الحمدُ للهِ الذي أحكمَ ، بحكمتِهِ ، ما فطرَ وما بنى وقربَّ من خلقِهِ برحمتِهِ ، من تقربَ ودنا ، ورضيَبالشكرِ من بريتِهِ ، لنعمِهِ ثمناً ، أمرَنا بخدمتِهِ لا لحاجتِهِ ، بل لنا ،يغفرُ الخطايا ، لمن أساءَ وجنا ، أحمدُهُ مُسِراً للحمدِ ومُعلِناً ، وأشهدُ أن لاإله إلاَّ هو، يجزلُ العطايا لمن كان محسِناً ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ،إمامَ الهدى ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأمناءِ ، وسلَّم تسليماًكثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَاوَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْيُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد : أيهاالأحبةُ في اللهِ: يقولُ المولى جلَّ وعلا : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ)يقولُ بن مسعودٍ [رضي الله عنه] إذا سمعت الله يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فارْعِها سَمْعَك، فإنه خَيْرٌ يأمر به، أو شَرٌ ينهى عنه. وفي هذه الآيةِ الكريمه ، يبيَّنُ لنا جلَّ ذكرهُ ، تحريمَ الخمرِ , ويُبيَّنُ لنا جلَّ في عُلاه ، أَنَّها من عملِ الشيطانِ ، وأعمالُ الشيطانِ ، كُلُّها خُسرانٌ وشقاءٌ ، ويُبيَّنُ لنا أَنَّ الشيطانَ يُريدُ منَّا بتعاطِيها ، أن يوقعَ بيننا العداوةَ والبغضاءَ ، وأن يَصُدَّنا بِها عن ذكرِ اللهِ ، الذي هو حياةُ القلوبِ وطهارتُها وطُمأنينَتُها (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ويريدُ الشيطانُ أيضاً ، أن يصدَّنا بها عن الصلاةِ التي هي قِوامُ الدِّينِ ، والتي هي صِلةٌ بينَ العبدِ وربِّهِ ، فالشيطانُ ، يريدُ أن يقطعَ هذه الصلةَ ، والخمرُ هو مَا خَامرَ العقلَ ، أي غَطَى العقل ، من أي نوعٍ ، ومن أي صنفٍ من أصنافِ الأشربةِ ، وإنْ سَمّوها بغيرِ اسمِها ، فإنَّ كلَّ مَا أسكَرَ ، وذهبَ بالعقلِ ، فَهُو حرامٌ ، حرَّمَهُ اللهُ Y ،كما سمعتم في الآيةِ المتَقَدِمةِ ، وحرمَهُ رسولُهُ e بقولِهِ {كلُ مُسكرٍ حرامٌ } وجاءَ َفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ { رَجُلًا مِنْ الْيَمَنِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ فَقَالَ النبيُّ e : أَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .فَقَالَ عليه الصلاةُ والسلامُ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ ؛ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ } ولذا انذرَ عليه الصلاةُ والسلامُ ، وحذرَ أشدَ التحذيرِ منها ، وقالَ بأبي هُوَ أُمي كما في البخاري { مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِى الدُّنْيَا ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا ، حُرِمَهَا فِى الآخِرَةِ } وفي سُنن النسائي وصححه الألباني رحمهما الله ، عن مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهُما قَالَ { مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَلَمْ يَنْتَشِ (أي لم يَسكُر) لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ مَا دَامَ فِي جَوْفِهِ أَوْ عُرُوقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ ،وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا ،وَإِنْ انْتَشَى( أي سكر) لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا} و{لعنَ رسولُ اللهِ e في الخمرِ عَشَرةً ، عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِىَ لَهَا وَالْمُشْتَرَاةَ لَهُ }كلُّ هؤلاءِ ملعونون على لسانِ محمدٍ e وقال عليه الصلاةُ والسلامُ { لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ } وقد ذُكرَ للخمرِ مضارٌ كثيرةٌ ، منها أنه يُفسدُ الْمَعِدةَ ، ويُغيِّرُ الخلقةَ ، فَيَمتدُّ البطنُ ، ولو كان الجسمُ نحيلاً ، وتجحظُ العيونُ ، ويُحدِثُ السلَّ الرِّئويَ ، وتتقرحُ الأمعاءُ ، ويُضعِفُ النَّسلَ ، أو يَقطَعُهُ بالكليةِ ، هذه مضارُهُ في الدنيا ، ناهيكَ عما ينتظرُهُ في الآخرةِ ، حتى جاءَ في مسندِ الإمام أحمد من حديثِ ، أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ e قالَ{ إِذَا سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ} فيا أيُّها العُقلاء ، اللهُ عزَّ وجلَّ كرَّمَ هذا الإنسانَ ، على غيرِهِ من المخلوقاتِ كما قال تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ومما كرَّمَ اللهُ به هذا الإنسانَ ، العقلَ الذي يمتازُ به عن الحيوانِ ، ويُمَيّزُ به بين الخيرِ والشرِ ، والضارِ والنافعِ ، فكيف يرضى ، من وهبَهُ اللهُ نعمةَ العقلِ ، أن يُنزلَ نفسَهُ منزلةَ المجانينَ ، والحيواناتِ التي لا تعقلُ ؟ ولقد ذمَّ اللهُ الذين لا يعقلون ، وجعلَهم في مرتبةٍ اقلَّ من مرتبةِ البهائِمِ ،فقالَ سُبحانَه ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) إن كثيراً من العربِ ، في جاهليتِهم ، حرمُّوا الخمرَ على أنفسِهِم ، قبلَ تحريمِ القرءانِ ، خوفاً من أن يَصدُرَ منهم بسببِ شُربِها ما يشينُهُم ، أو يقدحَ في مُروءتِهم ، أو يُسقطَ من قدرِهِم ، فالشرعُ يُحرِّمُها ، والمروءةُ تنفرُ منها ، والعقلُ يحاربُها ، فكيف يتعاطاها مسلمٌ ، عاقلٌ ذو مُروءةٍ ؟ وكيف يَسعى رجلٌ لبيبٌ في جُنونِهِ ؟ وقد نهى اللهُ عن تعاطي ، ما يُخلُ بالعقلِ ، وَرَتَّبَ على ذلك حَداً رَادِعاً ، وعقوبةً زاجرةً ، لأن فاقدَ العقلِ ، يُسيءُ إلى نفسِهِ ، وإلى مجتمعِهِ فقد يُوقِعُ نفسَه في الهلاكِ ، والفسادِ الْخُلقي ، ويتعدى على غيرِهِ بما يضرُهُ ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، وانتهوا عما نهاكم عنه مولاكُم ،بقولِهِ سُبحانه ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون
الحمد لله على إحسانه ،والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيمالشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آلهوأصحابه وسلم تسليما كثيرا .أمَّا بعدُ:أيُّها الأحبةُ في الله يَقُولُ عُثْمَانُ بْنَ عَفَّانَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ:كما في سُننِ النسائي والبيهقي [ اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلاَ قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا ، فَقَالَتْ إِنَّا نَدْعُوكَ لِشَهَادَةٍ ، فَدَخَلَ مَعَهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ ، عِنْدَهَا غُلاَمٌ ، وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ ، فَقَالَتْ إِنِّى وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِشَهَادَةٍ ، وَلَكِنِّى دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَىَّ ، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلاَمَ ، أَوْ تَشْرَبَ هَذَا الْخَمْرَ ، فَسَقَتْهُ كَأْسًا ، فَقَالَ زِيدُونِى ، فَلَمْ يَرِمْ ، حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا لاَ تَجْتَمِعُ هِىَ وَالإِيمَانُ أَبَدًا ، إِلاَّ أَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ] فَيا مُطلقاً نفسَهُ فيما تشتهي وتريدُ ، أذكرْ عندَ خُطُواتِكَ ، المبدأَ المعيدَ ، وخُفْ قُبحَ ما جرى ، فالملِكُ يرى والملَكُ شهيدٌ ، واللهُ عزَّ وجلَّ يقول (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فَيا من ترتكبُ المعاصيَ ، وتجترِحُ السيئاتِ ، أما تستحي من الذي لا تخفى عليه خافيةٌ ، ستبكي عيناكَ مما جنتْ يداك ، هُناك (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ) يومَ تَفِرُّ من أُمِّكَ وأَبيك ،(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) فيا من تقترفُ هذه المعصيةَ ، أما تخشى أن تلقى اللهَ بِها ، ماذا ستقولُ لربِّك ؟ ها أنتَ تخجلُ إذا لقيتَ أحداً من النَّاسِ ، أو اطلعَ عليكَ أبوكَ أو أخوك ، وأنت على هذه الحالةِ ، كيف بك وَقد لقيتَ اللهَ بَها ، خالقَكَ ومولاكَ ، والذي أنزلَ إليكَ قرءاناً يُتلى (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ماذا تقولُ أين الإمتثالُ لأوامرِ اللهِ ، وأين الإنتهاءُ عن نواهيه ، ألا فاغتنموا رحمكمُ اللهُ ، أيامَ حياتِكُم قبلَ فواتِها ، وتوبوا إلى اللهِ توبة نصوحاً ، واجعلوا بينكم وبين عذابِ اللهِ وقايةً ، باتباعِ أوامرِهِ ، واجتنابِ نواهيه ، واعملوا صالحاً يُنجيكُم من عذابِ اللهِ ، يومَ القيامةِ ، يومَ الحسرةِ والندامةِ ، فالعمرُ قصيرٌ ، والأمرُ خطيرٌ ، والناقدُ بصيرٌ ، فقد يُفصلُ في الأمرِ ، ويَنقضي الأجلُ ، وتُغلقُ الأبوابُ ، في أي لحظةٍ ، من لحظاتِ الليلِ أوالنَّهارِ ، ويبقى العبدُ مُرتهناً في القبرِ ، بما قدمَ فإمَّا أُنسٌ ونعيمٌ ، نسألُ اللهَ من فضلِهِ ، وإما حسرةٌ وجحيمٌ ، نعوذُ باللهِ من غضبِهِ ، اللهم ارزقنا خشيتَك ، في السرِ والعلنِ ، واجعلنا اللهم من الذين يأتمرون بأوامرِكَ ، وينتهون عن نوهيك ، واجعلنا اللهم ممن أغنيتَهم بحلالِكَ عن حرامِكَ ، وبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، عِبَادَ الله صلّوا على المعصوم e فإنَّ اللهَ أَمرَكُم بذلك بقولِه : ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ {حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني}وقال عليه الصلاةُ والسلامُ {من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
الخطبة بصوت الشيخ :
[rams]http://abosami.com/pro/oon.rm[/rams]
المفضلات