ وجنودِهِم منَ الرعبِ، (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [ الأنفال: 12].ولا يتمالكُ المسلمُ دموعَهُ ، عندماَ تَلُجُّ الساحاتُ بقولِهم: "ما لنا غيرُكَ يا الله"،ألا فَأبشِروا بنصرِ اللهِ (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوى، والذي قدرَ فهدى، أحمدُهُ سبحانه وأشكرُهُ في السرِّ والنجوى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، العليُّ الأعلى ، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وإخوانِهِ صلاةً دائمةً إلى يومِ الدينِ.أما بعد:أيُّها الأحبةُ في الله ، سيعودُ حكمُ الإسلامِ إلى الشامِ كما أخبرَناَ الرسولُ e ؛ فعن ابْن حَوَالَةَ رضي اللهُ عنهُ عن رَسُولُ اللَّهِ e قَالَ: { يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ، مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ}رواه أحمد أبو داود والحاكم، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ:{ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّه، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ} رواه الشيخان.وهذا دليلٌ صحيحٌ صريحٌ أنَّ القوةَ ستكونُ للمسلمينَ، وأنَّ هذهِ القوةَ سيسبِقُهاَ عودةٌ إلى الإسلامِ مصدرِ قوةِ المسلمينَ وعزتِهِم ، وتمسُكُهُم بدينِهِم ، سببُ ظهورِهِم ونصرِهِم ، وتمكينِ اللهِ لهَم ، واستخلافِهِم في الأرضِ من بعدِ عدوِّهِم.والحديثُ الذي ذكرهُ أبو يعلى وذكره الهيثمي ورجالُهُ ثقاتٌ من حديثِ أبي الدرداء أنَّ النبيَّ eقال: { لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لا يَضُرُّهُمْ خِذْلانُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ }عبادَ اللهِ صلّوا على الهادي البشيرِ ، والمصطفى النذيرِ والسراجِ المُنير ، الذي يقولُ r { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى والنصيريين ، والشيعةَ والشيوعيين ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الأسلامَ والمُسلمين ، اللهم إنَّ جند بشار طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، هتكوا الأعراض ، وسفكوا دماء الأبرياء . وهدموا البيوتَ والمساجِد ، اللهم عليك بهم فإنَّهُم لا يُعجزونك ، اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك ، وفُجائت نقمتك وإليمِ عقابك وعذابك ، إنك على ذلك قدير وبالإجابةِ جدير يارب العالمين ، اللهُم انصرإخوننا المسلمين المستضعفينَ المقهورين في سوريا ، واكشف كربتَهُم ، واَحقِنَ دماءَهم ، واَحمي أموالَهُم وأَعراضَهُم، وثبتَهُم في هذهِ المحنةِ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ ، عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ ، جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ ، مُستطعفين فانصرهم ، إنك على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير يارب العالمين ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.يارب العالمين ،وانصر عبادك المُجاهدين في سبيلك في كُلِّ مكان ، فوقَ كُلِّ أرض وتحتَ كُلِّ سماء ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
[RAMS]http://abosami.com/pro/hagn.mp3[/RAMS]
التحمـــيل
المفضلات