النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الكلمة وأثرها

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,687
    المشاركات
    1,687

    الكلمة وأثرها



    الْكَلِمَةُ وأثرُها

    الخطبة الأولى


    الْحَمْدُ لِلَّهِ القائلُ:] أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[ ، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، عدد ما كانَ وما يكونُ ، وما تسرونَ وما تعلنونَ ، وأَشهدُ أنَّ نبينا محمداً عَبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ وخليله ، وخيرته مِنْ خلقِهِ ، وأمينُه على وحيِه ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى نبينا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

    أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ : فأُوصيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ ، قَالَ تعالَى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[

    أيهَا المسلمونَ: لقَدْ خلق الله عز وجل الكلام وجعلَ الكلمةَ مرتقا للإحساس ، ورسولاً بينَ الناسِ ، تصِلُ مَا بينَهُمْ ، وترجمانًا تُظهِرُ مشاعرَهُمْ ، ودليلاً علَى نواياهُمْ ، ومما امتَنَّ اللهُ تعالَى علَى عبادِهِ أن خَلْقَ اللسانَ ، إذ هُوَ مُظْهِرُ الكلمةِ وعلامةُ الهدايةِ قالَ سبحانَهُ وتعالى :] أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ[ جعلَ اللهُ سبحانَهُ لصاحِبِ الكلامِ عظيمَ الثوابِ أَوْ أليمَ العقابِ بقدْرِ مَا يَترتَّبُ علَى كلامِهِ مِنْ منافِعَ أَوْ مضارَّ ومِنْ خيرٍ أَوْ شرٍّ، وأَمَرَ المسلمَ أَنْ لاَ يستهينَ بلسانِهِ فيطلقَهُ ويتكلَّمَ مِنْ غيرِ بينةٍ ولاَ تدبُّرٍ ولاَ إدراكٍ للعواقبِ، قالَ تعالَى:] مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ وقدَ مدَحَ اللهُ تباركَ وتعالَى المؤمنينَ الذينَ يبتعدونَ عَنْ فُضولِ الكلامِ وعَنِ اللغْوِ فقالَ سبحانهُ وتعالى :] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ[ فالشهادتانِ كلام يقولُه الإنسانُ فيدخلُ بِه فِي الإسلامِ، وذِكْرُ اللهِ وتسبيحُهُ وإلقاءُ السلامِ والإصلاح بين الناس ، والكلامُ الطيبُ والقولُ الحسَنُ كلُّ ذلكَ كلامٌ يتلفَّظُ بِهَ اللسانُ ، كلُّ ذلكَ كلماتٌ لَهَا وَقْعُهَا وتأثيرُهَا.

    عبادَ اللهِ: لقَدْ حذَّرَ الإسلامُ مِنَ الآثارِ السيئةِ للكلامِ الذِي لاَ طائلَ مِنْ ورائِهِ ومِنَ التحدُّثِ فِي أُمورٍ لاَ تُهمُّ قائلَهَا، وأَنَّ ذلكَ قَدْ يُوهِنُ الجسمَ ويُتعِبُ الفِكْرَ، قالَ مالكُ بنُ دينارٍ : ( إذَا رأيْتَ قساوةً فِي قلبِكَ ، وضعفاً فِي بدنِكَ ، وحِرماناً فِي رزقِكَ ، فاعْلَمْ أنَّكَ قَدْ تكلَّمْتَ فيمَا لاَ يعنِيكَ ) وهذَا يتوافَقُ معَ العلمِ الذِي أثبَتَ أنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ نفْعٍ واللغوَ فِي الحديثِ يستلزِمُ جُهدًا يُؤثِّرُ سلبًا علَى طاقةِ الجسمِ وقدراتِهِ وفكْرِهِ

    أيهَا المؤمنونَ: مِنْ أجلِ ذلكَ تزدادُ المسؤوليةُ علَى اللسانِ وعلِى الكلامِ عندَمَا يتعدَّى أمرُهُمَا إلَى الإضرارِ بالآخرينَ أوِ بالإساءةِ للناس ، إمَّا بالنميمةِ أَوْ بالغيبةِ ، أَوْ بافتراءِ الكذبِ ، فبكلمةٍ يقولُهَا الرجلُ يهدِمُ أُسرةً مترابطةً وعائلةً متماسكةً ، فالطلاقُ أيها المسلمون كلمةٌ ، كلمة تتشتت بها الأسرة ، ويتشرد الأطفال ، وتتمزق اللحمة ، وبالكلمة التي لاَ يُبالِي بِهَا صاحبُهَا قَدْ تسوءُ العلاقاتُ بينَ الأصدقاءِ والأحبَّةِ والشركاءِ ، ونحنُ نعلمُ أنَّ الزواجَ والطلاقَ والبيعَ والشراءَ والعقودَ كلَّهَا كلمات ، والكلام كلُّهُ محسوبٌ علَى قائلِهِ ومُسَجَّلٌ عليهِ ومُؤَاخَذٌ بهِ كمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضيَ اللهُ عنهُ عندَمَا سأَلَهُ: وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ r:«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ- أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» الترمذي

    أيها المسلمون : إنَّ أعضاءَ الإنسانِ كلَّهَا تتأثَّرُ بِمَا يصدرُ عَنِ اللسانِ مِنْ كلامٍ، فتناشدُهُ فِي كلِّ يومٍ كمَا قالَ النَّبيُّ r:« إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ وَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» ابو داوود

    عبادَ اللهِ: لقَدْ أوجَدَ اللهُ سبحانَهُ هذَا الكونَ العظيمَ بمشيئتِهِ بواسطةِ كلمةٍ، قالَ عزَّ وجلَّ:] إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ[ فالبناءُ والمحبةُ والألفة ، مفتاحُهَا كلمةٌ بِهَا يرتفِعُ قائلُهَا ويعلُو مقامُهُ عندَ اللهِ وعندَ الناسِ، والخرابُ والدمارُ والخصامُ والفرقةُ تكونُ أيضًا بكلمةٍ ، بِهَا تسقُطُ مكانةُ قائلِهَا عندَ اللهِ وعندَ الناسِ، قَالَ النَّبِيُّ r:« إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ» البخاري فالكلمةُ مسؤوليةٌ كبيرةٌ تُوجِبُ علَى كُلِّ ناطقٍ ومتكلمٍ أَنْ يتفَكَّرَ ويَعِيَ أبعادَ مَا يقولُ ويتكلَّمُ بهِ ، وخاصةً أولئكَ الذينَ يتكلمونَ باسمِ الدينِ ، أو باسمِ المجتمعاتِ ، أو باسمِ المفاهيمِ ، أو أولائكَ المتكلمونَ من خلالِ قنواتِ الإعلامِ ، سواءً المرئيةُ أوالمسموعةُ أو المقروءةُ ، أو في الإنترنتِ ، وخصوصاً مَنْ تتحوَّلُ كلماتُهُمْ إلَى أفكارٍ تُنْشَرُ وتُعْلَنُ، أَوْ كلماتٍ تتعلَّقُ بِهَا مصالِحُ المجتمعِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» البخاري اللهمَّ اجعلْنَا ممنْ يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ،

    نفعَنِي اللهُ وإياكُمْ بالقرآنِ العظيمِ وبِسنةِ نبيهِ الكريمِ r

    أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ.

    الخُطْبَةُ الثَّانيةُ

    الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

    أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التَّقوى, واعلمُوا أنَّ اللسانَ الذِي يُطلقُهُ البعضُ لإِظهارِ سوءاتِ الناسِ وعوراتِهِمْ قَدْ يستخدِمُهُ الآخرونَ أيضًا للإساءةِ إليهِمْ وإظهارِ مَا خفِيَ مِنْ أسرارِهِمْ،

    لِسَانَكَ لاَ تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ

    فَكُلُّكَ عَوَرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسِنُ

    فعَلَى المسلمِ أَنْ يُشْغِلَ لسانَهُ بِمَا فيهِ الخيرُ والنفعُ والفائدةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ » البخاري . وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ:« أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ»الترمذي

    عبادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ وقالَ رسولُ اللهِ r:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»



    الملفات المرفقة


  2. #2
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    بارك الله فيك شيخنا الفاضل


    ونفع بعلمك










  3. #3


    نسأل الله لك التوفيق

    وجزاك الله الف خير شيخنا الفاضل



    حفظك الله




    شاقني شوف الحصان اليعربي
    لنه اجمل خيل من بد الخيول
    مايقارن به مهجن واجنبي
    ياحلو خيل الصحابه والرسول

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الكلمة الطيبة صدقة }
    بواسطة أهداااب في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-11-2010, 01:49
  2. لصوص الكلمة
    بواسطة شام في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 20-09-2007, 23:52
  3. من أسرار الصلاة وأثرها على استقرار الدماغ
    بواسطة دعاء الخليج في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-02-2006, 15:47
  4. الكلمة الضائعة !!
    بواسطة الجازي في المنتدى كـــلام نواعــــم
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 26-12-2005, 03:31
  5. القهوة وأثرها في حياة البدو الأجتماعية
    بواسطة المتوكل في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-07-2003, 08:21

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته