لا أستطيع يا أهل تونس أن أهنئكم على موقفكم في أرضكم وهدم منازلكم..

حتى رأينا أجساد بعضكم فوق بعض على أرصفة شوارعكم..

لأني لا أعتقد دامكم أستطعتهم على حرق ممتلكاتكم وجعلتم نساءكم باكياتٍ نائحاتٍ على أبناءهنّ..

فأنكم لن تستطيعوا أن تكونوا خير من سكن دياركم.. فلا في أمركم ما يسركم ويخفي الفتنة بينكم

غير أنكم به أكثر شراسة من غيركم..

فنعلم أنكم لا تنتظرون من يهنئكم أو أن يعزي فيكم فعلكم وهتك أرضكم منكم..

ولكنكم لا تعلمون أن في شأنكم وقت تدمير دياركم يظهر لغيركم عجزكم..

وبأنه جناية أيديكم على أنفسكم.. !!

فتتوالى رجومكم فوق سماءكم فتنشأوا لأنفسكم قبوراً في أرضكم..

وأن رئيسكم قد فرّ منكم فأنتخبوا غيره بقوة صوتكم وهمة عزيمتكم بدلاً من أن تكونوا في أركان مدائنكم

تحرقون الورود وتزرعون الخوف في نفوس أطفالكم وشيوخكم وعجائزكم..

فأن كنتم صادقين في أمركم غير طامعين في أملاك غيركم فكونوا يداً واحدة تجتمعون على كلمة الحق

وترفضون كلمة الظلم والفسق..

وأختاروا بقوة إيمانكم دامكم ترون أنفسكم قادرة على أن تختار رئيساً يكون أرحم من غيره عليكم..

فأجتمعوا وأجمعوا فرقتكم وأحسنوا أختياركم.. تكون مجامع الشعوب معكم..