حينما تُريدُ أنْ تأسُرَ لُبّ إنسان أو تَحوز على أعلى قدرٍ من اهتمامِهِ أو لتكوينِ علاقةٍ قويةٍ بشخصية نافذة .. أو لترويضِ عدوّ متربّصٍ .. أو هدهدة غريمٍ وقحٍ ملازمٍ فما عليك إلا الدخول من الباب المشرع المغري الخطير " خابرن لك مرة" .. مهما بَلَغ سنّ ذلك الرجلِ ومهما كان منصِبه ومهما بَلَغتْ مكانَتُهُ العلمية والماديّة والأدبيّة والسنيّة .. فالحديث عن الزواجِ موضوع شيّق لذيذٌ يسيلُ له اللّعاب ويذهبُ بالألباب ..
كنتُ في أحدِ المجالسِ الخاصة .. قد حُفّ ببعضِ الأغْرابِ الثقلاء الذين عَسُر على مِعدتي هضمُهُم .. فاستعنتُ بعبوة "هيلستون" بنكهة الليمون .. عببتها عبّا شنيعاً .. فما كان منها – أي معدتي حفظها الله بموفور الصحة ودوام الهضْمِ و العافية – إلا أن أصدَرَت مرسوماً - غير مسبوقٍ عربياً - برفضِ التدَخّلات الخارجيّة للإصلاحاتِ الداخليّة .. فسلّمتُ أمْري للهِ ومددتُّ رِجليّ واتكأت على أريكَتي بما يشبهُ الاضطجاع .. وأطلقت العنان لخيالي يجوبُ قِفارَ المحميّات و براري "الشبوك" ووديان المنح التي سيصلها الكهرب حينما تقوم ناقة صالح عليه السلام .. ولم أنسَ الطعوس ذات "العقوم" .. التي لم يخلق مثلها في البلاد .. والعقوم لمن لا يعرفها مفردة تتضمن معنى تعقيمها وتطهيرِها من الرعيّةِ الحثالةِ الذين لا يستحقّون بقعةً صفراء قاحلةً يوقِدون عليها نارَ سمرِهِم ويتباثّون فيها همومهم .. وربّما أتتْ بمعني "العُقْم" أي قَطْع دابِرِ من تُسوِّل له نفسُهُ الدخولَ إلى الطعوس المعقّمة ..
إلا أن أخْبثَ الحاضرين – لا يفوقه خُبْثا إلا مَن عطّل حِلَق تحفيظ القرآنِ بحُجّة السعودة عطّل الله أنفاسه - قد ألمَّ بالمُعتَركِ وأحسّ بالتّمرّد .. ففسّر عن أكمامه ونصب الشَّرَك .. قاصداً الخفض من عَليائي وتوثيق الصلة وآصرة الأخوة التي ليست لله فيما أحسب والله حسيبه .. فافترّ اليّ قائلاً : "يا أنا خابرن لك مرة" .. وقبل أن أردّ .. أخذ بالتوصِيفِ .. وشَرَعَ بتفاصيلِ الجِنس اللطيف .. وخاضَ في مسائلَ دقيقةٍ .. تكشّفت من خلالها علاقتُهُ الوثيقةُ .. وقرابتُهُ اللصيقةُ .. بالّسلْعةِ الأنيقةِ ..
موجات كهرومغناطيسية عاليةُ التردّدِ اجْتاحَتْ مُخيخِي .. أدّت إلى اضطرابٍ في التّوازنِ الحَرَكيّ .. تَبِعتها حَرَكاتٌ لا إرادية .. انتفاضَة رِمْش واهتِزازةُ جَفْن واضطرابُ برطم ورَجْفة خدّ – أي تم تشغيل الفليشر - و سال على إثر ذلك بفضل الله اللّعاب .. و انفتحتْ له المناخِر كالشّعاب .. واهتزّت له الأُذُنين اهتزازَ الجائعِ لصيخِ كباب .. و علا العقلَ ما يشبهُ السحابَ أو الضّباب أو لنقل أي شيء آخره "اب" .. لزوم الفصاحة ..
وللأمانة .. فأنا لست بحاجةٍ لمثلِ هذه العروضِ .. فأنا أعيشُ استقراراً أُسرياً ودفئاً عائلياً ولله الحمد .. ولكنّ بعضَ السماسرةِ يُتـقنُ فنّ عرضِ السّلعةِ حتى يُزهّدك بما لديكِ .. و تزدري حينها ما بيديك .. سيّما في هذه المسألة التي جَبَل اللُه عليها بني الإنسانِ بشكلٍ لافتٍ .. فهوعلى تحصيل شيء منها حريصٌ مُتهافِت ..فيميل إليها بالسجية والفطرة ..
اعتدلت في جِلسَتي وغشيَني غاشٍ من الحشْمةِ والوقارِ .. وبتثاقُلٍ ما عهدتّه من نفسي للاستزادة و اجترار ما عند السمسار من عرض مغرٍ قلت له :
" يا أخي ملينا من هالسوالف .. أصلاً ما فيه بنت ذات مواصفات عالية الجَودة حديثةُ الصّنعِ سليمةُ الماطور والهيكل تقبل برجل قد تزوّج .. ولعلمكَ فقد مللْنا من تلك العروض غيرِ الجّادة "
كشّر الرجل عن أنيابه ِ مبتسماً .. وكأنه يقول العلم ما تَرى لا ما تَسْمع .. وانفضّ المجلسُ بعدَ وقْت ..
من الغدِ جاءني اتصالٌ من حضرةِ السّمسارِ .. يفيدُ بالتّرحيب .. وأن الفتاة قد بلَغَ بِها الهُيام مبْلغَه .. فهي لا تريدُ بَعلاً غيري .. !! .. ويلله جهز خمسة الآف ريال للسمسرة الله لا يهينك ..
مثلُ ما قلت لكم .. يعني ما فيه شيء لله .. بلْ يتّضحُ لكم مِقدار الشّراهةِ في جمع الأموال حينما تعلمون أنّ ثمن السّمسرةِ يؤخذ من الطّرفينِ المرأةِ والرجلِ على حدٍ سواء بغير أن يشعر الآخر .. ارتزاقٌ فاحشٌ لا يفوقهم فيه إلا الليبراليون زوّار السفارات من العُملاءِ الخونةِ الذين باعوا ضمائِرهم ووطَنَهم مقابلَ دراهمَ معدودة .. فالصّحافة تعجّ بمقالاتٍ قد كُتبت عناصِرُها في أقبيةٍ مشبوهةٍ .. لا يُمكنُ أن يَحيد عنها الكاتب ..
وحينما أتحدث عن الارتزاق من السفارات الأجنبية بالوطن والضمير والدين من قِبَل الصحفيين فإنه لا يرد إلى ذهني بتاتاً كاتبٌ بليدٌ ينتمي إلى أسرةٍ معروفة بالتدين ويكتب بجريرة الجزيرة .. فإني أشكّ حقيقةً في انتفاعِ السفاراتِ الأجنبيةِ منه .. لأنه من الصّعوبة بمكان أن تتمّ الاستعانةُ بشخصٍ مثْل قُدُراتِه الإدراكيةِ المتواضعةِ .. إنسان – نحسبه والله حسيبه – قمّة في الغباء والعَبَط والبَلادة .. أستغرق في الضحك حينما أقرأ مقالاتِه وأعْجَبُ .. كيف يُتاح له عمود في صحيفة يَقرأُها الكثير رغم معاناتِه من ضمورٍ عقليّ حادّ .. كتب هذا الأخ المنغولي قبل أيّام عن الفتوى و ضبْطِها و ذكَرَ أنّ من يُفتي فيما لا يُحسْنه أنه مجنونٌ مستنداً إلى أثرٍ موقوفٍ .. ثم بعده مباشرة في مقال لاحق يُصدر "فتوى" في الجهاد لم يسبقه إليها أحد من بني آدم .. زاعماً أن الجهاد انْتهى أوْ لا بد أن ينتهي .. مثله مثل الرّقّ .. !! .. أخزاك الله أكثر من هذا الخزي .. هل تبيح لنفسك ما تحرمه على غيرك من الخوضِ في الفتاوى الشرعيّة مخالفاً أمر خادم الحرمين ضارباً به عُرض الحائط .. !! .. ثم ّهل تقارنُ الجهادَ ذِرْوةُ سَنَام الاسلامِ بالرق الذي تشوّف الاسلام إلى إنهائه بشتى السبل .. فما يستحقّ المقارنةَ هنا هو الجهادُ والعتقُ وليس الجهادَ والرقّ .. لكن ماذا نقول لهبلة مسكوها طبلة ..
البعض يحتاج إلى "كيّ" في عِلباه لعلاج رأسِه .. لكن هناك من لا يتم تعديلُ اعوجاج رأسه إلا من خِلال عصا على مؤخرتِه .. أحسبُك منهم يا أبلد كاذبٍ صحفيّ .. كما لا يفُوتُني أيّه الأخرق أن أذكّرك بأن للإسلاميين جميلٌ عليك حينما تعاطفُوا مع مَرَضِك قبل مُدّة وتواصَوا بالدعاء لك والوقوفِ معك في مِحْنَتِك التي أثّرت على رأسك الصغير .. فكافأتَهم الآن باستفزازهم وطرق المواضيع التي لا مصلحة لك منها إلا الكيد لهم والنيل منهم حينما وضع أسيادك بيدك طبلة .. !! ..
نعود لموضوعنا الأهم .. لا أُخْفيكم أنّي ابْتلعتُ الطُّعم لكن بشكل جزئي .. رغم إيماني السابق أنّ كثيراً من سماسِرة الزواجِ إنّما هم باعةُ كلام ومرتزقة ووسيعي ذمم .. لا يفوقهم في الكذب والزور والنصب والتفقيش إلا الكاذب الصحفي .. وفي اعتقادي أن الكاذب الصحفي يشترط لقبوله في عالم الكذب الإعلامي أن يكون قد عمل ولو بشكل مؤقت "خطّابا" أو "خطّابة" ليتمرس على قول كل شئ إلا الحقيقة ..
سألتُ حضرة المروّجِ .. أقصدُ السمسمارَ عن الخُطْوةِ التالية .. فقال : هذا رقمُهُم اتّصل عليهم ..
قلت : رقم أبيها أم أخيها .. ؟؟ ..
قال : لا يا "قديم" .. هذا رقمُها هي .. ؟؟ .. !! ..
- أفا .. !! .. هذا رقْم العَروس .. ؟؟ .. ما صارت .. !! ..
- ليه ما صارت .. ؟؟ ..
- في السابق كان التّرقيمُ بواسطةِ كارت .. ورَقَة .. منديل مبخوخ بفليت فرنسي .. كاسيت .. !! ..
يعني الحين صار فيه مناديب ترقيم عيني عينك كذا .. ؟؟ ..
وحينما ذكرتُ هذهِ القِصّةُ لأحدِ الأخْوةِ ذكرَ أنّ هذا هو دأَبُ كثيرٍ من الخَطّابين والخطّابات وهذا هو الشائعُ عندَهم .. يتداولون أرقامَ المخطوبات .. ومن ثَمّ يُعطون المتقدمَ رقْمَ المخطُوبةِ بعد القبول المبدئي بالمواصفات مباشرة .. سيّما إن كانت مُطلّقة .. ولا يَخْفى ما في ذلك المفاسد .. وربّما فُتح عليها من هذا الباب شرّ مستطيرٌ لا يمكِنها إغلاقُه فيما بعد .. وأحياناً يتمّ تعاطي رقمها من قبل عِدّةِ سماسِرة .. وتَظَلّ تأخُذُ وتعطي مع الرجال بحجة التّفاهم والبَحث عن الأنسب والاستيثاقِ من صَلاحِ الرّجل .. وقد تستحيلُ إلى أحاديثَ مبتذلة وعلائقَ مشبوهة .. مع أنّ المقصدَ بالأساسِ كان حَسَناً .. وحديثي هنا عن الصيّنات الشّريفات .. وليس عن سواهنّ .. وإلا فإن الروايات المشينةُ لا تنقضي ..
أخذتُ الرقمَ واتصلتُ على الحسناءِ الهيفاءِ النجلاء الكحلاء نحيلةِ القدّ ممشوقةِ القوام .. وسألت عما يجب السؤالُ عنه .. وأنا متشائم من هذه الطريقة الفجّة للتقدم للمخطوبة ..
تلت عليّ شروطَها .. واستمعتُ بتَفحّصٍ .. ثم أبديتُ موافقة مبدئية .. وطلبت الرؤية الشرعية التي ستحدد مصيري ..
ضربنا موعداً .. ومرت القصة بأحداث متسارعة ..
ذهبت لرؤيتها .. استقبلني أخوها خير استقبال .. وسألني : أنت الضّحية .. ؟؟ ..
- نعم .. ؟!! ..
- أقصد أنت المتقدم للبنت ..
ضحكتُ كالعذراءِ خجلاً .. وقلت :
- إيه .. وش دراك << على نياته
- الله يحييك .. وش اسمك وكم عمرك ووين تعمل وووووووووووو ..
أجبْتُ على أسئلته النمَطية التقليدية دُون تردّد وبِوُضوحٍ مع يقيني المسْبق أنّها تحصيلُ حاصِل .. لأنّ الموضوع فيما يظهر بيَدِ البنتِ وليس بيده .. وإنّما تبرئةُ ذمة .. ومجرّد رسالةٍ مَفادها "ترا وراها رجال" ..
وبعد برنامج غذائي لذيذ .. قهوة .. تمر خلاص درجة أولى .. صينية من البقلاوة والبتيفور.. شاهي منعنش .. جاتوهات .. عصيرات منوعة .. ارتميت على الكرسي وقد احولت عيناي وشابهن شيءٌ من الزّغللة وانكسارٌ في مجالِ الرؤية من أَثرِ الشِبَع .. وفغرت فاي كالأبله ..
بعد رنّة من الجوال نهَضَ الرّجل .. أحْسَسْت أن الظّبية أوشكت على ولوجِ المجْلس .. اعتدلتُ في الجِلسة وبَدأ القلبُ يعلو صوتُه بالخفقان والجسم بالارتعاش .. وبدأتُ أسمعُ صوت الحِلْية و الكعب العالي .. تيك تيك تيك .. ومازال رنينُها في أُذُني حتى هذه اللّحظة .. جاءتْني رغبةٌ جامحةٌ بالهربِ .. ولكنّي خَشِيتُ أن تقابِلَني بالباب .. وربما تلّني أخوها مِن أثْوابِي وقال : هات قيمة الكيك يابن اللذينا .. هذه الرغبة الغريبة بالهرب لا تقل عن رغبة أخرى أكثر خطورة راودتني فحاولت كبْـتَها بواسطةِ إحكام جميع المنافذ المضطربة .. فرفعت بصري إلى السماء وقلت : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون .. !!
دخَلَت عليّ .. ورمقتها بطرف عينيّ .. وإذا بِها بالكادِ أن تَعْرِفَ لونَ بشرتِها أو طبيعةَ ملامِحِها أو مقدارَ طولِها .. لقد عَثَت الأصباغُ بها من كل جانب .. حتى بَدَت كتمثالٍ جبسيّ .. !! .. أحسستُ ولأول مرة أني داخل استديو قناة الإخبارية التنكّرِيّة .. التي يستهلِكُ كادرها من المُسوخِ الأنثوية ثلاثة أرْباع ما تستورِده المملَكةُ من أصباغٍ وطِلاءاتٍ ..
لم أرتَحْ للوضعِ مِن أساسِه .. فزادَت الطّين بِلّة .. وأحسَسْتُ أنّ الوضْعَ يفتقد الوضوح من كل جِهَة .. حتى في ملامحِ المخطُوبة .. لم تمكُث إلا قليلاً .. ثم خرَجَت وفرحْتُ بِخروجِها .. التفتّ إلى أخيها وقلت : لم أر أختك .. !! ..
قال : كيف لم ترها .. هي التي دخلت قبل قليل ..
- صحيح ؟ تصدق حسبتها الوالدة .. !! .. يا أخي أنا أعرف أنها هي لكن من رأيته قبل قليل هو مِسْخُ وليس إنسان .. وأنا أريدُ أنْ أراها بطبِيعَتِها التي ستبقى بها معي في البيت .. وما اقترفتْهُ أُختك يُسمّى خِداعٌ وغشّ مغبّته وخيمة على مستقبلها وعلى "فلوسي" .. إلا إن كانت ستَبْقى بهذه الزّينةِ في بيتها في كل وقت وفي سائِرِ أحْوالها ..
تفهّمَ الرجل ذلك .. وذهب إليها يطلب منها الدخولَ مرّة أخْرى بعد أنْ تُزِيلَ كلَّ ماعليها من زينةٍ .. وأنْ تأتِي بدون "جزمة" أيضا ..
فأبت .. وقالت : "عاجبه كذا والا يمسك الباب .. الشرهة مهيب عليه الشرهة على يجيب له كيك وعصير" .. !! ..
بنات آخر زمن .. !! .. بصراحة خِشيتُ أن يكونَ مَعها حزام أسود تدخل عليّ وتخليني بابا غنوج ..
فآثرت مسْكَ البابِ بالمعروف .. وعندما وصلت إلى البابِ كدتّ أنْ أُقَبـّلَه وأحتضنه .. ما أروعَ الأبوابِ الخارجيّة وأجمَلها وأحنَّها عندما تُحشر في زاويةٍ في مجْلس وتُحِس أنّك في ورطةٍ كهذه .. ولا تجد مجالاً للهرب بكرامة ..
موقف هذه البنت يدل على عدمِ وُثُوقِها بنفسها وعَدَمُ قناعتِها بشَكلها .. ولو وثقت لظهرتْ بشكلِها الطبيعي .. وما تحدثه بعد ذلك من زِينةٍ بعد الزّواجِ فخيرٌ وفضلةٌ .. واستزادةٌ من التقرب إلى بعْلها ..
هذا الكلام ينسحِب أيْضاً على النّساء اللاتي يُبالِغن بالتزيّنِ عند خروجِهنّ في المناسباتِ العاديّةِ أو إلى وظائفهنّ حتى يَظْهرنَ كمخلوقٍ آخَر .. وإن كان العمل مختلِطٌ فالمعروفُ عند الرجالِ أنّ المرأة التي تبالِغُ في الزينة تفتقد شيئاً من جَمَالها الفِطريّ وتعوّضه بدهانات بي بي سي ..
على كل شابّ متقدم للزواج أن يطلب من المرأة أو أهلها عند رؤيتها الرؤية الشرعيّة أن تظَهَر بطبيعتِها تماماً .. حتى الحذاء العالي لا تلبَسُه .. فإنّه أحْرى أن يؤْدَمَ بينهما .. إذ تم الزواج بقناعة الطرفين دون تزييف أو خداع ..
وخَرَجتُ من هذا الموقفِ بقناعة لا تتزَحْزَح .. أنّ سماسِرةَ الزواج لا يمكن التّسليمُ لهم بكل ما يقولون .. ولا الوثُوق بكل ما يعرضون .. فالهدفُ على الأغلبِ هو هدفٌ ماديّ محض .. ولا يهمهم علام تنتهي الأمور .. وعليه فأفضل الطرق للبحث عن الأزْواج يكون عن طريق القراباتِ والمعارفِ والأصدقاءِ من الطرفين .. إلا في حالات خاصّة جداً ..
وأخيراً عادَ التيْس الشّارِد أدْراجَه إلى الحظِيرةِ ذليلاً خائباً .. يسْأل اللهَ الستر والعافية .. ويستغفر الله عن "الخطيئةِ" كلما حطّت عيناه على عين زوجِهِ الغافِلة ..
لذا سيدي الكريم .. فأنا " خابرن لك نفس المرة" لكنّي لا أضْمَنُ لك رُؤيةً واضِحة صحيحة ولا زِيْجةً سعيدة ولا امْرأةً حانيةً مطيعة ولا حتى أكوابَ العصير و قِطَعَ الكيك .. وإن أصررْتَ إلا أن تُجرِّبَ حظّك .. فلتكنْ الرؤيَةُ الشرعيةُ بجانبِ بابِ الشارع .. الذي ستلْـثِمه حتماً عند فرارك .. وأنت تهمهم "حسبي الله عليك يا فيوتشر " ..
المفضلات