دائماً ما امتنع عن رؤية الصور والمشاهد التي تحوي القتلى والمصابين جراء الحروب او الحوادث المؤلمة .. إلا هذه المرة ...
توقفت كثيراً عند مقطع فيديو لرجل سوري ومعه طفله واللذين أُخرجا من بيتهم جراء قصفٍ اسرائيلي !
عفواً .. هو سوري مع الأسف !!
الرجل كان مصاباً وبجانبه على السرير كان طفله الصغير , قد رحمه الله فأماته وابقى والده الذي جاهد وصبر على آلامه ليسأل ابنه الصغير والذي تلبست البراءة بكامل اصنافها على وجهه الجميل فيقول ..
بأي ذنبٍ قُتلت ؟ وماذا فعلت ؟
كانت الإجابة مباشرة وساطعة كما الشمس على وجه الطفل . الكل رآها وصدقها .
توقفت كثيراً .. وكثيراً وأنا انظر لهذا المشهد المؤلم .. الذي اعتاد العرب على مثله .. إلا أن يكون القاتل والقتيل ينتمون لبلدٍ واحد !
الهـــي ما ارخص دماءنا لدى الآخرين ..
اتحدث وعيني قد قاربتا على أن يدمعا .. واسأل نفسي : ما الذي أوجب ان يموت الطفل .. طفلاً ؟!
موت هذا الطفل قد اسقط لدي كل ما كُنت معجباً به او ما كُنت اقف عنده محايداً وإن كُنت اُعير بعضه سمعي مع الأسف ..
قد سقطت القومية .. والعروبة .. والثورة .. سقط التنوير .. والوفاق والحوار .. سقطت الحرية .. والمقاربة ..
سقط الرياء والنفاق والمواربة ...
فماذا بقي ؟!
بقي الإسلام .. فبه نُقتل وبه سننتصر وبه سيكون الفصل بين الظالم والمظلوم في يومٍ نجتمع فيه عند حيٍ قيوم ..
سبحانك ربي ..
المفضلات