قال محدثي . وهو عندي محل ثقة وتقدير
فيما يروي عن كرماء مضوا رحمهم الله
فهذا الامير معتاد بن عربيد بن بدر يسافر بصحبه عبده وصديق له
فكان العبد يطلب من الامير في سفرهم ويقوم الامبر بكل تواضع ولين جانب لخدمته وتنفيذ طلبه حتى انهوا سفرهم ورجعوا لاهلهم فساله صاحبه كيف وانت الامير تقوم بخدمة هذا العبد الذي كان من المفترض ان يخدمك فقال جوابا له
[GASIDA="type=1 width="85%" border="none" font="bold large Arial" bkimage="""]
على خويي مايغظلم حجاجي= ليا قال قم سو الغرض قمت اسويه
ادري خويي مثل ماادري السراجي=ادناة نسناس من الريح تطفيه
صدري وسيع وبادين بهم لاجي=مثل الشعيب اللي وساع مغانيه
اضحك بنبيان الطرف بانبلاجي=والقلب كنك باوسط النار تشويه
[/GASIDA]
نقلت هذه القصة بتصرف واختصار
تذكرني هذه القصة بجانب من الخدمة بين الناس لايقوم بها الا العظماء بانفسهم والواثقون من مقامهم . في اسداء الخدمة في وقتها ومحلها
وماذكرت امتداد لجود الاولين
فهذا قيس بن عاصم المنقري يقول
وإني لعبدالضيف من غيـر ذلـةٍ وما في إلا تلك مـن شيـم العبـد
اذن خفض الجانب وخدمة الناس تعود الى نفسية الشخص . فحين يعتبرها خدمة وضيعة فهو يكسر انفة نفسه ويذلها
وحين يعتقد انها من طيب ذاته تعلو بذلك نفسه وتقرب للكمال
لذا كانت المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة بين الناس ليست نوعا من الخدمة الوضيعة لكنها تقاس بحسب المقصد والهدف .
غير ان شاعرا كالمعري وهو من ينقم على مجتمعه وواقعه الاليم يشبه تلك المصالح والمنافع بانها كعمل الخادم فيقول
النّاس للناس من حضر وبادية = بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ
ولا اظن احدا يعرف المعري الا ويعرف سببه حنقه وغضبه من مجتمعه!
ومن جانب اخر فحين اقدم خدمة ما لشخص فهذا مقابله عدة اشخاص يقدمون عدة خدمات لي – فبقدر ما اقدمه لشخص فهو يقدم لي من عدة اشخاص مختلفين .عندها اعلم ان الخدمة هي بمقابل وليست من جانب واحد.
لكم الود كله
المفضلات