فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألــمُ !
ومعقلُ الظلمِ أيّاً كــان صاحبـُـهُ
لابدﱠ يومــاً على أهليــِه ينهــدمُ !
فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ همو ؟
ألم ُتزَلزَلْ صـُـروحُ البَغيِ أجمعُها
بهــم كما زُلـزِلَتْ زِلــزالَها إرَم ؟
ومـا الذي صارَ هولاكو سوى شبح ٍ
في حين بغــداد ملءَ العينِ تبتَســـم !
***
فَرطُ السكوتِ على فَرطِ الأذى سقَمُ
قــد يسكتُ العقلُ لكـنْ تصَرخُ الشيَمُ !
وأنتَ تنهضُ كالبُركــان ِ بينهما
جَــمﱠ الهدوء ِ ولكـنْ مِْلـؤك َ الضـَرمُ
ونحنُ نعلَم ، والغافون مـاعلموا
بـأنﱠ صمتَـكَ ياعـالي الـــذﱠرا أجَمُ
وأنﱠ للصبر ِ حــدّاً عند صاحِبهِ
مـِـن بعـِده ِ تَستوي الأنـوارُ والظلَم !
***
شَرُ المَـوارِدِ مـانأتيهِ مِـن سَأَمٍ
وابلَــغُ الهَـم مـايأتي بـِـهِ الســأمُ
وشَـرﱡ ما سلبَ الأيـام بَهجتَها
أنﱠ أبـنَ آدمَ ضاعَتْ عنــَدهُ الِقيـَـمُ !
فلا حدودُ ، ولا عُرْفُ ، ولا ذِمَمُ
ولا عهـود لَــدى الدّنيا ، ولا حُـَرمَ
وَهَيمَنَ الرﱠهَبوتُ المَحْضُ ، واختَبأتْ
بَكماءَ مذعــورهً مـِن خوفِها الأمُـَـمُ
حتى غـدا كلﱠ مَن في الأرض مُتهَماً
وصـارَ فَــردُ بكـلﱢ الأرض يَتّهــمُ !
وأنت تلمـَـعُ في أعمــاقِ ظُلمَتِها
سيـفاً مِــن البَرقِ .. لا يَعيى ، ولا يَجِـمُ
مُشابكاً سُحُبَ الظّلماءِ .. منهَمِــراً
مـِـن حولـِهِ النّجـمُ ، والأقمارُ ، والسُدمُ
كأنّهُ فَرطَ ما طافَ الظّــلامُ بـِهِ
مَجَــرﱠةُ في سـجوفِ الليلِ تَضطـَــرِم ***
صدامُ .. جَلﱠ اسمُكَ المَيمونُ أذكرُهُ
مـِـن بعِد ما مَـرﱠ في الأوراق ِ ذكِرُهمـو
لكنْ كما تُذكَـرُ الوديانُ والقِمـَـمُ
والخيرُ والشّـرﱡ ، والأحيــاءُ والرﱢمـَـمُ !
وجهانِ للبدرِ .. وجـهُ أنتَ مِيسَمُهُ
ضــوءُ ، ووجــهُ ظــلامُ هم بهِ وُسِموا
ومــا يَدُرْ فلَكُ الأيـامِ دورتـَـهُ
يَبْقَ الضيــاءُ مــَع الظلمـاءِ يخَتصَـمُ !
والضّوءُ أنبَلُ .. سيفُ الضّوءِ مقتَحِمُ
أمـَـا الظــلامُ فــدرعُ ليـس يَقتحَـمُ !
***
عجبـِـتُ لاسمـكَ يا صدامُ أنطِقـــُهُُ
رَهـْـواً ، وأكتُبــهُ .. لا يـرجفُ القلـَمُ
ولا يَدي تُنكِـرُ الأوراقُ جرأتَــها
بل كـلّنا في هـَـواكَ المَحضِ نَلتئـِـــمُ
فننطِقُ اسمَكَ تجريداً ونكتُبـُـــهُ
ونحنُ فيــهِ لحبﱢ الناس ِ نحتكــــمُ !
وأنت صــدامُ منّا مثـلَ أنفُسـِنا
قُرباً ، وإنْ نَكُ – عَفـواً- منـكَ نَحتَشِــمُ
فللمَها بـةِ أحكــامُ ، وأنَبلُــها
أنْ يخجلَ المــرءُ ممّنْ وجهُــهُ حـَرَمُ !
***
ياواقفاً في مَهَبﱢ الهَــَولِ يرصـدُهُ
وفي مُحيـّـاهُ ضَــوءُ اللهِ يَرتســمُ
كأنـهُ لجــلالٍ حـَطﱢ هيبتــَـهُ
في مقلتيَــهِ ، فبالعينيَــنِ يبتَســـمُ
ومنُهُما يستََفـزﱡ السّيفُ شفرَتـــَهُ
وفيهمــا هَيلَمــانُ النــورِ يَنتظـمُ
ويرصدُ الهَــولُ عينيـهِ لعلّهمـا
ولــو لثانيــةٍ يغَشاهُمــا العَتــَمُ
ولا ، وَحاشـاهُ ، فالرﱠحُمنُ أكرَمـَـهُ
إذ صــاغَ عينَيـهِ بَرقـاً ليس يَنثَلــمُ !
***
يامُطلـِِقَ الـ (( لا )) بأعلى ما يَصيحُ بهِ
صــوتُ ، وأجرأ مـا يَقوى عليهِ فــَمُ
ومُتِبعَ الـ (( لا )) دَماً جاشَتْ غواربُـهُ
حتى كـأنﱠ جميــعَ الجــارياتِ دمُ !
ورافعــاً للعراقييــّنَ أرؤسَهـُــُم
مَنائراً شــَعﱠ فيها الكِبــرُ والكـــرَمُ
صَدَعتَ بالـ (( لا )) مَهَبﱠ الرّيحِ فانشطَرَتْ
شطَرَين ، وافترقَتْ عــن بَعضِها اللّجــُمُ
وقـامَ قائـمُ أمريكا ، وهــا هيَ ذي
تسعى إليــــكَ غيومــاً كلــها وَرَمُ
وأنت تَستُـرُ للــدﱡنيا مـــروءتهَا
وتمنــعُ الأرضَ أن يــزري بها العـَدَمُ
أيقظْتَ حتى لــدى المَوتى كرامَتَهم
بحيثُ ضجّتْ على أكفـانِها الرﱠمــــَمُ
وللبطولـةِ أعـــرافُ وأعظَمُها
أنﱠ الــرؤوسَ على أكتافِهــا ذِمـــَمُ
إن لم يُوَفﱠ لها يومــاً يُوَفﱠ بـها
وذاك أوﱠلُ مـــا تَقضي بــِه الشّيـَمُ !
***
صـدام .. حَسبُكَ أنﱠ الأرضَ أجمعها
تصَيـــحُ صــدام ، والطوفانُ يلتطــمُ
كأنﱠ لاسمِكَ أجراسـاً مُدَوّيــــةً
مِلءَ الحَناجرِ تعلـــو كــلّما عَزَمــوا
كأنّما الحـَـقﱠ ، والأخلاقُ ، والِقيَم ُ
جميعُهــا بــكَ ياصــدام تعتَصــمُ !
ويصَغُرون ، وتعلـو أيها العلَـَـمُ
ويُحقَرون .. فلا كِبـْـرُ ، ولا عِظَـــــمُ
لكن مسـوخُ ضخــامُ كلّها نَهَـمُ
تَدبﱠ في الأرض .. لا رأسُ ، ولا قـَـــدَمُ
تَضَج كلﱡ حيــــاةٍ تحتَ وَطأَتِها
مسحوقــةً ، وهي كالغيلانِ تلتهــــــمُ
أولاءِ هــمُ .. مَلأوا الدُنيا كراهيةً
واستفحلَ السـّــمّ في أنيابِِهـِـم فَعَمـُــُوا
وسوفَ يأتي زمــان تستحيلُ بهِ
قطعانُهــا مَحْضَ أكيـــاسٍ لَهُـنﱡ فـَـمُ !
لابأسَ يا وطـنَ الأنسانِ ، ياوطني
تُخشى الخنازيــرُ لكنْ ليس تُحتــــَرمُ !
***
ياسيفَ دولةِ هذا العصر .. شَفْرَتُهُ
لها جميـــعُ سيــوفِ العصـر تحتكــمُ !
ما جرّدَتهُ العُلا إلاّ وكـانَ لـــهُ
مـِـن الحَمّيةِ خيــلُ ، والنّهـى لُجُـــمُ !
ولا دَعا المجدُ إلاّ جاء منهُ لـــهُ
زهـــوُ الرجولـــةِ ، والأيثارُ ، والكـرمُ
والحزمُ ، والعزمُ ، والأقدامُ ، والهمَمُ
ومُهــرَة مُهــرَةُ خيــالهُا عَلَـــــمُ
يسيلُ مثلَ مَسيلِ الرّافدين هـــوىً
وقـــد يضج ضجيجاً سيلــــُهُ العَِِـرمُ !
يامَن لو أنﱡ عروقي مِن دمي انفَطمَت
يبقى لـــهُ القلبُ طفـــلاً ليس ينفطــمُ
يرفﱡ ما مرﱠ ذكرُ منهُ ، أو خطَـرَت
في النفّسِ خاطـــرةُ ، أو زارَني حُلُــــمُ
نَيفاً وعشرين عاماً ظلﱠ في رئتي
وفي فـــؤادي ، وفي عينيﱠ يحَتـــَــدمُ
هوىً ، وزهـــوَ إباءٍ لامثيلَ لهُ
وكبرياءً عليهـــا يَصُـــدقُ القســَــَمُ
أنْ لو حَنَتْ هامةُ الجَـوزاءِ شعفَتهَا
لمــا انحنى شَعــرةً ذيّالكَ الشّمَـــــَمُ !
نَيفاً وعشرين عاماً في الطريقِ معاً
يُقيلُنـي كلّمـــا أكبـــو .. ويبتَســـمُ !
وللمروءةِ آيُ فيــهِ أجَملُهـــا
بأنــّـهُ بكمـــــالِ الحبﱠ يَتسِـّـــمُ !
إنْ كانَ للعدلِ برقً في هَـواطلِهِ
فإنﱠ للعفــِو فيها واسمـــاً يَسـِــــِمُ !
***
يَا مُلهمي ، وصديقي ، وازدهاءَ دمي
ومَــن بــهِ يُبتـَدا شعــري ويُختَتــَمُ
إسلَم فإن العراقييّن أجمعَهـــــم
إذا سلِمتَ لهــــمْ يا سيّدي سَلمِــــوا !
المفضلات