حياة القلوب
كلنا نوهب الحياة ..ولكن من منا أهتم بحياة قلبه ، من منا سعى ليكون قلبه حياً بحب الله وذكره
ألم نسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6407
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
هل لازال لدينا شك أن الحياة هنا هى حياة القلوب
نعم هى كذلك فكلنا نحيا ونأكل ونشرب ونلهو ولكن ......
هذه الحياة نشترك فيها جميعا المؤمن والكافر الإنسان والحيوان
ولكن حياة القلوب نتميز بها نحن المؤمنون عن سائر خلق الله
إن موت القلوب هو الموت الحقيقي
وإن من مات وغفل وعمي قلبه وانشغل بغير ذكر الله فقد هلك والعياذ بالله بقوله تعالى:
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج 46.
قال ابن القيم : ( إن الغافل بينه وبين الله عزوجل وحشة لا تزول إلا بالذكر ولنعلم أن أفضل الذكر الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل).
أحبتى فى الله:
إن الغفلة طريق ذو شرور ... إذا سلكه سالك حتى نهايته ، أوصله إلى النار
وليكن طريقنا بعيد عن هذا فلنذكر أسباب الغفلة عن ذكر الله :
*أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وباسمائه وصفاته
*المعاصي تصد عن الطاعات ، وخاصة إذا كثرت مع الإصراروعدم الاستغفار ، فإن ذلك من أسباب الغفلة
* طول الأمل شغل الكثيرين عن تذكر الموت والقبر والحساب ! فترى صاحب الأمل يمني نفسه بالأماني العريضة كأنه سيخلد في الدنيا !!
قال الحسن البصري رحمه الله : ( ما أطال العبد الأمل إلا أساء العمل )
*الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها
ومن علامات حب الدنيا حب المعصية وإلفها وهي من الشيطان أيضا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا --- فننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
اين الملوك وابناء الملوك ومن --- كانت تخر له الاذقان إذعانا
***********
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله --- واجسامهم قبل القبور قبور
وارواحهم في وحشة من جسومهم --- فليس لهم حتى النشور نشور
ولتحذر أخى المسلم من الغرور..أقرأ معى.......
من ادعى ثلاثة ولم يتطهر من ثلاثة فهو مغرور :
اولها : من ادعى حلاوة ذكر الله وهو يحب الدنيا.
وثانيهما : من ادعى محبة الاخلاص في العمل ويحب تعظيم الناس له.
وثالثهما : من ادعى محبة خالقه من غير اسقاط نفسه.
ورُوى أن سليمان بن داود عليهما السلام مر في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله
فمر بعابد من بني اسرائيل فقال : والله يا ابن داود آتاك الله ملكا عظيما
فسمع سليمان وقال : لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما اعطى ابن داود فان ما اعطى ابن داود يذهب والتسبيحة تبقى)
فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة والغفلة هي ثمرة حب الدنيا قال تعالى: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) الروم 7.
ولقد حذر منها النبي صلى الله علية وسلم فقال ( احذروا الدنيا فأنها حلوة خضرة )
الراوي: مصعب بن سعد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 192
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ولقد خشي النبي علينا منها فقال صلى الله عليه وسلم: ( أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )
الراوي: عمرو بن عوف المزني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3246
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ولا تفرح أذا أعطاك الله من الدنيا وأنت مقيم على معصيته فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) )الأنعام 44.
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 413
خلاصة حكم المحدث: إسناده قوي.
ولتعلم أن الدنيا كلها عندك ولكن أنت لا تشعر فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
الراوي: عبدالله بن محصن المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/45
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
* عدم التدبر والتفكير في آيات الله الكونية التي تدل على عظمة الخالق وقهره وسلطانه النافذ
* الغفلة عن التأمل والاعتبار في سنن الله الجارية في خلقه التي بينها الله عز وجل في كتابه.
* نسيان الآخرة والغفلة عن أحوالها وأهوالها
* الغفلة عن الموت وتناسيه
* الغفلة عن البعث الرهيب والحساب الدقيق
* الغفلة عن النار وحرها
* الغفلة عن الثواب والجنة
* الانصراف عن كتاب الله قولاً وعملاً، وما أكثر الذين يعيشون هذا الحال، بل وحتى من الملتزمين وللأسف
* قسوة القلب، وهذا ناشئ عن ضعف الإيمان،
* العجب والغرور، فبعض الناس يحدثك دائماً أنه بخير وصاحب عقيدة، يشيد بحسناته ويزكى نفسه، ويتناسى سيئاته وعثراته
المفضلات