الكيل بمكيالين هو أكثر ما يثير الغضب في التعامل ، وعدم وجود ثوابت في التعامل مع الآخرين سواء كانوا محقين أم مخطئين هو أكثر ما يسهم في عدم تقبل القانون ابتداء ، وزارة الداخلية جرت على هذا المنوال منذ أمد فتعاملها القاسي لـ "حدّ الدعسة" مع البعض يناقض تماما تعاملها الناعم جدا مع البعض الآخر ، فقبل أيام وفي ساحة الإرادة سمعنا بهتافات "تسسقط الحكومة" و "يسقط ناصر المحمد" و "يسقط الفساد" و "يسقط الديكتاتور" وتوزيع البطيخ استهزاء بـ "ديرة البطيخ" ومع كل هذا كان التعامل من نوعية " شنو اللي تبونه؟" وشنو ناقصكم" وهكذا ..!!
أمسِ تكررت الحادثة ولكن مع الفارق هذه المرّة فالمتظاهرون يهتفون بـ "الله ... الوطن ... الأمير" و "عاش الأمير" و"تحيا الكويت" و "واصباحاه" ويرددون السلام الوطني ، ومع كل هذا كان التعامل السريع والقاسي بالقنابل المسيلة للدموع والمطاعات والعصي والمطاردة بين البيوت وفي الشوارع والأزقة فلم تسلم أعينهم من الدخان ولا ظهورهم من الضرب بالمطاعات تارة وبالرصاص المطاطي تارة أخرى .
إنه لأمر يثير الاستغراب والعجب في آن واحد فلماذا لا يكون التعامل بالمثل على الأقل ولماذا لا تحترم صور الأمير المرفوعة وأعلام دولة الكويت المحمولة ؟!
يجب على وزارة الداخلية أن تتحلى بالعدل والحكمة معا وتعلم أن للجميع حق التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم دون مخالفة القانون وأن تعي بأن التعامل القوي لن يولد إلا مزيد حقد واصرار على الخروج مرات ومرات ... وللعقلاء أجمل تحية .
المفضلات