لحماية الاسرة لا بدّ من الرجوع للكتاب والسنة النبوية الشريفة,لا بد من
مدارستهما , ففيهما الجواب الشافي الكافي,سن في آداب الزيارة,وأمر بالعفّة
والإستعفاف,وأحاط العائلة بسياج منيع من التشريع الحازم,فأمر بعقاب الزاني
واللائط وشارب الخمر , ودعا إلى جلد الأفاكين,وتطليق المتلاعنين,وجعل
الطلاق ممكنا في الحالات التي يستحيل فيها العشرة بين الزوجين وقيد تعدد
الزوجات ونظّمه تنظيما يكفل السعادة الإنسانية , وحرم أنكحة خاصة يقضي
عقدها على المجتمع البشري,ووضع حقوق الزوج والزوجة وواجباتهما مثل:
حفظ كرامة البيت وآداب الزيارة:
قال
تعالى..((يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُواْ عَلَى أَهْلِهَا
ذالِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ
فِيهَا أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ
لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [النور:27-28].
وقال صلى الله عليه وسلم..((من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فأفقأ عينه فلا دية
له ولا قصاص)). أخرجه الامام مسلم.
العفّة وغضّ البصر:
قال
تعالى:..((قل للمؤمنين يغضو من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان
الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا
يبدين زينتهن الا ما ظهر منها))[النور:30-31].
قال
تعالى:..((وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ
نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ
مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [النور:60]
وقال تعالى:..(( وليستعفف الذين لايجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33]
الأمر بملازمة المرأة مملكتها الصغيرة:
قال
تعالى:..((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))
[الأحزاب:33]
وقال صلى الله عليه وسلم..((وعلموهنّ الغزل وسورة النور)).....رواه الحاكم والبيهقي.
جلد الزاني ورجمه:
قال
تعالى:..((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا
مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ
عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ..)) [النور : 2]
وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعز بن مالك عندما جاءه معترفا بزناه فالمحصن يرجم وأما غير المحصن فيجلد.
قتل اللائط والمفعول به:
وقال صلى الله عليه وسلم..((من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول..)). رواه الترمذي.
جلد شارب الخمر وقتله إن أصرّ على التكرار:
قال تعالى:..(( يا
أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)) [المائدة : 90]
وقال صلى الله
عليه وسلم..((إذا شربو الخمر فاجلدوهم ثم إن شربوا فإجلدوهم ثم إن شربوا
فاجلدوهم ثم إن شربوا فاقتلوهم)).اخرجه ابن ماجه(3752).أحمد(4/95)
تحريم أنكحة خاصة:
هذا مما وضعه
الدين لحماية وحفاظا على كيان الأسرة وسعادتها..كتحريم زواج الاب والأمهات
والبنات والاخوات والعمات والخالات..وغيرهن..وهي في سورة النساء
الآيات((42:22)).
تقرير حقوق الرجل
والمرأة وواجباتهما:
وفي ذلك أيضا حماية وصون وحفظ وإهتمام ورقي بالأسرة المسلمة التي هي كيان المجتمع وأساس الدولة.
الاسلام هو دين
الوحيد الذي منع الاسباب التي تؤدي إلى الخيانة الزوجية وحررهما ثانية إذ
أعطاهما حقّ الإنفصال بعد الزواج وعند تبيّن وقوع الخيانة.
عدم الحد من تعدد الزوجات:
التعدد يوافق سنن الكون ويتماشى مع طبيعة البشر وفيه حفظ لكيان الأسر
وما شرعه الله إلا لحكمة ومن هذه الحكم:
**منع الزنا واتخاذ الخليلات.
**مقابلة الزيادة في عدد النساء.
**إكثار النسل.
**دوام الرغبة في الرجال مع أعذار المرأة الشرعية.
**بعض مسوّغات الطلاق كالشلل فيبقى الزوج عليها صيانة لها ويتزوج.
الوقاية اللازمة لحماية الأسرة:
*فلنمنع الإختلاط في العمل وغيره من الأماكن التي توفر بيئة سهلة للمغازلة
وتؤدي بذلك للخيانة.
*حسن إختيار قبل
الزواج إذ كما تتوارث الطباع والأمراض الوراثية((كالسكر والضغط))تتوارث
الصفات الإنسانية كالإخلاص والنزاهة والطهر وللجينات في ذلك سهم كبير.
*لنعلم أن الوفاء
يجر الوفاء والخيانة تورث الخيانة فإذا أردت أيها الزوج عفاف زوجتك فعف
نفسك بنفسك عن المعصية , ولقد قال صلى الله عليه وسلم..((عفوا تعف
نساءكم)).
*وعلى الزوجة أن
تلبّي حاجة زوجها وعليه أن يلبّي حاجتها حفاظا عليه وحفاظا عليها من
الخيانة ولقد قال صلى الله عليه وسلم..(( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت
في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه)).
*وقال صلى الله عليه وسلم..((إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن
كانت على التنور)).
ونحمد الله أنّ
الخيانة في بلادنا لم تصل للحد الذي تصل فيه دول الغرب وبالذات أمريكا اذ
تصل الى 70% من الرجال يخونون زوجاتهم.
وصلى الله عليه وسلم
المصدر : كتاب المعاشرة الزوجية ... اصول وادآب
المفضلات