همس صوتك إلى الأعماق سرى،
وصدى مشاعرك في الوجدان استقر،
ونظرات عينيك الساحرتين أمامي صارت طيف خيال في كل حين،
فلازمت الطيف لعلي بالطيف أملأ النفس والبصر بسحر جمالك.
عَمُرَ المكان جمالاً حين جلست فيه،
وازدان هدوءاً من هدوء تبسمك،
وتسابقت نظرات نحوك لتروي الوجدان من عطش،
ففيك عيون ذات حَوَر هي للقلب نبضه،
ومنك حديث عذب سلسبيل هو للروح غذاؤها،
وبين أضلعك وجدان دافئ هو لوجداني أنيس،
وصدر فيك إثنَاه تعادَلا، والتعادل فيهما عدل وإنصاف مثقالاً بمثقال،
وشعر أخذ من الحرير نعومة ملمسه،
ومن الليل طوله وسواده.
نشدت القمر فيك جماله،
ونشدت الشمس فيها بياض وجنتيك،
أجابني القمر إني من جمالها خجول،
وأبدت الشمس منك حياء في نُصع بياضها.
بوركتِ حسناءَ الشباب ذات حسن ساحر على خديك أخاذ،
وبورك من خالق صنع وأوجب علينا القول أن لا إله إلا هو الخالق المبدع المنشئ المصور،
خلق فأتقن،
وصنع فأبدع،
وكساك جمالاً فأكمل.
أبيتِ عيباً في الخليقة،
كما أبى القصورُ أن يلحق بخلقك، وأبيت نقصاً في كمال حسنك،
كما أبيت أن تلحقي بمن حولك غرورا أو استحقارا.
خُلقٌ في خليقتك وجب الشكر لله عليهما،
ربي وربك الذي جعل فيك ملك الجمال بالروح،
وآخر في الجسد بحسنك المتفرد.
صرع الفؤاد فيَّ منك سحر،
وأزاغ البصر مني فيك جمال،
ورمى القدر قلباً فيَّ صريعاً من شدة سحر نظراتك،
ورمى القدر عجباً مدهشاً في أعماقي من شدة رهافة حسك ومشاعرك.
رضيع أبصر الحسن فيك فتبسم،
وأعمى سمع الصوت منك فميز،
ومؤمناً رأى الجمال فوحد الله وأثنى عليه الشكر والحمد.
هل تعلمين أني حين أراك،
أشعر أن روحاً تضاف إلى روحي لتقوى،
وأن أجلاً يضاف إلى أجلي ليطول، وأن أملاً يضاف إلى أملي ليعظم،
وأن أنفاساً تضاف إلى أنفاسي لتتعاظم،
فأنطلق في الحياة منشرح الصدر مسرورا.
جلال الله قسمي وعزته، وأزيد قسماً بالله العظيم على القسم،
لو كان بمقدوري أن أسكن القمر لفعلت، حتى أراك حين تخرجين وحين تدخلين،
وحين تذهبين وحين تعودين.
نهروا الفتى عبثاً حباً،
وما علموا أن الفتى فيك متيم ومنك مخبول،
سويعات يسعد فيها الفتى منك هي قليلة،
وساعات يشقى فيها الفتى منك هي كثيرة.
رجوت زواجاً منك وازدواجاً بروح،
لكن أسباباً أوحت إليَّ بأن الزواج منك عصيٌّ،
فيا ويح قلبي يا أميرة الحسان أنتِ.
المصدر: جريده الرايه القطريه
بقلم خليفه عيد بن صلهام الكبيسي
المفضلات