الى كل عالم او داعية قد اعلن تأييده ومباركته للثورة الليبية وبغطائها وعونها والدعم الذي تتلقاه من قبل حلف الناتو اقول له :- قد وقعت بما وقع به السيستاني من قبل فإن كنت من المعيبين عليه نصرته للاميركان في احتلال العراق فها أنت تناصر الغرب بما فعلوه في ليبيا !!
وفي ليبيا التي اصبحت الآن أثراً بعد عين , قتل فيها من قتل وأصيب من أصيب ودمرت مدنها وشوارعها ومبانيها .. فإني اقول وإن لم يوافقني في ذلك احد أن :- القذافي ما منع صلاة في مسجد وما أمر بحلق لحية ولا بخلع حجاب ولا بإفساد شعب وذلك بتغيير تركيبته العقدية والفكرية والاجتماعية .. ترك الشعب على سجيته وعلى اخلاقه وطبائعه التي ورثوها .. وما امر بمنكر يُشرب او يُختلى به او يتمايل بين اهل الضياع والفسق !
تعمد الاعلام ( كل الاعلام ) على الاهتمام بالبطولات التي يقوم بها كومبارس الثورة واظهار افرادها على صورة بطولية وكذا تصوير كل من وقف ضدهم انهم من كتائب القذافي !!
فهذا الاعلام لم يهتم مطلقاً بما يعانية الليبيين الآن من وحشية وتدمير يتعمدها حلف الناتو . بل ولا بما يعانيه الليبيون في الجنوب الليبي من اعتداءات وتجاوزات يقوم به المتسللون الأفارقة الى بلدٍ مستباح ومفتوح لكل من أراد ذلك .
قالوا بأن هناك افارقة مرتزقة يقاتلون مع القذافي , ويجعلون هذا وصمة عار وخيانة , واقول ان ( الثوار ) قد استعانوا بمرتزقة اكبر واعظم وأكثر حقداً وكراهية على المسلمين وهم حلف الناتو وجنوده ابناء من اجتاحوا فيما مضى ليبيا تدميراً وقتلاً وهتكاً للأعراض
ان من يخون بلده مرة فهو سيخونه الف مرة .. ومن يدعو احفاد من قتلوا آباءه وأجداده ليقوموا بتجديد ذات المهمة فهؤلاء لا أمان لهم ولا ذمه .
من هم الثوار ؟!
ما رأيت غير مجموعة تتظاهر بالقوة والبسالة امام كاميرات التلفزة فقط , فهذا الثائر يقف متجمداً اولاً امام الشاشة وكأنه ينتظر اشارة من المخرج , ثم يقوم باطلاق النار المتواصل الى جهة مجهولة ثم يبدأ بالترنح ويبدأ سلاحه بالعلو حتى يُخشى ان يصيب طائرة تتبع حلف الناتو ! وكل ذلك وهو ينظر الى الكاميرا !
بل والمضحك أن يقوم احدهم متحمساً باطلاق النار وهو متخفياً صائحاً بالله اكبر وايضاً بـ الموت لاتباع الطاغية .. واعضاء فرقته يمرون جيئةً وذهاباً من امامه ومن خلفه .. ولا ادري لم التخفي ولم هذا الحماس !!
واكاد أُصدق بأن هذه الفرقة هي نفسها التي يُأتى بها عند كل تقدم عسكري يُعلن عنه في كل بلدة فيتم حملهم في سيارات (البك أب) عند كل تقدم او كما يقولون (تحرير)!
ولو لاحظتم فقبيل اعلان مقتل القذافي وعند وصول انباء متضاربه عن مقتله .. فقد أُبقيت هذه الفرقة في نقطة تقاطع بين شارعين .. وأُبقيت كاميرات الجزيرة والعربية بوضع (ثابت) نحوهم ثم يقوم هؤلاء ببعض العروض البهلوانية من اطلاق نار وغيره ( مع ان بعضهم قد خذله سلاحه عند بداية العرض ) وعند الملل من طول الانتظار وقلة العروض .. قام هؤلاء ليؤدوا سجود الشكر !!
والشكر موصول ايضاً للناتو وبقواته الجوية والبحرية والبرية .. والتي فسحت لهؤلاء المجال ليخرجوا من تقاطعهم الذي حُشروا فيه .. بعد أن انهوا مهامهم !
ما يلاحظ في هذه الجماعة هو كثرة التناقضات وفي امور ليست بثانوية بل هي جوهرية وهامة كالاعلان عن تحرير بلدة ما فيتضح العكس .. او القبض على شخصية هامة كسيف الاسلام مثلاً واخيه خميس وهكذا الى ان نصل الى مقتل القذافي وما تردد عن انه قُتل .. بل أُصيب .. بل أُصيب ثم قُتل .. ثم أظهروا كذباً انبوباً للمجاري على انه المخبأ الذي كان يرتاده القذافي ( نكايةً به حين وصفهم بالجرذان ) , حيث بادروا بالكتابة على جدار هذا المكان يبين ان القذافي كان مختبئاً هناك .. وبالمناسبة فهذا الصبغ المستخدم للكتابة هو من اللوازم الرئيسية في تنقلاتهم حيث ما تركوا جداراً ولا باباً بل ولا سيارةً ما من تلك التي تُقلهم إلا ووضعوا عليها مواهبهم !
هذه التناقضات تُظهر انعدام التنسيق بين المجموعات مع بعضها بل وانعدام القيادة الموحدة التي تربطها مع بعض .. ما يشكك في مقدرتهم بدحر قوات نظامية كتائب القذافي !!
يعلن الناتو انه قصف حشداً من السيارات وهي تغادر سرت .. وان القذافي قد يكون فيها .. ثم أُعلن ان القذافي قد قُتل في هذا القصف .. ومع ذلك لم يتجرأ احداً من هؤلاء الثوار ان يُظهر صورةً وهم أشد ما يكونون حباً لأن تُلتقط لهم الصور ..
لم يبدأ التأكيد من قبلهم الا بعد ان توقف قصف الناتو وأُمنت المنطقة لهؤلاء وأُعطوا الضوء الأخضر لأن يمارس هؤلاء هواياتهم في الظهور التلفزيوني .. ليُخبر الناتو بأن القذافي (قد) يكون قتل بسبب القصف وذلك ليُفسحوا مجالاً لسرد القصص البطولية لهؤلاء الثوار !
المفضلات