وفاة رشيد... بعد 37 عاماً قضاها قهوجياً لأمراء «الجوف»
لن يستقبل مراجعو مكتب أمير منطقة الجوف، بعد اليوم «القهوجي» محمد رشيد (57 عاماً)، بعد أن توفي أمس إثر حادثة مرورية.
فهو في هذا المكان منذ أكثر من 37 عاماً، فيما تعاقب أربعة أمراء خلال هذه الفترة على إمارة منطقة الجوف، هم الأمير عبدالرحمن السديري، الأمير سلطان السديري، الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، وأمير المنطقة الحالي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز.
تفضيل الأمراء رشيداً طوال تلك الأعوام ليس الشيء الوحيد المثير للانتباه، فرشيد الذي عُرف بطريقة تقديمه المتقنة للقهوة، وزيه السعودي الذي لا يشك أحد فيه، يحمل الجـنسية الباكستانية، ويتقن اللهجة المحلية بشكل كبير.
وقال محمد رشيد في مقابلة سابقة مع صحيفة الحياة إنه قدِم للعمل في السعودية قبل أكثر من 37 عاماً، بوظيفة محضّر للشاي والقهوة في مكتب أمير المنطقة «قضيت فترة إقامتي في السعودية في خدمة أمراء منطقة الجوف، بداية من عهد الأمير عبدالرحمن السديري... حينها كنت في العشرين من عمري».
ويقيم محمد رشيد وحده في مدينة سكاكا طوال تلك الفترة. يدرس أولاده في باكستان، ومنذ نحو أربعة أعوام قدم أحد أولاده (34 عاماً) إلى المنطقة ليساعده في عمله، على حد قوله.
ويشير إلى أن أفضل أنواع البن والهيل التي يستخدمها هي البن الهراري ذو الطعم المميز، إضافة إلى الهيل الهندي «أطحن كل يوم بناً بالقدر الذي يكفيني لذلك اليوم».
ويؤكد أن جميع أمراء المنطقة الذين خدمهم كانوا يفضلونه على غيره من القهوجية، وهو ما يشعره بسعادة بالغة لهذا التفضيل ولهذا التقدير. ولا يخفي الموظفون في إمارة منطقة الجوف إعجابهم بشخصية رشيد «التقية» كما يصفها أحد الموظفين، فيما يشير موظف آخر إلى أن أحد أمراء منطقة الجوف السابقين أهداه ساعته الخاصة «لقاء أمانته وإخلاصه في عمله».
المفضلات