الحديث عن مكاتب الاستقدام و حقوق المواطن الضائعة لديهم حديث يائس و مضيعة للوقت و صفحات الصحف – إلا أن يحدث الله أمرا كان مفعولا – يضمن المكتب كامل حقوقه و يستلم كامل المبالغ و أرباحها مقدما سواء كانت المستخدمة مستوفية للشروط أم لا ، و سواء حضرت في الموعد أم لم تحضر ، فلا يوجد مقدم و مؤخر ، بل يلزم المواطن دفع المبلغ و ينتظر حلول الكرامات خلال ستة أشهر و حين تهل بشائر قدوم خادمته يبدأ اختبار ( البطيخ ) و قد تتظاهر الخادمة لمدة ثلاثة أشهر فقط من فترة العقد البالغة سنتين ثم تضرب عن العمل أو تهرب ، و رغم مخاطر هروب العمالة و سوقها السوداء على أمن البلد و اقتصادياته إلا أن مكاتب الاستقدام لا تتخذ أي إجراءات احترازية كونها ضمنت حقها و المتضرر هو المواطن فقط فلا توقع شراكات مع مكاتب توفير العمالة في بلد العمالة بحيث يلزم الأطراف بالعمل كامل فترة العقد ، ولم نسمع أن قرارا اتخذ لحفظ حقوق المواطنين و أموالهم التي تبلغ عشرة آلاف ريال و أوقاتهم التي تتجاوز نصف العام لانتظار قدوم الخادمات ، وقد تدفع حاجة بعض الأسر الماسة للعمالة المنزلية الى التعامل مع عصابات السوق السوداء التي ترفع مؤشر الأجور لعمالة - غير نظامية بالضرورة - وتجهد في توزيعها بشكل مشبوه في سيارات مظللة و في الخفاء و عبر أرقام هواتف متنقلة تتغير باستمرار و بعمليات توزيع إقليمية تبادليا على مناطق المملكة ، فالهاربات في جدة يعملن في الرياض و هاربات الرياض يرحلن للشرقية و هاربات الشرقية يهربن للجنوب و هكذا ، و تتم عمليات التسويق بوساطة سماسرة متعددي الصفات فقد يكون سائق شخصي و قد يكون بائع عطور و قد يكون خياطا ، و قد تكون العاملة الهاربة عضوا في جناح لعصابة سلب كبرى بحيث يكون دورها جمع المعلومات عن الأسرة و جدولها اليومي و مستواها المادي ليتم بعد ذلك السطو على المنزل لسرقته ، وتبلغ فوضى الاستقدام شأوا بعيدا فاللياقة الطبية قد تكون مدفوعة الثمن ، و قد تصل الخادمة و حين إجراء فحص الإقامة يقف الطبيب و يصافح الكفيل مهنئا ( مبروك المدام حامل ) لأن الفحص الذي أجراه مكتب بلدها ليس فوريا و لا يتوافق مع موعد قدومها ، أو أنه غض النظر عن وضعها الصحي لكي لا يخسر رسوم العقد ، و حين يكتشف المواطن عدم لياقة العاملة ، و أن له الحق في أن يحصل على خادمة بديلة عليه الانتظار خمسة شهور أخرى لحين تعويضه من قبل المكتب الذي يتفنن في المماطلة و المنة و كأنه صاحب الفضل أو أنه يقدم خدماته مجانا ، و الآن ونحن على مقربة من الشهر الكريم يطلق على شعبان ورمضان ( موسم الخادمات ) حيث ترفع الأجور لأكثر من رواتب معلمي التعليم الأهلي قبل رفع الرسوم ، و تتجدد معاناة الأسر مع عصابات السوق السوداء و العمالة غير النظامية التي لا تزال تسرح و تمرح و لا تزال أغلب الأسر بكل أسف مضطرة - لسوء خدمات مكاتب الاستقدام و ضعف الرقابة عليهم - لاستقبالهم في المنازل على الرحب و السعة ، فهل من حلول من أجل الوطن ؟!
لولو الحبيشي
جريدة المدينة
http://almnatiq.net/index.php?option...tid=99:marbles
المفضلات