لايختلف اثنان على ان كلمة البر ومشتقاتها تدل لاول مرة على بر الوالدين
فهما اهل للبر والاحسان والوفاء والعطاء
لكن البر بمفهومه الاوسع ونظرته الاعم لها مدلولاتها ومفاهيمها الكثيرة
وقد يغفل البعض عن ان النفس تحتاج الى بر مخصوص
يتجلى ويظهر اكثر بحملها على الحق والصواب والاخذ بالاصلح والافضل لها
وان اجحاف النفس واهمالها وتركها لمقتضيات الحياة وان تسير بهواها وماتشتهي
او ما يحتمه الحال هو من التفريط بالبر بالنفس
وهذا ملحظ يفوت الاغلب .ويتيه عنه السواد الاعظم من الناس
لكنّ قدوتنا يلخص البر ويوضحه بكلام جليل جميل في الحديث الذي رواه مسلم فيقول صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق"
هنا الابواب مشرعة للعقل لينعم بواسع الفهم ويسترسل في مفاهيم واسعة ليشمل التعامل والمعايشة مع النفس اولا
ثم الوالدين حتما ثم الاخرين تبعا
ولنجتمع معا في تقييم وتقويم النفس والبر بها والاحسان لها والاهتمام بها
قد يغلب علينا طيب معدننا وحسن معشرنا ان نهتم بالاخرين- سواء والدين او ابناء او اقارب – اهتماما يشغلنا عن تربية انفسنا وعن ملاحظة سلوكنا حتى يكون العقوق لها
والنفس كالطفل ان تهمله شبّ على ....................حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
ولوحددنا مباحث وميادين ودراسات علم النفس، بالاهتمام بسلوك الإنسان فان المنهج الإسلامي والشريعة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هما من المصادر الرئيسة للمعارف النفسية التي تحدد السلوك الإنساني،
فمع تأكيد الاسلام على الاحكام التي تخص الاخرين من البيع والشراء والنكاح والتعامل مع المسلمين وغيرهم
وكذلك الجهاد والعقود نجد ان هناك تأكيد واهتمام بما يختلج بالصدور ويختص بالانفس. بل ان العبادات القلبية وهي محظ انفراد مع النفس لها القدح المعلى في العبادة .
ومن نافلة القول ان النفس بحاجة ماسة للبر بها وعدم العقوق—وان الاعتدال بكل شئ هو ميزان رجاحة العقل
فلايطغى اهتمامنا بالاخرين على اهتمانا بالنفس ولا العكس.
ثم ان ماذكر اعلاه هو مايتعلق بالنفس والاخرين- وقد يقع عقوق من نوع اخر وضرب مختلف فيهتم بجوانب تخص النفس على حساب اخرى. فمثلا يكون اهتمامه براحته وموانستها بالمباح فيهمل الاعلى من الامور والانقى من الدروب. عندها تختلط عليه الاولويات. فيقدم المهم على الاهم وهكذا يمتد العمر وتتعاقب السنون عليه وينتهي عمره وهو لم يبدأ عمره بعد فيكون كالمبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى
رزقنا الله واياكم الاعتدال
ودمتم بخير
المفضلات