ولا داعي إلى أن تهتم الام بالأمر اذا كان الطفل يمص إبهامه خلال دقائق معدودة قبل تقديم الطعام إليه. انه يفعل ذلك على الأرجح لأنه جائع. وليس على الام ان تسعى إلى إيجاد وسيلة ترضي رغبته في المص ، إلا اذا كان يمص إبهامه فورا بعد الرضاعة ، أو يكثر من مصه فيما بين الرضاعات. ومعظم الأطفال من مصاصي الإبهام يبدؤون بالمص قبل بلوغهم الشهر الثالث من عمرهم.
ويذكر في هذا المجال ان كل الأطفال، على وجه التقريب، يأخذون في علك أصابعهم وايديهم عندما تبدأ مرحلة تسنينهم، يجب التمييز بين هذا العلك ، وبين مص الإبهام.والطفل الذي يتعود مص ابهامه يستمر بالطبع في مصها بالإضافة إلى علك أصابعه خلال مرحلة التسنين.
اذا حاول الطفل ان يبدأ في مص إبهامه أو أصابعه الأخرى أؤيده ، فمن الأفضل عدم محاولة منعه فورا بل ينبغي فتح المجال لمزيد من مص الثدي أو الزجاجة أو المصاصة. والطريقة الأكثر فعالية لمنع مص الإبهام هي الإكثار من استعمال المصاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى ، هذا اذا شاءت الام ذلك وهناك آمران آخران يجب أخذهما بعين الاعتبار ، وهما عدد الرضعات ، والوقت الذي تستغرقه كل رضعة.
@ متى يبقي الاهتمام بمص الإبهام؟
افضل وقت لأن يعار هذا الأمر الاهتمام هو عندما يبدأ الطفل عامه الأول ، لا بعد ان ينجح في هذه المحاولات. ذلك اذ الكثيرين من الأطفال لا سيطرة لهم على أذرعهم خلال الأشهر القليلة الأول. فنلاحظ الواحد من هؤلاء الأطفال يجاهد لرفع يديه فاتحا فمه بحثا عنهما. فإذا اسعفه الحظ والتقط إحدى يديه بفمه ،فانه يسارع إلى مصها بقوة ما دامت داخل فمه.
ومن الواضح ان طفلا كهذا، مثله مثل الطفل المتعود مص الإبهام، يحتاج إلى مزيد من المص من الثدي أو الزجاجة.
والأشهر الثلاثة الأولى هي الفترة التي يحتاج خلالها الطفل إلى أكبر قدر من المساعدة. لأن حاجته إلى المص حينئذ تكون في أوجها. وبعد انقضاء هذه الفترة تأخذ حاجته إلى المص شيئا فشيئا تتضاءل إلى ان تزول نهائياً لدى معظم الأطفال في الشهر السادس او السابع ، وليس الاستمرار في المص بعد الشهر السادس دليلاً على الحاجة إلى المص بقدر ما هو دليل على الحاجة إلى التسلية.
@ مص الإبهام لدى الطفل
الذي يرضع من الثدي :
يعتقد أن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه يكون احتمال استسلامه لمص إبهامه قليلا. والسبب في ذلك يعود على الأرجح إلى أن الأم تميل إلى أن تدع طفلها يرضع ما دام يرغب في ذلك. إنها لا تعلم إذا كان ثديها قد فرغ ام لا ، وتترك تقرير الأمر لمشيئة طفلها ، أما إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة فالأمر يتقرر فور فراغها. انه يتوقف عن المص لأن الطفل لا يرغب في مص الهواء أو لأن أمه ترفع الزجاجة عن فمه. والسؤال الأول إذاً، بالنسبة إلى طفل يرضع من الثدي ويحاول مص إبهامه ، هو هل يستمر في الرضاعة إذا سمح له بمزيد منها ؟ والجواب إذا كان يريد هو الاستمرار ، فدعيه يرضع لفترة 30دقيقة أو حتى 40إذا كان ذلك يناسبك ، ( إذا زادت الفترة على 40دقيقة يصبح الأمر هدرا للوقت ). فالطفل يرضع أكبر كمية من حليب الثدي خلال الدقاثق الخمس أو الست الأولى. واما ما تبقى من الوقت فإنه يشبع فيه حاجته إلى المص ، مدفوعاً الى ذلك بما يستدره من قطرات ضئيلة من الحليب. وبعبارة اخرى لا يستدر من الحليب خلال 35دقيقة اكثر بكثيرمما يستدر خلال 20دقيقة. ويختلف تصرف طفل يرضع من الثدي اختلافاً يثير الحيرة اذا سمح له بالرضاعة حسب مشيئته. فمرة يرضى بعشر دقاثق ، ومرة أخرى لا يرض
ى بأربعين. وهذا يوضح كم أن الرضاعة من الثدي يمكن تكييفها حسب حاجة كل طفل.
فإذا كان طفلك يرضع من ثدي واحد في كل مرة ، ولا يرغب في المزيد ، فليس هناك ما تستطيعين فعله لحثه على المزيد من الرضاعة. اما اذا كان يرضع من الثديين في كل مرة ، ثم يأخذ في مص إبهامه ، فهناك طريقتان يمكنك استعمالهما لحثه على المزيد من الرضاعة. حاولي أولا إرضاءه بثدي واحد في كل مرة ، على ان يطيل وقت رضاعته كما يشاء. فإذا كانت هذه الرضاعة لا تشبعه ، حاولي عل الأقل ان تطيلي رضاعته من الثد ي الأول إلى أقصى حد ممكن. فبدلاً من ان تلقميه الثدي الثاني بعد حوالى عشر دقاثق ،دعيه يستمر في رضاعة الاول عشرين دقيقه اذا شاء ، ثم القميه الثدي الثاني ليرضع منه كما يشتهي.
@ مص الإبهام لدى الطفل الذى يرضع من الز جاجة
يبدأ الطفل الذي يرضع من الزجاجة بمص إبهامه عندما يبدأ بافراغ زجاجته في غضون عشردقاثق بدلا من عشرين دقيقة. والسبب في ذلك هو أنه يزدادقوة بينما تتضاءل قوة الحلمات المطاطية. ان الزجاجة ذات السدادة البلاستيكية لها حلمة مزودة بفتحة خاصة في طرفها تسمح بدخول الهواء. ويمكنك إبطاء حركة السيلان من هذه الزجاجة بإحكام تثبيت السدادة. فهذا من شأنه ان يمنع تسرب الهواء جزئيا عن الزجاجة ويترك فيها فراغا اكبر. وبالإضافة إلى ذلك ، استعملي حلمات جديدة دون أن تغيري شيئا في ثقوبها واختبري اذا كان هذا التغييريطيل فترة الرضاعة. وبالطبع ، اذا كان ثقب الحلمة صغيرا جدا فقد يكف الطفل عن الرضاعة كليا. حاولي ان يظل ثقب الحلمة صغيرا إلى حد يسمح بالرضاعة لفترة تدوم 20دقيقة في أية حال ، وذلك خلال الأشهر الستة الأول على الأقل. وعندما نتكلم عن الدقائق هنا فإننا نعني الوقت الذى يقوم خلاله الطفل بالمص فعلا. والتوقف عن المص في منتصف الرضاعة ، من اجل اطالة الوقت ، لا يجدي نفعا.
@ لا تسرعي في انقاص عدد الرضعات اذا كان طفلك يمص إبهامه
ليس طول الوقت الذي تستغرقه كل رضعة وحده الذي يقرر ما اذا كان الطفل يشبع غريزته للمص بل كذلك عدد الرضعات التي يقوم بها خلال 24ساعة. لذلك ، اذا كان طفلك لا يزال يمص إبهامه رغم نجاحك في اطالة فترة كل رضاعة إلى أقصى حد ممكن ، فمن المستحسن ان لا تسرعي في انقاص عدد الرضعات. فمثلا ، اذا كان طفلك البالغ ثلاثة اشهرمن العمر يبدو مستعدا للاسترسال في النوم بدلآ من ان يستيقظ للرضاعة في الساعةالعاشرة مساء ، ولكنه يكثرمن مص إبهامه، فمن الأفضل ان تؤخري قطع هذه الوجبة لفترة تقرب من شهرين ، شرط اذ تكون لديه رغبة في الرضاعة عند ايقاظه.
@ تأثير المص في الأسنان
قد يستحوذ عليك الاضطراب بالنسبة لتأثيرمص الإبهام في فكي الطفل وأسنانه. وفي الواقع ، غالبآ ما يدفع مص الابهام بالاسنان الأمامية العليا إلى الأمام وبالأسنان السفلى إلى الوراء لدى الطفل. ويتوقف مدى تغير اوضاع هذه الأسنان على مقدار المص ، وكذلك على الشكل الذي يدخل به الطفل إبهامه إلى فمه.إلاغ أن أطباء الأسنان يقولون إنه ليس لهذا الأمر أي تأثيرعلى الأسنان الدائمة ، التي لا تنبت قبل أن يبلغ الطفل 6سنوات من العمرعلى وجه التقريب. وبعبارة اخرى ، اذا كف الطفل عن مص ابهامه قبل أن يبلغ هذا العمر ( وهذا ما يحدث في معظم الحالات ) فلا يحتمل ان يلحق المص السابق أي ضرر بالأسنان الدائمة.
وسواء كان مص الإبهام يؤثر في وضع الأسنان او لا ، فأنت تفضلين بالطبع ان يكف طفلك عن المص في أقصر وقت ممكن. وان المقترحات التي سبق ذكرها يمكن أن تضع حداً لمص الإبهام خلال أقصروقت .
@ حول استعمال الموانع
قد تتساءلين عما اذا كان لف ذراعي طفلك برباط او وضع يديه في قفازات معدنية من شأنه أن يمنعه من مص ابهامه. ان اللجوء الى هذه الوسيلة قد يثير في نفس الطفل شعوراً شديداً بالاحباط ، وهذا امر غير مستحسن من الناحية النظرية ، بالإضافة إلى أنه لا يسفر عن فائدة ملحوظة في حالة الطفل الذي يكثر من المص. لقد سمعنا كثيرا بقصص الأمهات اللواتي لا يكتفين بوضع جبيرة في مرافق أطفالهن او قفازات معدنية او طلاء كريه الرائحة في ايديهم خلال فترات تمتد اياما بل يتمادين في تطبيق ذلك طوال أشهركاملة ، ومع ذلك فما ان ترفعن هذه الموانع عن اذرع اطفالهن وأيديهم حتى يعود الابهام إلى الفم. إلا أن هناك حالات نجح فيها استعمال الموانع. وفي الواقع كان المص في معظم هذه الحالات طفيفاً. فهناك أطفال كثيرون يمصون إبهامهم بعض الشيء بين الحين والاخر. وهؤلاء يتخلون عن المص بسرعة ، سواء استعملت الموانع معهم او لم تستعمل. ويتوقع ان استعمال الموانع في حالة طفل مولع بالمص لا يؤدي إلا إلى زيادة ولع هذا الطفل بالمص.
ليس هناك ما يدعو إلى القلق اذا استمر الطفل فى مص إبهامه بعد بلوغه ستة أشهر او سنة من العمر. وليس عليك بذل أي مجهود تجاه هذا الأمر اذا كان طفلك فرحا مرحاً ويمص ابهامه عند النوم اولا وفي فترات متفرقة أثناء النهار. وبكلمة اخرى ، ليس مص الإبهام دليلاً على التعاسة او سوء التكيف او قلة التعاطف. فمعظم الاطفال ممن يمصون ابهامهم هم فى الواقع اطفال سعداء جدا ( ويجدر بنا هنا أن نذكر ان الأطفال المحرومين فعلا من المحبة لا يمصون إبهامهم ). هذا من جهة ومن جهة اخرى اذا كان طفلك يكثرمن المص بدلا من ان يتلهى باللعب اسألي نفسك عما تستطيعين عمله كي تبعديه عن حاجته إلى المص. فقد يكون ضجرا لأنه لا يختلط بأطفال آخرين، او لأنه يفتقر الى العاب يتلهى بها أو ربما لأنه مرغم على الجلوس في عربته ساعات طويلة.وقد يدخل طفل يبلغ سنة ونصف السنة من العمر في صراع مع امه طيلة النهار ، اذا استمرت في منعه عن القيام بأعمال يحبها بدلا من تحويل اهتمامه الى ألعاب مسموح بها. وهناك من الأطفال من يتسنى له الاختلاط باطفال آخرين والعمل بحرية في المنزل إلا أنه شديد الحياء ويقف جانبا يراقب بدلا من أن يشارك في النشاط الدائر ..
د. فهد الحربي ( استشاري اطفال )
منقول
المفضلات