ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أتيت به للشاعر الكبير عساف الزبدة حجة عليك لا لك ، ولم يقل ابدا بما ترمي اليه ، بل العكس هو الصحيح حيث نص على مقصوده القبلي من ان اليحيا والربيعية هما صفّتا الضياغم / السناعيس في زمنه كما اوضّحه لك فيما سيأتي ، ثم لا يصح شرعا ولا عرفا ان تحمّله ما لم يقله في قصيدته ...
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
معنى ( والضياغم صفتين ن ما تراوي )
_________________________________
افسّر هنا معنى قول الشاعر المفضلي ( عساف الزبدة ) : ( والضياغم صفتين ن ما تراوي ) ولاكن ضمن السياق التاريخي للحدث اللذي قيلت فيه ، والدلائل الواقعية اللتي كانت ماثلة معه ، وعن معنى البيت ذاته في اطار الوحدة العضوية لابيات كل القصيدة اللتي جاء فيها ...
(1)
اولا اذكر نص كل القصيدة كما نقل من موضع الاخ العزيز الفضيلي في مضايف شمر كما يلي :
(( من قصيدة للشاعر عساف الزبدة يمدح بها فخوذ عبده ولا هو قصور بشمر وكل القبايل :
باديٍ بالله رب العالمينا * حقنا يركب الياصارت بلاوي
السناعيس النشما له حنينا * حنت الخلج المزاهيف المهاوي
المفضل والفضيل المقدمينا * حظنا يرقى الياصارت بلاوي
والقريبا ماتعدل الصفحتينا * ياولد وقاع ياشبه الضراوي
والمعايا جوك من فوق الهجينا * مع جعيثن مثل خطوات الندوي
وعجب علي ليالفوا جمعٍ يبينا * خلفة الشايب مزبنت الجلاوي
والحمير إن كانهم جو حاقرينا * عزتيلك من عطيبين الأهاوي
ربعي الصفران مخربت الكمينا * والضياغم صفتينٍ ماتراوي ))
____________________________
(2)
معنى الابيات على العموم : يثني الشاعر على عموم السناعيس النشامى مستخدما لفظة النخوة ( السناعيس ) ويصف محبتهم لبعضهم ... ثم يخص عشيرته الخاصة الفضلان : المفضل ومعهم ابناء عمومتهم المباشرين الفضيل ، ثم يذكر بعض افخاذ عبدة من اليحيا ... حتى انتهى بذكر فخذ الصفران من الربيعية ليختم قصيدته كما بدأها بحثهم بعموم نخوتهم " السناعيس " الجامعة ليذكـّرهم باصلهم الجامع ( الضياغم ) وانهما __ ضمن شمر __ : صفـّـتـان / فرعان / بطنان / صنجان / فرقتان / كفتان / حزبان / اثنان الخ ... لماذا قال هاذا ليذكر السناعيس / الضياغم انفسهم انهم ولو اختلفوا في تفاصيل الحياة فانهم لا يختلفون في مقاصد العزة اللتي تجمعهم ويجتمعون عليها ويدافعون عن بعضهم بعضا ابدا من كل خطر خارجي ...
_________________________
(3/1)
نقل مداخلة سابقة لي على موضوع مشابه لزيادة في التوضيح لمن عنده ادنى لبس لاي سبب :
(( __ اما قصيدة الشاعر المشهور ( عساف الزبدة المفضلي ) ... فهي معروفة وقالها يمدح بها عبدة / السناعيس / الضياغم . ولأن عبدة كانت معروفه على وقته ببطنين فقط < " قرابة " بجد واحد جامع و " حلف " ضمن هاذه القرابة / القريبة حتى لا يحرّف كلامي > وهما : (1) اليحيا < ومن جملتهم : الدغيرات > ، ويمثلون في اطار ما : الراشد : كصفـّة أولى ، و (2) الربيعية < ومن جملتهم : الجعفر > ، ويمثلون في اطار ما : الشهوان : كصفـّة ثانية __ فإن هاذا هو مقصود الشاعر من قوله في الشطر الاخير ( والضياغم صفتين ن ما تراوي ) اللذي يوضحه سياق القصيدة العام في مدح عموم عبدة واللذي بدأه بالشطر الاول بقوله ( السناعيس النشامى له حنينا ) لأنه بكل بساطه لا يقصد ان السناعيس شيء بينما الضياغم شيء آخر ... )) .
(3/2)
ثم يلزم من القول بغير هاذا من سياق القصيدة __ في المسلّمات المنطقية __ ان تكون السناعيس والضياغم قبيلتين مختلفتين مستقلتين عن بعضهما ، وهاذا منطوق غير صحيح ومردود ، ولم يقل به الشاعر العظيم منذ الاساس ولا يقرّ به اصلا ، ولا يقول به ايضا أحد من عبده اليوم اطلاقا ...
________________________
(4)
وللتحقق من ذالك اكثر وللأطمنان من ان ما سمعته من بعض شيبانا لمقصود الشاعر بـ " صفّتي الضياغم "وما افهمه انا من السياق كان سليما كما كتبت في مداخلتي اعلاه فقد استفهمت من احد رواة الفضلان المعنيين بهاذه المسائل وعلى متابعة طيبة لكل ما يتعلق بانساب وتاريخ واشعار وقصص ال مفضّل عموما وافادني بما نصه : (( ... عساف من اليحيا واليحيا يطلقون الربيعية ... على الربيعية والجعفر ... علما ان القصيدة قيلت بمعركة الشفاوي وليس بها من عبده إلا اليحيا والربيعية الحقيقيين بدون الجعفر وهذه الصفتين الي قصد عساف الزبدة )) .
هاكذا يتبين ان مقصود الشاعر كما هو مفهوم عند الشيبان هو ان صفّتي الضياغم هما اليحيا والربيعية ...
كما يتضح فيه ان الجعفر انفسهم لم يشاركوا في هاذه الواقعة وبالتالي لم يكونوا سببا عنده من أي وجه لذكر الضياغم ، وانما كان يتحدث عن طرفي الضياغم الموجودين ضمن الحدث نفسه ، وهما : (1) اليحيا من جهة و (2 ) الصفران / الربيعية / الويبار من جهة اخرى ...
_______________________
(5)
ما جاء في قصيدة الشاعر الاسلمي الطائي ( سعيّد ابن فهيد الهمزاني ) التاريخية المشهورة من ابيات تتحدث عن هجرة / وفادة الضياغم وهما يحيا وربيعة : صفوة مذحج ، وهي كما يلي :
الى بهيج السنبسي صاحب الدار _ هدّوا بني ثعل ن رواسي عزومه
مع من ( وفد ) من دار همدان وصحار _ ( ضياغم ن ) تنحى عن الضد كومه
دولة ( بني مذحج ) على الكود صبّار _ ( يحيا وربيعة ) هم ( نوادر ) جرومه
--- اذن هم عنده وافدون / مهاجرون من جنوب جزيرة العرب الى منطقة الجبلين وغيرها كما هو مفصّل في مواقع اخرى ...
--- وهم ضياغم ...
--- وهم مذحجيون ...
--- وهم يحيا وربيعة ...
--- وهم نوادر يعني : صفوة ...
وهاذا من جانب ما يفسر صفتي الضياغم بالمفهوم القديم وهما اليحيا والربيعية ، ومن جانب آخر ما يتفق مع قراءتي وقناعتي من ان ( السناعيس صفوة الضياغم ) .
وكاستدراك فان هاذا التقسيم هو الشائع في الحقبة التاريخية السابقة ، وهو ان قبيلة عبدة بطنان : (أ) الربيعية ومعهم الجعفر (ب) اليحيا ومن ضمنهم الدغيرات . وقد نص على هاذ التقسيم القديم وذكره لي شخصيا الشيخ ابو بندر / رضى ابن برجس الجبرين عام 1407 هـ ، وهو ما عليه الامر كذالك عند الشاعرين المفضلي / الزبدة والاسلمي / الهمزاني ، وغيرهم كثير ...
وبالتحقيق فان هاذا التقسيم ليس مبنيا على اساس عرقي بحت وانما على اساس عرقي وحلفي خاص فيما بين ابناء العمومة الابعد بعضهم على بعض من العمومة الاقرب في تفاصيل يعرفها اهل الشأن انفسهم ...
ومع هاذا فاني اقول ان التقسيم الحالي لقبيلة عبده ذات الارومة القبلية الواحدة هو اربعة اقسام : اليحيا والدغيرات والربيعية والجعفر ، وهو ما عليه الامر عند باحثي القبيلة اللذي يتفق مع الواقع الحقيقي اليوم بغض النظر عن اسماء جدود الافخاذ العبدية الجامعة لكل منها حيث تنتهي كلها في ( ال منيف الضيغمي ) كجد جامع لها في القرن السادس الهجري ...
________________________________
(6)
وتقسيم عبدة / الضياغم على انها صفّتان موجود ايضا عند اوائل المؤرخين المعاصرين انفسهم ومنهم ( احمد وصفي زكريا ) صاحب كتاب ( عشائر الشام ) حيث يقول ص 623 ما نصه حسب فهمه هو للأمور في سياقها المكاني والزماني : (( العبدة عشيرة شمرية قحطانية الاصل نخوتها ( ســـــــنـــا عــيــســـــى ) وهي التي كانت سائدة في نجد قبل مئتي سنة ... وقد نزح قسم كبير منها الى الجزيرة من عهد قريب ، هربا من ال سعود بعد احتلالهم ( حائل ) ... وهي تنقسم الى جذمين او صنجين : اليحيا والربيعية ، ففي الجزيرة من ( صنج اليحيا ) فرقة الفضيل التي رئيسها عقاب بن عجل ، وهو رئيس العبدة كلها ، وعارفة الجمبع ... وفرقة المفضل التي رئيسها طايس بن جبرين ... وفي الجزيرة من ( صنج الربيعية ) فرق الهامل والجدي والدغيرات ... والعفاريت ... اما في نجد فللعبدة املاك ومزارع كثيرة ... ومنهم هناك من صنج اليحيا فرق المفضل والفضيل ... ومن صنج الربيعية فرق الجعفر ... والجندة والدغيرات ... )) .
اقول : رغم وجود اخطاء واضحة معروفة في قوائم الصنجين عنده إلا ان ما قد يغفر له هو عدم تقسيمها على اساس عرقي بحت : الحقيقة / النسب حسب ما هو متوارث وانما على اساس حزبي قبلي : الصّفّة / الصنج ... وهاذا ما حعلني اوردها على علاتها لايضاح واثبات عموم مفهوم " الصـّـفـّـة " عند الآخرين بغض النظر عن حقيقة تفاصيل الاصول العرقية السليمة لكل فخذ على حده ... )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكتبه ابو مهند / عبدالواحدالصالح ال مفضل
المفضلات