الإنفصال بالمشاعر... يحول الزواج إلى وظيفة !!
****
ليس كل رجل و امرأة يعيشان تحت سقف واحد قريبين من بعضهما بعضاً , فالمسافة في معيار الحب والألفة لاتقاس بالأمتار ,
وإنما بالإحساس , وكثيراً ما يعيش أزواج في مساحات ضيقة تحدها
الجدران من كل صوب ,
ولكن مشاعرهم تغدو أشد صلابة من الأسمنت ,
فيشعران بأنهما في عالمين تفصلهما هوة سحيقة ,
أو بأنهما مغناطيسان إلتقيا من حيث يجب أن يتنافرا .
حينئذ تصبح الحياة الزوجية أشبه بالوظيفة ,
بل بالعمل الذي يمقته صاحبه ولا يقوم به إلا بحكم الضرورة والواجب ,
ويتمنى في قرارة نفسه لو أن المحيط الأجتماعي كان أكثر تسامحاً ,
لكان رفع راية " كفاية " وانصرف .
*****
تلك هي أعراض الانفصال الوجداني
الإنفصال الذي يتم على مستوى المشاعر , بينما يبقى طرفاه على مستوى الظاهر مترابطين , بل ربما يحسدهما الآخرون على ما هما عليه من وئام .
*****
إن ما يجري هو طلاق صامت وغير معلن ,
وتقول اختصاصية اجتماعية إن هذا النوع من الطلاق غير المعلن أسوأ من الطلاق المعروف بابغض الحلال ,
ففي النوع المعلن يتجرع الزوجان أو أحدهما سم ّ اللحظة ,
ولكنه بعد حين يتعافى ويستعيد أمله في الحياة ,
أما الانفصال غير المعلن , فهو أشبه بدفن الحي .
*****
وليست هذه , -لا سمح الله- دعوة للطلاق وإنما هي دعوة إلى وضع النقاط على الحروف
فالجمر الذي تحت الرماد سينكشف عند هبوب أول نسمة ريح ,
وقد يسبب حريقاً يخرج عن السيطرة إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب .
***
م/ن
.
المفضلات