لما خُلع " المعتمد بن عباد " عن ملكه ، وسقطت مملكته بيد المرابطين ، سيق ذليلاً مهيناً مع زوجته وبناته من الأندلس إلى المغرب ، حيث فُرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة يقال لها " أغمات ". ، حيث لا قصور ، ولا ضياع ، بل بيت صغير متواضع .
وقد كتب قصيدة يصور فيها حاله لمن أراد أن يتعظ ، فقال :
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا = فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا
تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً = يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميرا
بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً = أَبصارُهُنَّ حَسيراتٍ مَكاسيرا
يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ = كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا
قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلاً = فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
مَن باتَ بَعدَكَ في مُلكٍ يُسرُّ بِهِ = فَإِنَّما باتَ بِالأَحلامِ مَغرورا
المفضلات