عادل وعزيزة .. مأساة إنسانية بين الكويت والسعودية.. وضياع في متاهة بدأت في تسعينيات القرن الماضي ومازالت تنتظر الحل..
الكويت: خلف الدواي
يقال في مثل دارج «إن لكل من اسمه نصيب».. فهل يكون هذا المثل واقعا في كل الأحوال أم أن البعض يردد اسمه وينظر إلى أحواله ربما يحق لعزيزة وشقيقها عادل أن يكونا أبرز الرافضين لهذا المثل فهما يشاهدان كيف تقود الظروف عزة "عزيزة" على الانهيار.. وتتعامل بلا عدل مع عادل.
إنهما شاب وأخته كلاهما سعودي وفقا لجنسية والدهما الذي يسكن المملكة العربية السعودية وله آخرون من الأولاد غيرهم يسكنون معه آمنين مطمئنين لهم حقوق المواطنة في بلادهم كما هي لجميع مواطنيهم من الرعاية الصحية إلى التعليم والتوظيف وغيرها من الحقوق على عكس الأخوين الشقيقين ضحية نار الانتقام اللذين تكوم رماد حياتهما في الكويت في كنف والدتهما الكويتية وهما يتأرجحان بين أن يكونا بدون أو سعوديان لا بل إن الأخت وهي الكبرى لا تحمل من الوثائق الرسمية سوى شهادة تطعيمات تصرف للمواليد في المملكة العربية السعودية ليكون شقيقها بذلك أفضل حالا منها بحمله شهادة ميلاد رسمية صادرة من مستشفى الجهراء في الكويت توضح أن جنسية الأب سعودية.. ومع هذا فلم يتمكن من إثبات مواطنته لغيابه قسرياً سنين عمره عن بلاده وعدم وجود من يقوم بشؤونه لا بل لأن الأب حينها لم يكن راغبا في التعاون مع الأم تحت تاثير إرهاصات الانفصال بينهما.
وقصة هذا الشاب السعودي واللاسعودي تتلخص في أن والده تزوج بأمه في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي وهي كويتية واصطحبها للعيش معه في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية حيث مقر عمله وسكن أسرته هناك فكانت أول ثمرة زواجهما بنت ولدت في مستشفى عرعر إذ يقضي نظام الاحوال المدنية في المملكة بعدم ضم الطفل إلى ملف والده المدني إلا بعد استكمال كل تطعيماته الصحية حرصا من السلطات على عدم تجاهل بعض أولياء الامور لأي من تلك التطعيمات والتي تستغرق عاما أو اكثر أحيانا لاستكمالها, ومع بلوغ البنت عامها الأول كان شقيقها ولد في مستشفى الجهراء خلال زيارة أمها لذويها في الكويت وعليه تم استخراج شهادة ميلاد كويتية للمولود الجديد تبين أن والده سعودي الجنسية.
وليس هو إلا عام حتى دبت المشاكل الزوجية وأخذت تشعل نارها بين الزوجين لتتوقف بينهما الحياة حتى العام 1991 حيث تم الانفصال بشكل رسمي وبورقة طلاق أنهت فصولا من الجدل والخلافات استمرت لأربع سنوات وتزيد امضتها الأم لدى ذويها.
وفي غضون تلك الظروف ولدت مأساة هذين الطفلين اللذين غديا اليوم شابين بلا مستقبل ولا هوية لا بل إن الشاب أرحم حالا من أخته التي لم تسعفها الأيام حتى باستصدار شهادة ميلاد لها حيث كانت مشاعر الانتقام بين الوالدين أقوى من عمرهما الذي كان في بداياته..فلا الاب نحى جانبا خلافاته مع الأم وقام بدوره تجاه طفليه..ولا الأخوال حركوا ذلك الركود باجبار الأب على استخراج ما يخص هذين الطفلين من وثائق فكانا هما الضحية.. طفلان بدون بين أب سعودي وأخوال كويتيون.
واليوم ومع بلوغ الشاب مبلغا من السن يمكنه من التحرك بدأ مبكرا..وبتكاتف مع والده الذي تحرك متاخرا جدا لاستخراج ما يخصه وأخته من وثائق ولكن الأمور بدت أشد صعوبة في ظروف لا تلام فيها الدول على تقديم الافتراض السلبي على النوايا الحسنة.
فمعاملة مطالبة الشاب بحقوقه المدنية من السعودية صارت مجمدة كمستقبله ومستقبل أخته التي أنهت المرحلة الثانوية من تعليمها في إحدى المدارس الخاصة لعدم وجود وثائق تثبت جنسيتها في حين تم تعليم الشاب في مدارس الدولة في الكويت بناء على شهادة ميلاده وشهادة جنسية والدته.
مأساة ربما جمعت أكثر بين قلبي الشاب وأخته إلا أنها تهدد بضياعهما مالم يلتفت لهما مسؤول بحجم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية.
فالشاب وأخته وأمهما بل وأبوهما على اتم استعداد لإجراء مايلزم من الفحصوات المخبرية التي تفصل في نسبهما لأبويهما وصدق واقعه حياتهما علاوة على شهادة الميلاد الكويتية التي يحملها الأخ..وشهادة التطعيم الصادرة عن مستشفى عرعر المركزي في شمال المملكة للاخت.
ينهي الشاب عادل فصول مأساته وأخته بالتأكيد على ثقته أن المشاكل كما خلقت في الأرض فلها من الخلق من هو كفيل بحلها إن عقدها آخرون, وهو وأخته يقفان اليوم مناشدان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز للتدخل لوضع حد لمعاناتهما فهو الذي حفظ الله به أمن المملكة عقودا من الزمن وبيده حفظ أمن حياة ضحيتي هذه الماساة قبل أن تطويهما السنون بين دفتي ملف غير محددي الجنسية.
المفضلات