للشاعر : محمد إسماعيل عبدالصمد
على أسوار غرناطة
وقفنا نرقب الأعداءْ
وقفنا نذكرُ الماضي
و مر الصبحُ في استحياءْ
و غطت أرضنا الظلمات
و ليلٌ جاءْ
أحاط الزهر و الأشجار
أحاط منازل الفقراءْ
أحاط الأرض و الطرقاتْ
و حتى القصر يا حمراءْ
و مر الليل دون عناءْ
و صبحٌ جاءْ
و لكن دون أنوارٍ
و أنى ندرك الأضواءْ
هُزِمنا
هُزِمنا قبل أن يأتي أعادينا
و أرضُ السحرِ و الذكرى أضعناها بأيدينا
هُزمنا حين أنهكَنا ... تنازُعنا
و سرنا خلف لذاتٍ و أعيتنا مطامعنا
تفرقنا فأغرْقنا أمانينا
و أحرقنا أيادينا بأيدينا
فصرنا عاجزين الآن
فحان الوقت أن نجني ثمارَ الفرقةِ الحمقاءْ
و ليلٌ جاءْ
أحاط الزهر و الأشجار
أحاط منازل الفقراء
أحاط الأرض و الطرقات
و حتى القصر يا حمراء
و مر الليل دون عناء
و صبحٌ جاء
و لكن دون أنوارٍ
و أنى ندرك الأضواء
ذكرنا اليوم مُرسيَة فلنسيَة
طليطلةٌ ، و قرطبةُ
وإشبيلية الشماءْ
غدت في قبضة الأعداء
و لم يتبق للذكرى سوى الأسماء
على أسوار غرناطة
سمعنا صوت خيلهم
فدب الخوف في الأوصال
و وسط الصمت صوت قال
نقول سلام
و نلقي ما بأيدينا لنحمي النسل و الأرحام
نحاورهم ..نفاوضهم .. نهادنهم
و رد البعض هل نرضى بهذا الذل و الإحجام !!؟
أبعد العز قد هنّا لنحني الرأس كالأنعام
و ها قد مرت الأيام
وحل ظلام
و حان أوان الاستسلام
و حان هوان الاستسلام
و قد قالوا نؤمّنكم و نحميكم و نرضيكم
و نبقي عزكم فيكم
و قد قالوا و ما فعلوا
و ضاعت أرضنا الشماء
و قد عصفت بها الأنواء
على أسوار غرناطة
المفضلات