عشرون عاما وأنا إمتطي سرج حصاني ومررت بجميع اللوان الحياة ومنعطفات الدنيا واروغت البشر.
عشرون عاما والذاكرة تجمع احداث بين صالح وطالح حتى امتلأ خزانها فامرتني ان افرغ المخزون على صفحات شبكة شمر لعل يكون من وراء ذلك فائدة وسابدأ بقلمي الذي كلفته الذاكرة ان يكون لسانا لها ليلفظ بما تمليه الذاكرة المتعبة من ثقل الحمل.
إذا الحكمة تقول: إذا كان الكلام من فضة فان السكوت من ذهب وأنا اقول لا للسكوت بل يحيى الكلام ، مللت الذهب واحببت الفضة.
اذن اسكب فنجانا من القهوة وهات ثم هاك مايلي
اولا رأيت ثم حللت وفهمت إننا كبشر نحلم بشيء ما وواقعنا يفرض علينا شيء آخر ضد مانحلم به كالظروف والعثرات التي لايخلو منها الأنسان مهما كان!
وان هناك قلوب متعبه ونفوس مثقلة بالهموم نتيجة الانانية الزائدة!!!!فادركت إذا اتبعنا إحسانا بمن أو تعاظمنا على من أحسنا إليه فقد أضعنا المال والثواب معا.واذا تهيبنا عظائم الامور، فان همتنا تعجز عن صغيرها وبكل تأكيد أن طالب الحاجة لا هم له الا ان تقضى حاجته فمن باب اولى ان 'نلتمس له العذر إذا ألح في الطلب'
ومن خلال رحلتي رأيت ان علاقات البشر تدور حول المصلحة الذاتية التي تزرع الحرمان للآخرين حتى اصبحت المصلحة هي الركيزة الأساسية ، وعلى هذا الأساس أيقنت بان مايلمع ليس كله ذهب.
ثم رأيت وسائل الحياة السعيدة، اذا فقد المرء صحته بالمرض، وشبابه بالهرم حسب ميتا لانعدام لذته وفائدته إن من عادة الدنيا انها تسترد ما تعطي فتسلب الغنى بالفقر، والولد بالثكل والراحة بالتعب والصفاء بالكدر وهكذا فلو أنها بخلت بما وهبت لاراحتنا من ألم الحسرة على ما تأخذه منا ان من طبع الدنيا أن لا تترك لنا ما تحب، فمن العبث إذا أن نطالبها برد ما تأخذ، لأن ذلك ضد طباعها.... وبعد تجر بة ناجحة اقول لك
لا تشك مصيبتك الى الخلق فيشمتون بك بل اشكها الي الخالق فهو الذي يكشف كربك، أما شكواك للناس فهي كشكوى جريح الحرب الى الغربان والرخم وهي من الطيور التي تأكل من لحوم القتلى فتدلها بالشكوى لها على عجزك عن مقاومتها فتأكلك.
وبعد عشرون عاما وجد إجابتي سؤالين كانا يتبادرا لذهني
السؤال الأول : ماهو اعز مكان في الدنيا ؟
الإجابة هي : سرج سابح تمتطيه حيث شئت
السؤال الثان: ماخير جليس في الزمان ؟
الإجابة هي : الكتاب الذي يحدثك بلطف
تحية ... ود
سعد الحطاب
المفضلات