حين يسقط إنسان من عين إنسان آخر لاسيما إن كان هذا الإنسان ممن له مكانة كبيرة في قلبه فإنه ينتابه الحزن والأسى على وصوله لتلك المرحلة التي أدت إلى سقوطه من عين محبيه ... فيحاول أن يبدي الأعذار ... ويسوق المبررات علها تنجيه .. وتعيد له مكانته التي فقدها ...
لكن الأدهى والأمر ... هو أن تسقط من عين نفسك !!
عندها ... تحاول جاهدا أن تستجمع قواك .. وأن تستعيد اتزانك ... ولكن ... هيهات حين مناص !!
بعض حالات الضعف ... تلقيك فيما لا تحمد عقباه ..... تجعلك تتجاوز المحظور ... وتقع في المحذور ... وتتعدى الخطوط الحمراء ..
عندها ... تريد أن تبحث عن نفسك ... لتجد أنك أنت .. لست أنت ... بل شخص غيرك ... في جثمانك !!
تلتفت يمنة ويسرة ... علك تجد عذرا ينجيك من جلد ذاتك ... وتأنيب ضميرك ... ولكن لا يسعفك المقام .. ولا يجديك المقال ..
فتكون أمام خيارين ... أحلاهما مرّ ... إما أن تمضي قدما ... وتخسر نفسك .... لأنك لن تجدها وأنت مقيم على ضعفك ..
وإما أن تجد نفسك ... ولكنك ستجدها في صحراء قاحلة .... لاماء فيها ولا كلأ ... وحينها هل يكون لوجودك لنفسك فائدة ؟!
حين نبدو أقوياء أمام الآخرين ... يظن بعض هؤلاء أن بامكانهم أن يتكؤوا علينا ... وأن يرموا بكل ثقلهم بين أحضاننا .. فنحن في أعينهم .. جدار لا يتزحزح ... وجبل لا تؤذيه الحصى ... وبحر لا تكدره الدلاء ...
ولكنهم ينصدمون حينما يتكؤون ... فيجدون أن تلك الجبال قد نسفها ربي نسفا ... وأنها أشبه بسراب ... بنته الحروف .. وشيدته الكلمات .... وأن ماوراءه .... قلوب خاوية ... لم تكتب ماهي عليه ... بل كتبت ما تتمنى أن تكون عليه ...
حينها تسقط الأقنعة .. وتتهافت الشعارات ... وتسكب المحابر قبل العبرات ... وتنتظر لعلك تسمع صوتا خافتا من بعيد ... يناديك .. ليخبرك ... قائلا :
يا هذا إنما نحن بشر ..!!
بشر .. نصيب ونخطئ .. نقدم ونجبن ... نعطي ونمنع ... نحسن ونسئ ...
ولكنك لاتجد ... غير جلدك ذاتك ... ولومك نفسك ... وسقوطك من عين نفسك ...!!
.
.
.
تقبلوها ...!!
المفضلات