فـي لـحـظـة تـأمـل .. راودني ـشـعـور أنـني أحـيا شـبـه حـيـاة كـلـهـا مـظـاهـر مـلـيـئـة بـالأشـبـاه
فـي مـراحـل دراسـتـي اتـبـعـت مـنـهـج سِـرت عـلـيـه
ولـم أعـرف أنـنـي مـخـطـئ فـيـه إلا بـعـد تـخـرجـي مـن الـجـامـعـة
كـنـت أدرس لأنـجـح فـقـط ، وكـان الـمـفـتـرض أن أدرس لأتـعـلـم أولا ثـم لأنـجـح ثـانـيـا
اعـتـمـدت عـلـى الـمَـلازم الـمـخـتـصـرة وتـحـديـد بـعـض الـمـدرسـيـن لـمـواطـن الأسـئـلـة فـي الـمـقـررات
أنـهـيـت دراسـتـي الـثـانـويـة بـتـقـديـر عـالـي طـبـعـا ، بـفـضـل الـمَـلازم ومـسـاعـدة الـمـدرسـيـن
قـدمـت أوراقـي لـلـجـامـعـة ، دخـلـت اخـتـبـار الـقـبـول ، وكـانـت نـتـيـجـتـه عـلامـات مـتـدنـيـة
أسـئـلـة لا أعـرف كـيـف أجـاوب عـلـيـهـا ، طـلاسـم بـالـنـسـبـة لـي ، اكـتـشـفـت أن ثـقـافـتـي شـبـه مـعـدومـة
إن لـم تـكـن مـعـدومـة بـالـفـعـل ، ثـقـافـتـي لا تـتـعـدى الـمـقـررات الـدراسـيـة
الـتـي كـنـت أقـرأهـا مـن الـمَـلازم الـتـعـلـيـمـيـة
اخـتـارت لـي الـجـامـعـة تـخـصـص يـلائـم ثـقـافـتـي الـضـحـلـة ، تـخـصـص غـيـر مـطـلـوب فـي أسـواق الـعـمـل
اسـتـمـريـت فـي دراسـتـي الـجـامـعـيـة وأنـا مـحـبـط ، ولا يُـعـزيـنـي فـي إحـبـاطـي هـذا
إلا شـعـوري أنـنـي سـأتـخـرج بـشـهـادة جـامـعـيـة ، يـعـنـي شـاب جـامـعـي
أنـهـى دراسـتـه الـجـامـعـيـة ، هـكـذا زيـنـت الأمـور لـنـفـسـي
تـخـرجـت ، وأخـذت شـهـادتـي الـجـامـعـيـة ، وبـدأت رحـلـة الـبـحـث
عـن عـمـل ، فـتـكـشـفـت لـي أمـور كـانـت غـائـبـة عـنـي
اكـتـشـفـت أنـنـي تـعـلـمـت " شـبـه تـعـلـيـم ".. فـحـصـلـت عـلـى " شـبـه شـهـادة " وأصـبـحـت " شـبـه جـامـعـي "
لا أعـرف مـن شـبـه مـؤهـلـي الـتـعـلـيـمـي غـيـر إسـمـه .... ولا أدري كـيـف أسـتـفـيـد مـنـه ، هـذا إن كـان فـيـه فـائـدة
وهـذه الـ" شـبـه شـهـادة " .. أهـلـتـنـي " شـبـه تـأهـيـل لـ... " شـبـه عـمـل ".. في ... " شـبـه مـكـان "
لا يـنـاسـب حـتـى " شـبـه الأحـلام " .. الـتـي بـدأت في الـتـلاشـي
وفي نـهـايـة الـشـهـر ... أحـصـل عـلـى " شـبـه راتـب " ..... نـصـيـبـي
هـو أقـرب أن يـكـون شـبـه إعـانـة ... لـ .. " شـبـه بـطـالـة " لا يـكـفـي ... لـسـد ... " شـبـه احـتـيـاجـاتـي "
تـزوجـت " شـبـه زواج " .. قـبـلـت بـي أسـرة زوجـتـي ، وأظـن قـبـولـهـا
بـي كـان عـلـى مـبدأ الـقـول " ظـل راجـل ولا ظـل حـيـطـه "
عـرفـوا وظـيـفـتـي ومـقـدار راتـبـي ، ومـع ذلـك قـبـلـوا بـي زوجـا لإبـنـتـهـم
ارتـبـطـت بـشـبـه زوجـة ، أصـبـح بـيـنـي وبـيـنـهـا " شـبـه حـب "..
فـأصـبـحـت " شـبـه مـقـتـنـع بـهـا "....... نـصـيـبـي !!
زوجتـي دائـمـا نـكـديـة ، كـثـيـرة الـشـكـوى مـن حـيـاتـنـا .. كـثـيـرة الـتـذمـر .. كـثـيـرة الـطـلـبـات
فـأنـا بـالـنـسـبـة لـهـا شـبـه زوج ،،،،، يـعـنـي الـحـاضـر الـغـائـب !
أنـجـبـنـا " شـبـه أولاد "..... لـيـسـوا كـبـقـيـة الأطـفـال
كـائـنـات تـرفـض الإعـتـراف بـأعـمـارهـا.. تـحـاول الـظـهـور بـمـظـهـر شـبـه الـكـبـار ! !
طـلـبـاتـهـم أراهـا بـالـنـسـبـة لـي تـعـجـيـزيـة ولا تـنـتـهـي
عـنـدمـا أكـون بـيـنـهـم أشـعـر أنـهـم " شـبـه كـائـنـات "
أحـتـاج إلـى ... " كـتـاب دليل " لـلـتـعـامـل مـعـهـم !
أهـرب مـن الـبـيـت إلـى الـشـارع ، أجـد نـفـسـي " شـبـه " بـيـن حـقـائـق
الـنـاس فـي عـالـم وأنـا فـي عـالـم آخـر
الـنـاس تـتـكـلـم فـي أمـور ، أشـعـر أن ثـقـافـتـي الـضـحـلـة ، جـعـلـتـنـي عـاجـز عـن فـهـم مـا يـقـولـون
فـكـيـف بـمـشـاركـتـهـم أحـاديـثـهـم ومـنـاقـشـاتـهـم ، عـالـم غـريـب بـالـنـسـبـة لـي
اكـتـمـلـت دائـرة الأشـبـاه حـولـي ، فـوجـدت أنـنـي أحـيـا شـبـه حـيـاة
أفـكـر كـيـف أخـرج مـن هـذه الـدائـرة الـمـلـيـئـة بـالأشـبـاه
لا أدري كـيـف أفـكـر ، صـار عـنـدي شـبـه عـقـل
لا يـقـدر حـتـى عـلـى شـبـه تـفـكـيـر ! !
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
المفضلات