الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ،وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ).أما بعدُ: أيهُا الأخوةُ في الله : فَإنَّ القلبَ ليتقَطَّعُ ألماً وحسرةً ، مِمّا يجري لإخوننا المسلمينَ في الشام ، من جرائِمَ قتلٍ وتعذيبٍ ، تَهتَزُّ له النفوسُ المُسلمةِ المؤمنه ، يتأثرُ المسلمُ ويتقطعُ قلبهُ ألماً وكمداً وحسرةً ، عندما يَسمَعُ ويرى قَتَلَ أخيهِ المُسلم ، على أيدٍ آثمةٍ ، وأنفُسٍ شريرةٍ مُجرمةٍ ، قومٌ يجرّون الضغائن ، ويحملون مسمومَ الدفائن ، ملأُ الشامَ عُدواناً ، وأشعلوها نيراناً ، جرائمٌ بَشِعةٌ ما سمع به التاريخ ، لقد بلغ السيلُ زُباه ، والكيدُ مداه ، والظلم منتهاه ، إفكٌ وافتراء ،وأراقتُ دماء ،واللهُ عزَّ وجل يقول (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًاعَظِيمًا [النساء:93]، ويقولُ سبحانه: ( مِنْأَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًابِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32]، نَظَرَ e إلى الكعبةِ المشرفةِ ، وقالَ {ما أعظمَكِ! وما أشدَّ حُرمَتِكِ! والذي نفسي بيدِهِ، لَلمؤمنُ أشدُّ حرمةً عند اللهِ تعالى منكِ } وهو القائلُ عليه الصلاةُ والسلامُ: { لَزوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ من قتلِ امرئٍ مسلمٍ }وهؤلاءِ الظلمةِ القتلةُ بالشام، قتلوا الصغار والكبار ،ومارسوا أنواع الدمار ، وما زالوا إلى اليوم يسُومُونَهُم سؤ العذاب ، يُقَتِّلُونَ الرجالَ والنساء وَيَزُجُّونَ بِبعضِهم في السُّجُونِ ، ويغتصبون النّساء ، وينهبون الأموال علانية ، ويُدَّمِرون المنازل والممتلكات ، وما يُبثُ في وسائل الأعلام ، يُعتبرُ أقل القليل ، من بطشِ هؤلاءِ الظلمةِ المجرمين ، بإخوانِنَا وأهلِنَا في الشام ، تلك البلادُ المباركة ، والذي قال الله فيها على لسان موسى عليه السلام (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (المائدة:21) وقال تعالى عن إبراهيمَ ولوطٍ عليهما السلام (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:71) وقال سبحانه (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) (الانبياء:81) وقال تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)(الاسراء: من الآية1) وعن زيد بن ثابتٍ الأنصاري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله e يقول"يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام, قالوا: يا رسول الله! وَِلمَ ذلك؟ قال: تلكَ ملائكةُ الله باسِطوا أجنحتها على الشام". رواه الترمذي وصححه الألباني .وعن عبد الله بن حَوالة قال: قال رسول الله e:"ستجندون أجنادًا، جُنْدًا بالشام، وجُنْدًا بالعراق، وجندًا باليَمَنِ", قال عبد الله: قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: "عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، ولِيَسْتق من غُدْرِه، فإن الله -عز وجل- قد تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِهِ". رواهُ أبو داوود وأحمد وصححه الألباني . قلت ومَنْ تَكفَّلَ اللهُ به فلن يُضيعَه. فلكُم اللهُ يا أهلَ الشَّام ، لقد بلغ السيل زُباه، والكيدُ مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول، وسيَضمحلّ ويزول ، ((وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) أين الذين التحفوا بالأمن والدَّعَة، واستمتعوا بالثَّروةِ والسَّعة، من الأمم الظالمة الغابرة الظاهرة القاهرة؟! لقد نزلت بهم الفواجع، وحلّت بهم الصواعق والقوارع، فهل ( تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) ؟!فمهما بلغت قوّةُ الظَّلُوم ، وضَعفُ المظلُوم ، فإنَّ الظالم مقهور مخذول، مُصفّد مغلول، وأقربُ الأشياء صَرْعَةُ الظلوم، وأنفذ السهام دعوةُ المظلوم، {تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِى لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ}،اللهم انصر إخواننا في بلاد الشام 3، أقول ما تسمعون هذا واستغفر الله العظيم العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقه وامتنانه ،وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً ... أما بعد : فإنَّ بلادّ الشامِ تحكمهُ شِرذِمَةٌ مجرمة ، تحت وطأة أنظمة الظلم، وسياسات التهديد والإرهاب، ولغة التحدّي والإرعاب، مصالح ذاتية، ونظمٌ أُحاديّة، وإدارة فرديّة، تتعامل مع شعبها ومع الغير معاملةَ السيّد للمسود ، والقائد للمقود، سياسة لا تحكم بالسويّة، ولا تعدل في قضيّة، ولا تتعامل إلا بِحيفٍ وازدواجية ، غيٌّ وبغي ، وتسلّط وتمرّد ، إنها صورةٌ واضحةُ المعالمِ ، جليّةُ الأبعادِ للواقعِ الْمُرّ ، الذي تأباه نفسُ كلُّ أبيٍّ حُرٍّ شريف .من هنا طالبت الشعوب والدول ، النظام السوري المجرم ، وقف إجرامه واعتدائه على الشعب الأعزل، ولكن دون جدوى ، فانبرى لهذا الطغيان ، أحفادُ أبي بكر وعمر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم ، بالتصدي لمرتزقة النِظَامِ وأعوانه ، لِيُعيدوا لسوريَّا مجدها ، وغَابِرَ عِزَّها ، والأحاديثُ تُبشِّرُ بِخيرٍ عظيمٍ ، بِزوال الباطلِ وظهورِ الحق .فألله الله أيها المسلمون بمؤازرة ونُصرةِ إخوانكم بِما تستطيعون ، وعليكم بالدعاءِ،والتضرعِ إلى الله تعالى لهم ، بأن ينصُرَهم ويكشفَ كربتَهُم ، ويَحقِنَ دماءَهم ، ويَحمي أموالَهُم وأَعراضَهُم، ويُثبتَهُم في هذهِ المحنةِ ، وأن يَخذُلَ عدوّهُم ويُظهرَ الحقّ ويُبطلَ الباطل ، هذا وصلوا وسلموا رحمني اللهُ وإيَّاكُم على النبي المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه فَإنَّ الله جل جلالُه ، أمرَنا أن نصلي على نبيه فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فصلّوا وسلّموا على من أمرتم بالصلاة والسلامِ عليه فإنَّهُ يقول{ إِنَّ من أفضَلِ ِأيامِكُم يومُ الجمعة فيه خلق آدم وفيه قُبِض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاةِ فيه فإنًّ صلاتكم معروضةٌ علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكلَ اجسادَ الأنبياء} اللهم صلِ وسلَّمْ وأنعمْ وأكرمْ ، وزدْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعلي وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين وعن التابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وعنا معهم بِمنِك وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الرحمين ، اللهم أعزَ الإسلامَ والمسلمينَ ، وأذلَّ الشركَ والمشركين ودمرْ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى وجميعِ الكفرةِ والمُلحدين ، اللهم اكتبْ لأهلِ هذا الدينِ عزاً ونصراً واجعلْ لمن عاداهُ ذلةً ومهانةً وقهراً ، اللهم ثَبتْنا على نهجِ الاستقامةِ ، وأعذْنا من موجباتِ الحسرةِ والندامةِ يومَ القيامةِ ، وخفَّفْ عنَاّ ثُقلَ الأوزارِ وارزقنا عيشةَ الأبرارِ، وانظمْنا في سلكِ حزبِك المُفلحين ، وأتممْ علينا نعَمَتَك الوافيةَ ، وارزُقْنا الإخلاصَ ، في أعمالِنا والصَّدقَ في أقوالِنا ، وعُدْ علينا بإصلاحِ قُلُوبِنا وذُرِّيَتِنَا ، واغفرْ لنا ولوالدِينا ولجميعِ المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الرحمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات،اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
[RAMS]http://abosami.com/pro/shamm.mp3[/RAMS]
التحمــيل
المفضلات