شاعرنا هو : صالح بن عبد القدوس من شعراء الدولة العباسية عاصر الخليفتين المهدي والرشيد
شعره جيد وله أبيات في الحكمة والزهد في الدنيا ومحاسبة النفس ، وقد ذكره الثعالبي في كتابه " لباب الآداب " وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال " ..
مات لصالح بن عبدالقدوس _وكان من المعتزلة_غلام فمضى إلية أبو الهذيل ، ومعة النظّام وهو غلام حدث ، فرآه حزيناً !!
فقال له :لا أعرف لجزعك وجهاً ، إلا إذا كان الإنسان عندك كالزرع حصاده في وقت معين .!؟
فقال إنما اجزع لأنه لم يقرأ كتاب "الشكوك"
قل أبو الهذيل : وما كتاب الشكوك؟؟
قال كتاب وضعتة من قرأه شك فيما كان حتى يتوهّم فيما كان انه لم يكن وفيما لم يكن حتى يظن انه كان .!!؟
قال النظّام : فشكّ أنت في موت ابنك ، واعمل على أنه لم يمت ، وإن كان قد مات . وشكّ أنه قد قرأ ذلك الكتاب ، وإن كان لم يقرأه.؟
كما ترون، لمَّا كان كتاب الشُّكُوك - لصالح بن عبد القدوس – يجعل الذي يقرأه يشك في الأشياء التي حدثت في الماضي، حتى يتوهم – القارئ – أنها لم تحدث، وكذلك يشك في الأشياء المستقبلية التي لم تحدث بعدُ، حتى يتوهم – القارئ - أنها حَدَثَت، ولمَّا كان الشك يبلغ من الإنسان هذا المبلغ، فقد كان عليه أنْ يشك في موت ابنه، حتى يتوهم أنَّه لم يمُتْ، رغم أنَّه مات، وكذلك أنْ يشك في أنَّ ابنه قد قرأ كتاب الشُّكُوك، وإنْ كان لم يقرأه..!!
يقول في قصيدهـ له اتمنى تعجبكم :-
[poem=font="Microsoft Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
المرء يجمع و الزمان يفرق =ويظل يرقع و الخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خير له = من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا = إن الصديق علي الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما = يبدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم = من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجول بكل واد قلبه = فيري ويعرف ما يقول فينطق
وإن امرؤ لسعته أفعي مرة = تركته - حين يجر حبل - يفرق
ما الناس إلا عاملان ، فعامل = قد مات من عطش . وأخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما = بالجد يرزق منهم من يرزق
لكنه فضل المليك عليهم = هذا عليه موسع ومضيق
لو سار ألف مدجج في حاجة = لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق = وإذا يسافر فالترفق أرفق[/poem]
المفضلات