كنت أتنزه اليوم في حدائق اللغة العربية ولفت إنتباهي أحد الأسماء المفردة ينظر إلي وكأن في نفسه علي شيئا ينظر إلى نظرات عتاب وقفت عنده وقلت خيرا أراك على غير عادتك مالك هكذا منقبضا وحزينا وكأن بين شفتيك كلاما تريد أن تقوله قال نعم لدي الكثير من العتب عليكم قلت لا حول ولا قوة إلا بالله يبدوا أن الأمر بلغ لديك مبلغا قال نعم قلت وما الأمر قال أريد أن أسألك سؤالا قلت له تفضل قال هل ترضى أن يستعمل أحد بيتك ملعبا قلت لا قال هل ترضى أن يستعمل أحد سيارتك مستودعا قلت لا ( وش صاير ) قال أترضى أن يستخدم أحد شيئا من أدواتك لغير ما خصص له قلت كلا ( وش هالبلشه ... أنا وش جابن .. يالله انه تعدي على خير ) قال فما بال الناس يستخدمونني هكذا كل ما مرت كلمة أو جملة من عندي ضحكت من سوء وضعي وحالي ، قلت له أبشر يا ( غير ) ما ذا تريد أن تقول للناس ( لا يصير خاطرك إلا طيب ) قال أريد أن تبلغهم بعد سلامي وبالغ أسفي وعتبي أنه كثيرا ما يخطيء الناس في إستخدام ( غير ) يخطؤون في استخدامي ـ أولا أنا ( غير ) إسم مفرد مذكر دائما يعني لست فعلا ولا حرفا وإما أن أكون صفة أو أكون أداة استثناء وأهم شيء هنا أنني معرفة ولست نكرة ((( أنا لست نكره ))) كيف أكون نكرة وأنا أدخل على الإسم مثلا وأعرف غيره أنتم ترتكبون خطأ بل من الأخطاء الشنيعة في استخدامي تقولون ((( الغير ))) ( ما تستحون )! قلت له رويدا لم يصل الأمر إلى هذا الحد ، قال بل يصل إلى أكثر من ذلك ، وما علاقتي بهذه الـ ( ال ) التي وضعتموها ( قدام خشمي ) ، هذا خطأ فاحش ، ومصيبة عظيمه ، الله سبحانه وتعالى وهو الذي خلقني وخلقكم قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) وقال ( غير أولي الضرر ) وقال ( غير محلي الصيد وأنتم حرم ) وملأ القرأن بي ولم يبتليني بهذه الـ ( ال ) كما ابتليتموني بها ، قلت له إهدأ ودعنا نتفاهم بهدوء قال أبعد عني كيف نتفاهم وأنتم في كل معاملة في الجوازات وفي الأحوال المدنية وفي البلدية وفي الشرطة وغيرها بل وحتى في دور التعليم ((( الغير سعوديين ، الغير مسلمين ، الغير منتظمين ، الغير ناجحين ، الغير الغير))) تروني طقيت من عرضي قلت له إهدأ طيب أعدك أنني أعلم الربع كلهم إنهم ما يقولون إلا ( غير السعوديين أو غير المسلمين أو غير الناجحين ) أبشر يا ( غير ) ولا يصير خاطرك إلا طيب ..... وش هالنشبه عسى ما عادت هالتنزهه ..... تكفون يالربع لا تفشلوننا مع الأخ ( غير ) تروني يالله هديته ... وتوبه عن روحتن لهالحديقه
عطارد
رد مع اقتباس
المفضلات