نبذه عن ابن عميره ومرصده
ابن عميرة ؛ ( هو ) :- راشد بن عميرة المطرفي الدخيني الذويبي ؛ وفي قول ( ضعيف ) ، هو صالح بن راشد بن عميرة . نشأ يتيماً ( لم يرى ابيه ) فعرف بإبن عميرة ( وهي امه ) . فلزمه هذا اللقب هو وبنيه إلى اليوم وكان مولده في القرن الحادي عشر الهجري بوادي( الذويبات ) كان في طفولته فقيراً يرعى الغنم للغير من اجل لقمة العيش بما يسد رمقه ( مقابل وجبات الطعام فقط ) عند رجل من قبيلة مجاورة عدة سنوات ؛ ومع هذا كان ذو فزعة وشهامة وخلق عالي . وكان الفقر في ذاك الزمان حالة شائعة بين الكبير والصغير نتيجة توالي سنين الجفاف والقحط الذي عم اكثر الديار ؛ واعمى البصير وحنى هامة الكبير والصغير فكيف به وهو يتيم معدم ..!! ثم رجع إلى ديرته بعد ان اشتد عوده قليلا وقرر العمل الجاد والمتواصل بعد ان استعان بالله وفوض امره اليه ؛ وماهي الا فترة بسيطة .. فإذا بالرزاق الكريم يوسع له في الرزق ويعطيه من حيث لا يحتسب .. فعمر الارض وزرعها واقتنى العبيد والمواشي وعاش في بحبوحة .. ولكنه لم ينسى فقره ثم ما تلاه من فضل الله وكرمه عليه ؛ فأقام له ( تكية ) بجوار منزله لاطعام الفقراء والمساكين وذوي الحاجة وابن السبيل ويقدم المساعدة لمن يحتاجها ويطلبها منه ( رحمه الله رحمة واسعة وجعلها ذخراً له في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون ) .* ( كان كما اسلفنا – فقيراً في بداية حياته – وكان امياً ) – ولم يتعلم القراءة والكتابة إلى بعد ان استقرت به القدم بعد رحلة العناء والقسوة في شبابه .. فتولع بالقرآن وقراءته ( حتى آخر عهده بالحياة حيث توفي رحمه الله وهو يقرأ القرآن في مسكنه ) .. كانت نهايته في ثراء تام ( احب الله واحبه الناس ) واشبعه الله بالمال والعلم وحب الناس من حوله ( القريب والغريب ) !!! تعلم علم الفلك بشغف ورغبة ؛ كانت ملاحظاته ونظرته الثاقبة المتفحصة هي التي جعلته يضع قواعد هذا العلم الذي اصبح يسمى باسمه إلى اليوم ( حساب ابن عميرة الذويبي ) . واعترف بعلمه ودقته البعيد والقريب لاهميته للناس وشئونهم العامة والخاصة ( في زراعتهم ) والتنبؤ بالاحوال الجوية وتقلباتها ومالذاك من اهمية في ( حياة البادية ) المركبة على طلب الماء والكلا . ( ووضع لحسابه -- مرصد -- لرصد حركت النجوم ومتابعة طلوعها ومغيبها ) -- ويقع مرصده على سطح جبل ؛ يطل اليوم على على قرية ( الصبخة ) ببني سعد ( 78 ) كيلومتر جنوب الطائف . وهو عبارة عن حصن من ثلاثة طوابق مبني بالحجر ؛ وليس له الا نافذة واحدة وباب واحد فقط .. ( والعجيبب ) انه اختار له موقع به شجرة ( عتم ) وجعل هذه العتمة احدي ( عبر ) الباب ووضع وركب فيها مفصلات الباب ( والعبر كلمة مفردها - عابر- في لهجتنا وتعني حلق الباب ) – وقد حصن هذا الحصن بتحصين حربي دفاعي يستطيع من فيه الدفاع عن الحصن عبر الفتحات الموزعة عير كل الواجهات والتي تبرز منها افواه البنادق للتصويب على المهاجمين ودحرهم عن الحصن . ووضع للحصن ( المرصد ) بروز على شكل بلكونات تمنع المتسلقين من الدخول من السطح وزينه ب( جون ) من ( المرو ) والحجارة السوداء على شكل ( مثلثات متبادلة ) تعطيه منظر رائع .. كان ذلك المرصد يقف شامخاً
( 13) متراً في السماء ؛ وعرضه في القاعدة (10) امتار وكذالك في قمته . ( على شكل شبه مكعب). وفي قمة المرصد ( على الضلع الشرقي ) وضع هناك حجر ضخم ( ذو شكل انسيابي ) يبلغ ارتفاعه حوالي ( 65 ) سنتيمتر اسماه ( المرزام ) وهو بمثابة مؤشر يتحرك في الافق على مدار السنة ، وبواسطة هذا المؤشر تعرف حركة الشمس الظاهرية ؛ - فأما إقتراب منه او ابتعاد - * ( ولكن في الواقع هو العكس ) -- فالارض هي التي تتحرك وتدور حول الشمس ( على راي الفلكيين المتأخرين ) – بعد الثورة الفرنسية في اوربا -- على مدار سنة كاملة .!! وبمحور مائل بحوالي ( 23,5) درجة .. وبحركتها هذه يقترب هذا المؤشر بقرص الشمس عند غروبها ( ايام الربيع ) ويبتعد باقي ايام السنة .* ( وفات ابن عميرة ) -- توفي رحمه الله في حصنه ( المرصد ) آنف الذكر عن عمر يناهز الطائف وضواحيه وقد خدم ذاك الحساب ( اهل المدر واهل الوبر ) جميعاً . وقد خلفه ابنائه واحفاده وخدموا هذا العلم الموروث وتفانوا له واخلصوا ( رحم الله من رحل إلى جوار ربه منهم وامد في عمر من بقي حياً إلى اليوم ) واثابهم الله وكثر من امثالهم .. ووالله انهم كانوا ولا زالوا نجوم لوامع في سماء السروات . ( ومن اشهرهم ) :– ( 1 ) -- دخيل الله ابن حسني ؛ بن جار النبي بن عباد بن راشد بن عميره .. كان يعمل بالاعمال الحرة في مكة المكرمة وعندما يأتي وقت الرصد يضع ما بيديه ويتسنم جبل كرى إلى الطائف ثم إلى وادي الذويبات ببني سعد للرصد والتأكد من النتائج عن قرب بدقة ( حساب وقت البذار ووقت الضعن والترحال في طلب العشب والكلا ) وهناك كان الناس في انتظاره ليحدد لهم متى يزرعون ومتى يشدون ويرتحلون او يعودون إلى قراهم وديارهم ..وقد ابلا بلاء حسن وكان بالاظافة إلى ذلك لا يبخل بعلمه عليهم فيقدم المشورة والايضاح والمعلومة الدقيقة لطالبها . ويعلمهم كيفية رصد حركة الشمس وبعض الظواهر المتعلقة بذلك .** ( 2 ) -- محمد بن احمد بن عبد الله بن عباد بن راشد بن عميرة ..( من المعمرين المشهورين ) كان يهتم بهذا العلم اثنا حياة دخيل الله بن حسني ؛ ثم تسلم الامانة والمسئولية بعد وفاة دخيل الله .. ولكن اصابته ب( العمى ) في آخر حياته ( اثرت عليه كثيراً ) وأسقطت عليه بعض الأمور التي لها اهميتها ... ولكن الله منح ذاك الرجل احساس دقيق ومرهف ؛ فعندما يحس بالرياح يقول :- ( هذه رياح البرج ( النجم ) الفلاني وهذه ظواهر الفصل الفلاني ) وهكذا .. فيكون الحال كما قال .؟!! *-- انتقل إلى جوار ربه في العام ( 1403 هـ ) عن عمر يناهز ( 130 ) مئة وثلاثين عام . ( 3 ) – عيضه بن محمد بن احمد بن عبد الله بن عباد بن راشد بن عميرة ( وهو الابن الوحيد ) لمحمد بن احمد بن عبد الله بن عباد ؛ ولد في اربعينيات القرن الهجري الماضي ( القرن الرابع عشر ) ؛ وكان مولده في وادي الذويبات ( كان في العقد السادس من عمره في العام 1413هـ ) لم يتمكن من التعليم ( كالكثير غيره من ابناء تلك الحقبة في القرن الماضي )ولم يغادر مسقط راسه وبقي مع جماعته يرعى غنمه ويزرع ( بلاده ) مزارعه .. أخذ هذا العلم عن ابيه وعن دخيل الله بن حسني ( وقد صحب اباه السنين الطويلة كون ابيه عاش كثيراً وعمر دهراً طويلاً ) يميل كثيراً إلى حياة الارياف وكذا إلى الصراحة والبساطة المعروفة لدى ابناء القبائل هناك . ( 4 ) – رجا بن عويض بن كريم بن ضيف الكريم بن عباد بن راشد بن عميرة الذويبي ... خدم علم اجداده كما خدموه وقدم للناس ما قدموا حتى توفي في العام ( 1409هـ ) رحمه الله عن عمر ناهزالثمانين عاماً .
منقول بتصرف للفائدة ولكم أعطر التحايا
المفضلات