ما الحب الا للحبيب الاول
يتبارد للذهن حين اطلاق كلمة حب الى جزئية من مكوناته واحد انواعه وهو العشق
وهو من باب طغيان الجزء على الكل- نظرا لان العشق له مسوغاته التي تجعله في الصدارة من حيث الاهتمام
واذا رجعنا لمعنى الحب بشكل عام فان منبعه واسه وقاعدته واصل مادته هو حب الله
ولا غريب ان الانسان يبحث دائما عن معبوده بسبب حبه الاول لربه
بل حتى من ضل وعبد غير الله هو في اصله باحث عن الله لكن غلبة الهوى واغواء الشيطان اوهمته بما هو دون الله سبحانه
ولتأتوا معي لنعرف اصل هذه المسألة يقول تبارك وتعالى في سورة الاعراف اية (172)
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
وذلك أن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم، عليه السلام كما ورد في الحديث
فكان الحب الاول والاسمى والاعلى هو التعلق بالذات المقدسة
ولذا ثبت بالحديث (كل مولود يولد على الفطرة)
فتشتاق الارواح لباريها
وتتعلق الانفس بخالقها
وتسمو كذلك بتعلقها باوامره
والعجب كل العجب ان الشخص حين يكون قريبا من ربه يكون اقرب لارواح البشر
تأثرا بهذا الحب الكبير
---------------
ويتبقى في نظري نقطة ركيزة في موضوع الحب الاول
ان الانسان مكون من ثقافة ومعارف ومعلومات
هي مايحدد شخصيته ويكمل بها تكوين نفسه
وبذلك يعظم في نفسه اول معلومة من كل شئ
ويكون لها السبق لديه بالمحبة لها كما يقال في العامية
( من سبق لبق)
فكذلك هو الحب حين يخالط الروح ويتغلغل في حناياها
يزرع الفرح ويكون غذاء للروح وسعادتها وسقيا لظمأها
وحين يأتي الحب الثاني او الثالث يكون الحب الاول قد اخذ مكانه
واستوطن في محله . وركّز خيامه . وحل رحله
فلو فرضنا رحيله من القلب فلسوف يترك شيئا من مكوناته
ويسقط بعض من متاعه ليكون ذكرى
وسيترك فراغا لايسد بالجديد
وجرحا لايندمل
-------------
غير ان لكل قاعدة شواذ
وسيظهر في واقع حياتنا من ينسينا بحضور فاخر
وبجميل معشر. واهتمام وتضحية. وعطاء
ويثبت انه الاجدر بأن يكون في المقدمة
ويزيح من سبقه بلطيف وحسن مدخله
----
من قال لك ما الحـــــــب الا للــــحبيب الاولــــــي؟
ياخامس احبابي معك نسيــــــــت حب الاربــــــــعه
دمتم بخير
المفضلات