بسم الله الرحمن الرحيم
تعدد الزوجات
عندما تكتب مؤيدا للتعدد فأنت عدو للمرأة!
هكذا ينظر اليك الاخرين خاصة النساء منهم!
لكن لو وقف هذا المعارض واجاب على اسباب
رفضه للتعدد لقال ارفضه للظلم الذي سيقع
المرأة وقال وقال الكثير ولكن لو انه وقف وقفة
جادة مع سؤال جاد للمس الفائدة المرجوة من التعدد!
لنجيب على اساب رافضي التعدد ونقول
لنفترض انه توجد في مدينة ما الف عانس
وتزوج من هذا الالف النصف وظهر من بين هذا النصف
نصف من الازواج الظلمة الذين لا يعرفون
من المعاشرة الطيبة وحقوق الزوجة حتى حروفها!
بقي معنا النصف او نصف النصف الذين هم عكس الصنف الاول!
كم بقي من الالف بدون زواج!
بقي النصف الاول والنصف الاخر المظلوم
من جراء التعدد يتبقى معنا ربع المجموع يعني 250 زوجة
ودعت المستقبل المجهول وخرجت من نفق العوانس!
الخلاصة والزبدة اننا حلينا جزء من مشكلة
وحل جزء يعني ان هناك نجاح والنجاح
يعني ان المحاولة لاقت نجاح حتى وان كان محدود!
ولنقف الآن مع الاسلام وندع النفس واهواءها
لماذا تعدد الزوجات في الإسلام؟
إن الإسلام مع تعدد الزوجات الذي حدد في أربع. وليس مع التفرد بواحدة
وهذا الذي يجهله الكثير أو يتجاهلونه أن الإسلام قلص من تعدد الزوجات
الذي كان بلا حد ولا عد إلى الحد والعدد الذي نعلم.
فقد كان الرجل يتزوج في الجاهلية العشرة والعشرين والثلاثين من النساء
وفي ذلك من ضياع الحقوق ما فيه. هذا زيادة على الجاريات وما ملكت اليمين
وهي ظاهرة معروفة في صدر الإسلام. من هنا يبدو أن تحديد الزوجات
في أربع هو تقليلٌ للزوجات وليس تكثيراً لهن
هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى نضيف إلى هذا أن الإسلام لا يلزم أي امرأة بالزواج من أي رجل.
خصوصاً إذا كانت له زوجة أخرى أو زوجات، وإنما الأمر بالخيار وبكامل الحرية.
كما أن الزوجة الأولى لها أن تنخلع من زوجها الذي جاء عليها بالضرات
إذا شاءت دون أن يكرهها أحد على البقاء مع زوج مشترك
فلماذا الشكوى من بلوى وهمية؟ ولماذا هذا التباكي من غير داع؟
أما فوائد تعدد الزوجات فهي لا أول لها ولا آخر. ولذلك شرعه الله تعالى.
من هذه الفوائد:
1 / الإكثار من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أمر ممدوح
(ولا أريد الدخول في هذه العجالة في فلسفة الإسلام من استحبابه تكثير الذرية، حتى لا يطول الكلام.)
2 / إحياء سنة مهجورة، بل معابة من طرف الكافرين وبعض الغافلين والمغفلين.
3 / العمل على القضاء على العنوسة، وإعطاء فرصة لمن تخلفت عن الزواج لسبب أو لآخر أن تستمتع بأسرة وبأمومة كباقي العباد.
4 / قد تقع الزوجة الأولى في مكروه فتستحيل معها المعاشرة الزوجية، والإسلام بشريعته
في تعدد الزوجات في هذه الحالة أرحم ممن يلقي بالمرأة في قارعة الطريق كلما تعذرت معها مواصلة المشوار.
5 / إشباع الحاجة لدى الرجل والمرأة على السواء ولا سيما عند الاقتضاء الفطري،
والحيلولة دون الوقوع فيما حرم الله تعالى من فاحشة. ولا سيما في هذا الزمان حيث الفتنة سائدة.
هذا ومعلوم ما هنالك من توجيه ديني وشروط لجواز تعدد الزواج
مثل اشتراط العدل بين الزوجات ولا سيما في الجانب المادي مع العفو النسبي عند الميل العاطفي المحدود
: {وَلن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
[النساء:129] لكن لا نقول ما يقوله الجاهلون حينما يربطون قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء:3]
بقوله سبحانه: {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء:129]
فيستنتجون بجهلهم المنع من تعدد الزوجات بناء على استحالة العدل بنص القرآن.
هؤلاء لا ينظرون إلى قوله تعالى: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:129]
فدل على جواز بعض الميل، وأن الممنوع هو كل الميل حتى لا تبقى المرأة كالمعلقة، لا هي متزوجة ولا هي مطلقة.
فإذا أضفنا إلى الجهل بأحكام الله تعالى بهذا الخصوص، ما تعرفه جل الأسر
ذات التعدد من ميل كامل أحياناً من طرف الرجل جهة إحدى زوجاته،
ومن ظلم ظاهر في حق ضرة دون أخرى أحياناً أخرى، ومن مآسي مؤلمة
من سوء أخلاق الرجل أو المرأة أو كلاهما معاً، وما يتخبط فيه الأطفال الإخوة والأصهار والأنساب
من عداوة وبغضاء.. وهذا بسبب سوء التربية، والابتعاد عن منهج الله تعالى،
والاستسلام لبعض الأعراف الفاسدة، وليس بسبب التشريع ذاته
كما يروج لذلك الزنادقة، أقول: إذا أضفنا هذا إلى ذلك، علمنا
كم يجد الزنادقة في هذا الواقع المر من عذر وذريعة للطعن في دين الله تعالى.
فهم لا يريدون تغيير الواقع الأليم ليوافق الشرع الحكيم، كما هو الواجب.
إنما يريدون تغيير الدين العظيم ليوافق السفهاء ويتفق مع الأهواء.
المفضلات