النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قـصـة / قـيـس ولُـبْـنَـى ( 2 )

  1. #1

    قـصـة / قـيـس ولُـبْـنَـى ( 2 )




    بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

    .....()().....
    .....()().....

    .....()().....
    .....()().....


    مـرض قـيـس ، فـسـأل أبـوه فـتـيـات الـحـي أن يَـعُـدنَـه لـعـلـه يـسـلَـى فـفـعـلـن ذلـك

    ودخـل الـطـبـيـب لـيـداويـه ، والـفـتـيـات مـعـه ، فـلـمـا اجـتـمـعـن عـنـده

    جـعـلـن يـحـادثـنـه وأطـلـن الـسـؤال عـن سـبـب عـلـتـه فـقـال ....

    عـيـدَ قـيـس مـن حـب لـبـنـى ولـبـنـى ،،،،، داءُ قـيـس والـحــب داءٌ شــــديـد

    وإذا عـــادنـي الـعـــوائـــــد يـــومــــا ،،،،، قـالـت الـعـيــــن لا أرى مـن أريـد

    لـيـــت لـبـنـى تـعـودنــي ثـم أقـضـــي ،،،،، إنـهـا لا تـعــــود فـيـمـن يـعــــود

    ويْـحَ قـيـــس لـقـــد تـضـمَّـــن مـنـهـا ،،،،، داء حَـبْـلٍ فـالـقـلـب مـنـه عـمـيـد

    فـقـال لـه الـطـبـيـب : مـنـذ كـم هـذه الـعـلـة ؟ ومـنـذ كـم وُجِـدتَ بـهـذه الـمـرأة مـا وجـدت ؟

    فـقـال قـيـس ...

    تـعـلَّـق روحـي روحـهـا قـبـل خَـلْـقِـنـا ،،،،، ومـن بـعـد مـا كـنَّـا نِـطـافـا وفـي الـمَـهـدِ

    فــزاد كـمـا زدنــا فـأصـبـح نـامــيـــــاً ،،،،، ولـيـس إذا مُـتـنـا بـمُـنـصـــرِمِ الـعـهـــــدِ

    ولـكـنـه بــــاقٍ عـلـى كـــل حــــــادثٍ ،،،،، وزائـرنـا فـي ظـلـمـة الـقـبـــر والـلـحــــدِ

    فـقـال لـه الـطـبـيـب : إن مـمـا يـسـلـيـك عـنـهـا أن تـتـذكـر مـا فـيـهـا مـن الـمـسـاوئ والـمـعـايـب

    ومـا تـعـافـه الـنـفـس مـن أقـذار بـنـي آدم ، فـإن الـنـفـس حـيـنـئـذ تـنـبـو وتـسـلـو ويـخـف مـا بـهـا

    فـقـال قـيـس ...

    إذا عِــبْـــتُـــهـا شـبـهـتـهـا الـبــــدر طـــالـعـا ،،،،، وحـسـبـك مـن عـيـب بـهـا شـبَـهُ الـبـدر

    لـقـد فُـضِّـلَـت لـبـنـى عـلـى الـنـاس مـثـل مـا ،،،،، عـلـى ألـف شـهـر فُـضِّـلَـتْ ليـلـة الـقــدر

    ودخـل أبـوه وهـو يـخـاطـب الـطـبـيـب بـهـذه الـمـخـاطـبـة ، فـأنَّـبـه ولامـه

    وقـال لـه : يـا بـنـي الله الله فـي نـفـسـك ، فـإنـك مـيـت إن دمـت عـلـى هـذا

    فـقـال قـيـس ...

    وفـي عـروة الـعُـذري إن مـت أسـوةٌ ،،،،، وعـمـرو بـن عـجـلان الـذي قـتـلـتْ هـنـدُ

    وبـي مـثـل مـا مـاتـا بـه غـيـر أنـنـي ،،،،، إلـى أجـــل لـم يـأتــنــي وقــتــه بـعـــــــدُ

    هـل الـحـب إلا عَــبْــرة بـعـــد زفــرةٍ ،،،،، وحَـــرٌّ عـلـى الأحـشــاء لـيـس لـه بَــــرْدُ

    وفَـيْـضُ دمـوع تـسـتـهـــل إذا بـــدا ،،،،، لـنـا عَـلَـم مـن أرضـكـم لـم يـكـن يـبـــــدو

    (( عـروة ، هـو عـروة بـن حـزام أحـد الـمـتـيـمـيـن الـذيـن قـتـلـهـم الـهـوى
    وعـمـرو بـن عـجـلان ، شـاعـر جـاهـلـي قـتـلـه الـحـب كـانـت لـه زوجـة
    يـقـال لـهـا هـنـد فـطـلـقـهـا ثـم نـدم عـلـيـهـا ولـمـا تـزوجـت غـيـره مـات أسـفـا ))


    ولـمـا طـال عـلـى قـيـس مـا بـه مـن الأمـر بـعـد طـلاق لـبـنـى أشـار قـومـه عـلـى أبـيـه

    بـان يـزوجـه امـرأة جـمـيـلـة ، فـلـعـلـه أن يـسـلـو بـهـا ، فـدعـاه إلـى ذلـك

    فـقـال قـيـس ...

    لـقـد خِـفــتُ ألا تـقـنـع الـنـفـس بـعــــدهـا ،،،،، بـشـيء مـن الـدنـيـا وإن كـان مُـقـنِـعـا

    وأزجـر عـنـهـا الـنـفـس إذ حـيـل دونـهـا ،،،،، وتـأبـى إلـيـهـا الـنـفـــــس إلا تـطـلُّـعــا


    فـأعـلـمـهـم أبـوه بـمـا رَدَّ عـلـيـه ، فـقـالـوا : فـمُـرْه بـالـمـسـيـر فـي أحـيـاء الـعـرب

    والـنـزول عـلـيـهـم ، فـلـعـل عـيـنـه تـقـع عـلـى امـرأة تـعـجـبـه ، فـأقـسـم عـلـيـه أبـوه أن يـفـعـل

    فـسـار حـتـى نـزل بـحـي مـن فـزارة ، فـرأى جـاريـة حـسـنـاء قـد حـسـرت بُـرقـع خـز عـن وجـهـهـا

    وهـي كـالـبـدر لـيـلـة تـمِّـه ، فـقـال لـهـا : مـا اسـمـك يـا جـاريـة ، قـالـت : لـبـنـى فـسـقـط عـلـى وجـهـه

    مـغـشـيـا عـلـيـه ، فـنـضـحـت عـلـى وجـهـه مـاء وارتـاعـت لـمـا أصـابـه

    ثـم قـالـت : إن لـم يـكـن هـذا قـيـس بـن ذريـح إنـه لـمـجـنـون ! فـأفـاق ، فـنـسـبـتـه فـانـتـسـب

    فـقـالـت : قـد عـلـمـت أنـك قـيـس ، ولـكـن نـشـدتـك الله إلا أصـبـت مـن طـعـامـنـا ، وقـدمـت إلـيـه طـعـامـا

    فـأصـاب مـنـه بـإصـبـعـه ، وركـب فـأتـى عـلـى أثـره أخ لـهـا كـان غـائـبـا فـرأى مـنـاخ نـاقـتـه

    فـسـألـهـم عـنـه فـأخـبـروه ، فـركـب حـتـى رده إلـى مـنـزلـه ، وحـلـف عـلـيـه لـيُـقِـيـمَـنَّ عـنـده شـهـرا

    فـقـال قـيـس : لـقـد شـقـقـت عـلـيَّ ولـكـنـي سـأتـبـع هـواك

    والـفـزاري يـزداد إعـجـابـا بـحـديـثـه وعـقـلـه وروايـتـه ، فـعـرض عـلـيـه الـصِّـهْـر

    فـقـال قـيـس : يـا هـذا إن فـيـك لـرغـبـة ، ولـكـنـي فـي شـغـل لا يُـنـتـفـع بـي مـعـه

    فـلـم يـزل يـعـاوده ، والـحـي يـلـومـونـه ويـقـولـون لـه : قـد خـشـيـنـا أن يـصـيـر عـلـيـنـا فـعـلـك سُـبَّـة

    فـقـال الـفـزاري : دعـونـي فـفـي مـثـل هـذا الـفـتـى يـرغـب الـكـرام

    فـلـم يـزل بـه حـتـى أجـابـه ، وعـقـد الـصـهـر بـيـنـه وبـيـن قـيـس عـلـى أخـتـه لـبـنـى

    وقـال لـه : أنـا أسـوق عـنـك صـداقـهـا

    فـقـال قـيـس : والله يـا أخـي أنـا أكـثـر قـومـي مـالا فـمـا حـاجـتـك إلـى تـكـلـف هـذا ؟

    أنـا سـائـر إلـى قـومـي وسـائـق إلـيـهـا الـمـهـر ، فـفـعـل وأعـلـم أبـاه مـا كـان مـنـه ، فـسَـرَّه وسـاق الـمـهـر عـنـه

    ورجـع إلـى الـفـزاريـيـن حـتـى أدخـلـت عـلـيـه زوجـتـه

    فـلـم يَـروْه هـش إلـيـهـا ولا دنـا مـنـهـا ولا خـاطـبـهـا بـحـرف ولا نـظـر إلـيـهـا

    وأقـام عـلـى ذلـك أيـامـا كـثـيـرة ، ثـم أعـلـمـهـم أنـه يـريـد الـخـروج إلـى قـومـه أيـامـا ، فـأذنـوا لـه فـي ذلـك

    فـمـضـى لـوجـهـه إلـى الـمـديـنـة ، وكـان لـه صـديـق مـن الأنـصـار بـهـا ، فـأتـاه فـأعـلـمـه الأنـصـاري أن خـبـر

    زواجـه بـلـغ لـبـنـى فـغـمَّـهـا وقـالـت : إنـه لـغـدار ولـقـد كـنـت أمـتـنـع مـن إجـابـة أهـلـي إلـى الـتـزويـج فـأنـا الآن أجـيـبـهـم

    وقـد كـان أبـوهـا شـكـا قـيـسـا إلـى مـعـاويـة بـن أبـي سـفـيـان ، وأعـلـمـه تـعـرُّضـه لـهـا بـعـد الـطـلاق ، فـكـتـب مـعـاويـة

    إلـى مـروان بـن الـحـكـم والـي الـمـديـنـة يُـهـدر دمـه إن تـعـرَّض لـهـا وأمـر أبـاهـا أن يـزوجـهـا رجـلا يُـعـرف بـخـالـد بـن حِـلـزة

    فـزوجـهـا أبـوهـا مـنـه ، فـجـعـل نـسـاء الـحـي يَـقـلـن لـيـلـة زفـافـهـا

    لُـبَـيْـنَـى زوجـهـا أصـبـح ***** لا حُـــر بـــواديــــــه

    لـه فـضـل عـلـى الـنــاس ***** بـمـا بـاتـت تـنـاجـيـه

    وقـيـــس مــيــــتٌ حـــيٌّ ***** صـريـع فـي بـواكـيـه

    فـــلا يُــبـــعــــــــــده الله ***** وبُــعـــدا لـنـواعـيـــه

    فـجـزع قـيـس جـزعـا شـديـدا ثـم ركـب حـتـى أتـى مـحـلـة قـومـهـا

    فـنـاداه الـنـسـاء : مـا تـصـنـع الآن هـهـنـا ؟ قـد نُـقـلِـت لـبـنـى إلـى زوجـهـا

    وجـعـل الـفـتـيـان يـعـارضـونـه بـهـذه الـمـقـالـة ومـا أشـبـهـهـا

    وهـو لا يـجـيـبـهـم حـتـى أتـى مـوضـع خـبـائـهـا ، فـنـزل عـن راحـلـتـه وجـعـل يـتـمـرغ عـلـى تـرابـهـا ويـبـكـي

    ثـم قـال

    إلـى الله أشـكــــــو فـقْــــد لـبـنـى كـمـا شـكـا ***** إلـى الله فـقْــــد الـوالـديـــــــــن يـتـيـمُ

    يـتـيـــمٌ جـفـــــاه الأقـربـــــــون فـجـسـمـــه ***** نـحـيـل وعـهــــد الـوالـديـــــــن قـديـمُ

    بـكـَـــــت دارهـــــم مـن نـأيـهـم فـتـهـلـلـــت ***** دمـوعـي فـأي الـجـــــــازعـيـن ألـــومُ

    أمـسـتـعـبـرا يـبـكـي مـن الـشـوق والـهـوى ***** أم آخـر يـبــــكـي شَـجْــوَهُ ويـهــــيـــمُ

    تـهـيَّـضَـــنـي مـن حـب لـبـنـى عـــــلائــــق ***** وأصـنــــاف حــــب هـوْلـهـــن عـظـيـمُ

    ومـن يـتـعـلَّـــــق حـــــب لـبـنـى فـــــــؤاده ***** يـمُـتْ أو يَـعِـشْ مـا عـاش وهـو كـلـيـمُ

    فـإنـي وإن أجـمـعــــــت عـنـــــكِ تـجـلــــدا ***** عـلـى الـعـهـد فـي مـا بـيـنـنـا لـمُـقـيـــمُ

    وإنَّ زمـــــانـا شـتـــت الـشـمــــل بـيـنـــنـا ***** وبـيـنـكــــــم فـيـه الـعِـــــــــدا لـمـشُـومُ

    أفـي الـحـق هـــذا أن قـلـبـــــــكِ فـارغــــا ***** صـحـيـح وقـلـبـي فـي هــــــواك سـقـيـمُ

    وشـخـص أبـو لـبـنـى إلـى مـعـاويـة مـرة أخـرى فـشـكـا إلـيـه قـيـسـا وتـعـرضـه لإبـنـتـه ، فـكـتـب مـعـاويـة إلـى مـروان

    والـي الـمـديـنـة بـهـدر دمـه وأن يـشـتـد فـي ذلـك ، فـكـتـب مـروان فـي ذلـك إلـى صـاحـب الـمـاء الـذي يـنـزلـه أبـو لـبـنـى

    كـتـابـا وكـيـدا ، ووجـهـت لـبـنـى رسـولا قـاصـدا إلـى قـيـس تـعـلـمـه مـا جـرى وتـحذره

    وبـلـغ أبـاه الـخـبـر ، فـعـاتـبـه وقـال لـه : انـتـهـى بـك الأمـر إلـى أن يـهـدر الـسـلـطـان دمـك ؟

    فـقـال قـيـس ...

    فـإن يـحـجـبـوهـا أو يَـحُــــــلْ دون وصـلـهـا ***** مـقـالــــة واشٍ أو وعــيــــــــد أمـيـر

    فـلـن يـمـنـعـوا عـيـنـيَّ مـن دائــــم الـبُـكـــــا ***** ولـن يُـذهـبـوا مـا قـد أجـنَّ ضـمـيـري


    إلـى الله أشـكـــو مـا ألاقـــي مـن الـهــــــوى ***** ومـن حُــرَقٍ تـعـتــــــــادنـي وزفـيـــر

    ومـن حِــرَقٍ لـلـحـب فـي بـاطـــــن الـحَـشَـى ***** ولـيـل طـويـل الـحـزن غـيـر قـصـيـــر

    سـأبـكـي عـلـى نـفـسـي بـعـيـن غـزيــــــــرة ***** بـكـاء حــــزيـــن فـي الـوثـاق أسـيـــر

    وكـنـا جـمـيـعـــا قـبـل أن يـظـهـر الـهــــوى ***** بـأنـعــــم حـالـــيْ غِـبـطـــةٍ وســـــرور

    فـمـا بَــــرِح الـواشــــــون حـتـى بـدت لـهـم ***** بـطـون الـهـــوى مـقـلـوبـة لـظـهــــور

    لـقـد كـنـتِ حـسْـبَ الـنـفـس لـو دام وصـلـنـا ***** ولـكـنـمـا الـدنــــيـــــا مـتــــاع غـــرور

    .... يـتـبـع ....


    .....()().....
    .....()().....

    .....()().....
    .....()().....




  2. #2


    سرد بديع ممتع

    في انتظار تتمته

    كل الشكر لك أخي رعد



    يانسمـــة الــــوادي ,, ياوردة بــــلادي
    حايل ربى الشادي ,, يانرجس وكادي

  3. #3


    والـشـكـر مـوصـول لـكـ لـحـضـوركـ
    دمـت بـخـيـر




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. قـصـة / قـيـس و لُـبْـنَـى ( 1 )
    بواسطة رعـد الـمـزون في المنتدى مضيف الأدب العربي الفصيح
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-02-2012, 00:55
  2. قصيدة .. نهـايـة قـصـة كتـابـه
    بواسطة بقاياا الشوق في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 11-07-2005, 17:33
  3. قـصـة ... علبة النيدو؟؟؟ ... هدية مني لزوااااار : مضيف الإهداءات
    بواسطة ابو غازي في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31-07-2004, 17:10
  4. قـصـة اخـتـراع الـكــهـربــاء
    بواسطة ســاير الرماحي في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-06-2002, 09:37

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته