ليلةُ القدرِ هي إحدى ليالِ العشرِ الأواخرِ ، فلا يصرفَنَّكم عن طلبِها حسابُ الحاسبين ، وإيهامُ الواهمين ، فلو كانتْ ليلةُ القدرِ معلومةٌ بالحسابِ ، لأرشدنا رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلمَ إلى ذلكَ ، ولحسَبَها حبرُ الأمةِ بنُ عباسٍ ، وابنُ عمر ، وزيدُ بنُ ثابتٍ ، وغيرُهم رضي اللهُ عنهم ، وكلُّ ماوردَ في شأنِها رؤىً في المنامِ أُريها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم أنسيها ، كما في حديثِ أبي سعيدٍ في البخاري ، وأُرُوها جمعٌ من الصحابةِ في السبعِ الأواخرِ كما في البخاريِّ من حديثِ بنِ عمرَ ووردَ في حديثِ عائشةَ أنها في العشرِ الأواخرِ ووردَ عنها أنها في أوتارِ العشرِ الأواخرِ ، ووردَ من حديثِ بنِ عباسٍ أنها ليلةُ أربعٍ وعشرين ، وورد عنه أنها لتاسعةٍ تبقى لسابعةٍ تبقى لخامسةٍ تبقى لثالثةٍ تبقى والأحاديثُ كلُّها في البخاريِّ ، وهنا أودُّ أنْ أذكرَ أنها إذا حُسبتْ من آخرِ الشهرِ على حديثِ بنِ عباسٍ وكانَ الشهرُ ثلاثينَ يوماً صارت في الأشفاعِ وليستْ في الأوتارِ وقد ذكرَ الحافظُ بنُ حجرٍ رحمهُ اللهُ في فتحِ الباري ستاًّ وأربعينَ قولاً في تعيينِ ليلةِ القدرِ ، ورَدَّ رحمَهُ اللهُ على من جعلَهاَ دائماً ليلةََ الأحدِ ، أو دائماً ليلةَ الجمعةِ كأبي الحسنِ الحوليِّ المغربيِّ ، قال بنُ حجرٍ رحمَهُ اللهُ ، وكلاهُما لا أصلَ لهُ ، بل مخالفٌ لإجماعِ الصحابةِ في عهدِ عمرَ ، إنتهى كلامُهُ رحمَهُ اللهُ ، ومن قال أنها ليلةُ الثلاثاءِ دائماً ، فقد شابَهَ قولَ أبي الحسنِ المغربيِّ ، فليرجعْ إلى كلامِ ابنِ حجرَ رحمَهُ اللهُ ، في فتحِ الباري المجلدِ الرابعِ ، ولينظرْ سعةَ الخلافِ بينَ الصحابةِ والتابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ ، ولم يتطرقوا للحسابِ ، إنما للنصوصِ ، وهم رضي اللهُ عنهم أحرصُ منا عليها ، ولو كانَ هناكَ سبيلٌ لمعرفتِها بالحسابِ لسلكوهُ ، أو بينوهُ ، بل كلُّنا نودُّ لو علمناها ، فلماَّ لم يتبينْ شيءٌ من ذلكَ في أصلِ الشريعةِ ، عُلمَ أنَّ تحديدَها بالحسابِ مبنيٌّ على إدخالِ أشهرِ رمضانَ بالحسابِ ، وهذا غلطٌ عظيمٌ قد تكلمنا عنهُ في خُطَبٍ ومواضيع سالفةٍ ، لأننا متعَبَّدونَ بالرؤيةِ لا بالحسابِ ، والله عز وجلَّ قالَ ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّـس:39) فالقمرُ قدرهُ اللهُ منازلَ ، كلُّ ليلةٍ في منزلةٍ ، ولا يكونُ أولُ الشهرِ حتى يعودَ القمرُ كالعرجونِ القديمِ ، وهذا لا يمكنُ حسابُه دقيقا إنما حساب ظني ، فطالما أن دخولَ الشهرِ لا يثبتُ إلا بالرؤيةِ ، كما وردَ عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ ( صوموا لرؤيتِهِ وأفطروا لرؤيته ) وحديثُ ( لا تصوموا حتى ترو الهلالَ ولا تفطروا حتى تروه ) فلا تثبتُ ليلةُ القدرِ بالحسابِ أبداً ، والصحيحُ أننا لانعلمُ متى هيَ ، وطالماَ أنَّ الأمرَ كذلكَ فلا بُدَّ من التحري والإجتهادِ في ليالي العشرِ كلِّها ، فمن قامَ ليالي العشرِ كلَّها فقد وُفقَ بإذنِ اللهِ لهذهِ الليلةِ الشريفةِ العظيمةِ ليلةِ القدرِ واعلموا أنَّ زبدةَ عامِكم في شهرِكم هذا ، وزبدةَ شهرِكم في عشرِكم هذهِ ، وزبدةَ عشرِكم ليلةُ القدرِ ، فمنْ فازَ فيها ، ووفِّقَ لقيامِها ، فهو لعمرو اللهِ من الفائزين
وكلها عشر ليال أو تسع ليال إذا كان الشهر ناقصا
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
والله إن الخسارة كل الخسارة في إضاعتها
ليلة = خير من 1000 شهر
ليلة = عمل 30000 يوم وليلة
لو أن تاجرا يبيع سيارات
يبيع أم 30000 ريال بريال واحد فقط
ويبيع أم 60000 ريال بريالين
ويبيع أم 150000 ريال بخمسة ريالات فقط
وقيل إنه حتما يحضر في ليلة من ليالي العشر
بالله عليكم ماتمتليء المساجد تنتظر هذا التاجر
يا ناس يا مسلمين أين العقول أين الألباب
والله إني أتألم حينما أشوف شاب أو رجل أو إمرأة يضيع هذه الليلة الشريفة
المفضلات