مساء الخير
استحوذت الصحة الرقمية على إهتمام قطاع كبير من المختصين في السنوات الأخيرة نظرا لما تقدمه من سبل جديدة تساهم في تحسين التواصل بين الأطباء والمرضي وفي التقليل من تكلفة الرعاية الصحية الحديثة.
الطب الرقمي يساهم في تحسين التواصل بين الأطباء والمرضي وفي التقليل من تكلفة الرعاية الصحية الحديثة
على هامش معرض "سيبت" لتقنية الحاسوب استقطب معرض الصحة الرقمية عدداً كبيراً من المختصين والزوار المهتمين بالتقنيات الطبية الحديثة. وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الصحة وسياسة المستهلك، جون دالي، خلال افتتاحه لهذا المعرض الخاص يوم الثلاثاء الماضي على أهمية تقنية الحاسوب للطب الحديث بقوله: "أنا موجود هنا لأقف بنفسي على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في المجال الصحي، فأنا على ثقة أن النظام الصحي القائم على تكنولوجيا المعلومات سيشكل الركيزة الأساسية لتطور أوروبا في المستقبل".
ضرورة دعم الطب الرقمي
ويحاول جون دالي دفع حكومات الاتحاد الاوروبي إلى دعم التوجه إلى الطب الرقمي، وذلك في سبيل توفير الوقت وخفض التكاليف من جهة، وزيادة فرص المرضى بالاستفادة من الخبرات الطيبة بشكل كبير من جهة ثانية .
يحاول جون دالي دفع حكومات الاتحاد الاوروبي إلى دعم التوجه إلى الطب الرقمي
ويوضح مارتن يتر، مدير شركة آي بي إم في ألمانيا، دور شركات التكنولوجية العالمية في المجال الصحي بقوله: "نحاول تقديم حلول في مختلف أنحاء العالم، فنحن نعمل مع شركات أخرى في أبحاث تحديد تسلسل الحمض المنوي، وذلك من أجل تسهيل الحصول عليها وبالتالي تطوير التشخيص الطبي خلال السنوات القليلة القادمة. ومن جهة أخرى قمنا بتطوير أجهزة قادرة على تخزين كميات هائلة من المعلومات في القطاع الصحي، وتزويدها ببرامج تحليلية ذات كفاءة عالية. نحن نساهم بذلك بشكل أساسي في إطالة عمر الإنسان مع الحفاظ على صحته".
بروز الشركات المتخصصة في المجال الصحي
ومع غياب الشركات الكبرى عن معرض الطب الرقمي، برزت أسماء الشركات المتخصصة في المجال الصحي، ومنها شركة "كومبو غروب ميديكال" الألمانية، التي رفعت شعار أتمتة النظام الصحي بجميع مكوناته. وحول هذا التطور يقول توماس فانكا، ممثل الشركة في المعرض:"محور اهتمامنا الرئيسي هو توفير المعلومات المناسبة في المكان والزمان المناسبين، لجميع عناصر القطاع الصحي، من أطباء ومرضى وغيرهم. هذا هو هدفنا الأساسي".
وتًعد "كومبو غروب ميديكال" من الشركات الرائدة في القطاع الصحي، فقد تجاوز حجم استثماراتها العام الماضي 300 مليون يورو، وبلغ عدد موظفيها حوالي 3300، كما يستفيد من برامجها أكثر من 3800 عيادة طبية حول العالم.
مشروع "الملف الطبي الشخصي"
تقنية الحاسوب تنبئ بمستقبل واعد للطب الرقمي
كما شكل المعرض فرصة للشركة لتقديم مشروع "الملف الطبي الشخصي"، الذي من شأنه تحسين عملية العلاج الطبية، بالإضافة إلى ربط المرضى والمهتمين بالصحة بشكل فعال بالعملية العلاجية والصحية عموما. وبالرغم من تحفظ الكثيرين على نشر بياناتهم الشخصية على الإنترنت، إلا أن مندوب الشركة، توماس فانكا، أعرب عن تفاؤله بالمشروع قائلا:
"نحن نعتقد أن عددا كبيرا من الناس المهتمين بالصحة متحمس كثيرا لهكذا مشروع. هناك إحصائيات تبين نسبة مستخدمي الإنترنت في ألمانيا، ممن يستعلمون بشكل منتظم حول مواضيع صحية في شبكة الإنترنت. فمثلا يبلغ عدد الاستعلامات حول موضوع أمراض الظهر وأوجاعه وطرق علاجها، أكثر من 16 مليون شهريا".
إلا أن اهتمام عامة الناس بالمواضيع الطبية في الإنترنت لا يعني إطلاقا استعدادهم للسماح بنشر بياناتهم الشخصية على الشبكة. ولهذا يؤكد فانكا على أن شركته تولي مسألة حماية وأمن البيانات الشخصية أهمية قصوى، لذلك قامت المؤسسة الألمانية للرقابة التقنية ( توف) بتفحص تشفير المعلومات. فالمريض نفسه سيكون مسؤولا عن ملفه الصحي، وهو الوحيد القادر على منح تفويض للسماح باستخدام بياناته الشخصية.
المفضلات